ملفات

هل تستمر حملات تخفيض أسعار السيارات فى 2020؟

صادرات السيارات

يترقب سوق السيارات ارتفاع المبيعات خلال عام 2020 وسط توقعات باستمرار حملات تخفيض الأسعار التى بدأت خلال العام الجارى، وينتظر التجار آثار إلغاء الرسوم الجمركية على السيارات التركية بالتزامن مع تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، الأمر الذى أدى لعزوف العديد من المستهلكين عن شراء السيارات الفترة الحالية، ترقباً لمزيد من التراجع فى الأسعار مطلع العام المقبل.
ورغم توقعات المستهلكون لانخفاض أسعار السيارات، إلا أن الخبراء والعاملون فى القطاع تباينت آراءهم حول انخفاض الأسعار أو ارتفاعها بداية من العام المقبل.
قال علاء السبع عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية، إن انخفاض مبيعات السيارات فى هذه الفترة من السنة أمر معتاد بسبب عطلات الأعياد وما يتبعها من عزوف للمستهلكين عن الشراء.
وأرجع السبع التخفيضات فى أسعار السيارات إلى انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وتوقع أن يشهد مطلع العام المقبل 2020، استمرار انخفاض سعر الدولار وهو ما سيتبعه تراجع لأسعار السيارات، لاسيما أنه السبب الرئيسى لخفض الأسعار.
أضاف أن أسعار السيارات التى يتم استيرادها من تركيا انخفضت بنسبة لا تزيد على %3 من سعر السيارة، وأشار السبع إلى أن انخفاض أسعار السيارات فى بعض الموديلات مثل «رينو لوجان» و»نيسان» تعتبر تخفيضات مناسبة لسعر الدولار الآن.
وقال إن السيارات التى لم تشهد تخفيضات هذا العام ستنخفض بقيمة ملحوظة اعتباراً من العام المقبل، واستبعد عضو شعبة السيارات ارتفاع الأسعار مجدداً إلا فى حالة فرض رسوم تنمية وقيمة مضافة على السيارات، متوقعاً انتعاشاً فى المبيعات بداية العام المقبل.
وقال عمر بلبع، رئيس الشعبة العامة لتجار السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية إن تراجع وتيرة المبيعات بسبب حالة الترقب التى تسيطر على المستهلكين وحملات التخفيضات التى قدمتها العديد من شركات السيارات الفترة الماضية، علاوة على تراجع سعر العملة الأمريكية أمام المحلية، وهو ما يأتى بالتزامن أيضاً مع تطبيق اتفاقية الشراكة مع تركيا.
أضاف: «نتمنى مزيدًا من الانخفاض بسعر الدولار خلال العام المقبل بالإضافة إلى تحلى الشركات بالشفافية اللازمة فى أى قرارات منظمة للسوق حتى لا نتفاجأ بقرارات قد تُكبد الشركات العاملة فى السوق خسائر فادحة».
أوضح بلبع، أن انخفاض سعر صرف الدولار هو السبب الوحيد فى انخفاض ـسعار السيارات متوقعاً عدم ارتفاع أسعار البيع مرة أخرىز
وقال إن انخفاض سعر الدولار مجدداً سيؤدى إلى انتعاش حركة السوق خلال الفترة المقبلة وهو ما سيؤثر بالإيجاب على المبيعات، كما توقع أن يكون 2020 أفضل من العام الجارى، ليشهد مزيداً من استقرار أسعار السيارات وارتفاع الطلب عليها مع الخفض المتوقع لسعر الفائدة البنكية، والذى سيؤدى لتراجع أسعار السيارات.
وأوضح أن حالة السوق خلال العام الجارى كانت أقل من المتوقع، حيث شهدت المبيعات تراجًعا عن العام السابقز
وقال الشاذلى مصطفى خبير تسويق السيارات إن المستهلك يترقب انخفاض أسعار السيارات بداية 2020 بعد إلغاء الجمارك على السيارات التركية واستمرار تراجع الدولار أمام الجنيه.
أضاف أن تغير الأسعار بداية العام المقبل أمر حتمى سواء كان بالزيادة أو النقصان، ويرى مصطفى أن انخفاض سعر الدولار بمثابة طوق نجاة للوكلاء لتخفيض أسعار السيارات نظراً للخسائر الفادحة التى تكبدها الوكلاء لاستمرار المنافسة دون المساس بمعدل الربحية.
وتوقع زيادة حدة المنافسة بين الوكلاء خلال العام المقبل وخروج العديد من العلامات الكبرى واستبدالها بأخرى للمنافسة فى السوق.
فيما توقع منتصر الزيتون عضو رابطة تجار السيارات عودة أسعار السيارات للارتفاع مع بداية العام الجديد، مضيفا أن العديد من الوكلاء والموزعين خفضوا أسعار موديلات 2019 قبل البدء فى العام الجديد، مؤكداً على انخفاض 3 موديلات تركية المنشأ بقيمة قد تتراوح 5 آلاف جنيه فقط.
وأوضح زيتون، أن 90% من الوكلاء والموزعين تكبدوا خسائر فادحة خلال العام الجارى، مرجحاً انتهاء حملات التخفيضات، والتى بدأت فى 2019 بهدف تعويض بعض الخسائر التى تعرضوا إليها جراء هذه التخفيضات المؤقتة.
أشار إلى أن سعر الدولار لم يكن هو المؤثر الأكبر فى انخفاض أسعار السيارات خلال هذا العام، بل المنافسة مع السيارات الأوروبية بعد تطبيق الشريحة النهائية من إلغاء الجمارك عليها.
أضاف زيتون أن السيارات الأوروبية تمثل شريحة كبيرة من سوق السيارات المصرى، مقارنةً مع السيارات التركية، لذلك من غير المتوقع أن تنخفض أسعار السيارات مرة أخرى، أو تؤثر أسعار الصرف على انخفاضها فى 2020.

