حذر بنك الاستثمار الدولي “نومورا” من أن تداعيات فيرس “كورونا” الجديد على الاقتصاد الصيني قد تفوق في خطورتها تلك التي أحدثها وباء “سارس”، الذي ضرب البلاد في الفترة ما بين عامي 2002 إلى 2004 .
وتوقع البنك، في تقرير بثته وكالة “بلومبرج” الأمريكية اليوم الأربعاء، أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الأول من 2020 عن 6% المحققة في الربع الاخير من عام 2019 ، وأشار إلى أن نسبة التراجع قد تتعدى 2% أي أعلى من معدل الانخفاض الذي تسبب به وباء “سارس” في الربع الثاني من عام 2003 مقارنة بالربع الأول من العام ذاته.
كما توقع البنك أن يلجأ صناع القرار في الصين إلى سرعة توفير السيولة النقدية وتقديم الدعم الائنماني لاسيما لاصحاب الشركات المتضررة، لكنه حذر من أن هذه التدابير قد لا تكون “كافية” لدفع عجلة النمو بالبلاد، وسط توقعات بضعف الطلب المحلي في ظل انتشار الفيرس المميت الذي بدا أكثر فتكا وانتشار عن وباء سارس متسببا في وفاة 132 شخصا حتى الأن.
وأوضح أن سرعة انتشار عدوى الفيرس الصيني وما استتبعه من فرض قيود على رحلات السفر في الداخل والخارج حول العالم، سيؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي نظرا لعمق وتشابك العلاقات الاقتصادية الصينية بدول العالم شتى، التي لم تكد تنفض غبار حرب بكين التجارية مع الولايات المتحدة حتى تجد أنفسها في مواجهة شبح الفيرس المميت وخطورته على حياة البشر والاقتصاد.
وأكد بنك “نومورا” أن مدينة “وهان” الصينية، موطن فيرس”كورونا” ستكون أكبر المتضررين اقتصاديا، مشيرا إلى أن المدينة الحاضنة لأكثر من 11 مليون شخصا، تم غلقها وعزل مواطنيها بالكامل في مسعى من قبل الدولة الصينية لاحتواء انتشار العدوى.
وأضاف إن اقتصاد مدينة “ووهان” المقدر بنحو 214 مليار دولار يشكل 1.6% من إجمالي الناتج المحلي الصيني، كما إنها تتمتع بأهمية لوجيستية كبيرة كونها مركزا لأهم شركات تصنيع السيارات وشركات الحديد في الصين، مما يعكس حجم الضرر البالغ الذي ستتكبده قطاعات السياحة والتصنيع والإنتاج جراء عزل المدينة.
وبحسب بيانات رسمية نشرت اليوم، تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد داخل الصين عدد الإصابات بوباء سارس الذي شهدته البلاد بين عامي 2002 و2003، ليصل عدد المصابين بالفيرس الجديد 5974 إصابة بزيادة قدرها 1400 عن اليوم السابق، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 132.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