صناديق اﻻستثمار تعزف عن قطاع السيارات وتتجه للنقل الخدمى

قال عدد من مديرى صناديق اﻻستثمار العاملة بالسوق، إن عدم توافر بيانات صناعية كافية عن قطاع السيارات أحد أسباب عزوفهم عن اﻻستثمار فيها.
وأضافوا أن بعض الصناديق تلجأ الى اﻻستثمار بقطاع خدمات النقل واللوجستيات نتيجة وجود توقعات نمو لتلك القطاعات خلال الفترة المقبلة وتوافر قواعد بيانات واضحة.
وقال أمير مشرقى المدير التنفيذى لصندوق الاستثمار المباشر «ازدهار»، إن عدم توافر قواعد صناعية عن صناعة السيارات بالسوق أحد أسباب عدم نموها.
أضاف أن الدول المتقدمة فى الصناعة على مستوى العالم لديها استراتيجية وكيانات كبرى تنتج قطع الغيار ومكونات الإنتاج، لكن فى السوق المصرى لايزال الاعتماد بشكل أساسى على صناعة التجميع.
أوضح مشرقى، أن نمو قطاع السيارات ينبغى أﻻ يعتمد فقط على المبيعات المحلية وإنما تصدير جزء من تلك السيارات إلى الأسواق الأخرى المجاورة.
أشار إلى أن السوق المصرى يحتاج إلى توسع القطاع الخاص فى توفير مكونات الإنتاج اللازمة للنهوض بقطاع السيارات، وقال مشرقى: «بحثنا عن فرصة استثمارية مناسبة بسوق قطع غيار السيارات، لكننا لم نجدها، حيث يبحث المستثمرون الماليون عن الشركات التى تمتلك الفكر والإدارة لدعمها».
أضاف أن قطاع خدمات النقل واللوجستيات يستحوذ بشكل أكبر على اهتمامات المستثمرين والصناديق اﻻستثمارية، وهو ما تم مؤخراً عبر استحواذ الصندوق على حصة تصل %30 بشركة فاميلى جروب.
وتضم شركة «فاميلى جروب» 5 شركات منها شركة «فاميلى كربوريشون» المتخصصة فى مجال نقل الركاب والبضائع و«الشركة الفرنسية للسيارات»، والتى تعد من أكبر مستوردى وموزعى ووكلاء قطع غيار السيارات وشركة «أوتوموتيف لخدمات السيارات» المتخصصة فى مجال خدمة أساطيل النقل وصيانتها وشركة «آى الطيار» وشركة «فاميلى نيو إنيرجى» وهى شركة حديثة التأسيس متخصصة فى مجال بيع وتأجير وتشغيل السيارات والأتوبيسات الكهربائية.
وقال مديرى صناديق استثمار عربية وأجنبية عاملة بالسوق، إن قطاع السيارات من القطاعات الواعدة بالسوق المصرى لكنه ليس ضمن أولوياتهم خلال الفترة المقبلة.
أضافوا أن عدم توافر بيانات كافية عن القطاع تجعل المستثمرين يلجأون إلى اﻻستثمار بالقطاعات الآمنة – على حد تعبيرهم – كالصحة والتعليم وقطاعات التجزئة والتصنيع الغذائى، وأشاروا إلى أن سوق السيارات المصرى اعتمد خلال الفترة الماضية على اﻻستيراد فقط وهو ما أثر على الفرص اﻻستثمارية بالقطاع.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية