لا يزال الغموض يكتنف مستقبل الصفقة المحتملة لاستحواذ شركة الاتصالات السعودية “STC” على 55% من شركة فودافون – مصر، خاصة في ظل عدم حسم المصرية للاتصالات موقف حصتها في فودافون مصر البالغة 45%.
وأعلنت المصرية للاتصالات في بيان للبورصة، اليوم الأربعاء، أنها بصدد تعيين بنك استثمار لدراسة جميع الخيارات والآثار المترتبة على الصفقة المحتملة ، وفقا لحقوق الشركة المصرية للاتصالات باتفاقية المساهمين والقوانين المصرية.
المصرية للاتصالات تفتح الباب لجميع البدائل الاستثمارية
وقالت المصرية للاتصالات إنها خاطبت الهيئة العامة للرقابة المالية ،وفقا لتوصية مستشارها القانوني، للوقوف على خضوع الصفقة لأحكام الباب الثاني عشر من اللائحة التنفيذية لقانون سوق رأس المال رقم 95 لسنة 1992، الخاص بعروض الشراء بقصد الاستحواذ من عدمه، حيث أفادت الهيئة بخضوع الصفقة المحتملة لأحكام الباب المذكور من اللائحة التنفيذية، والذي يلزم الشركة الراغبة في الاستحواذ بتقديم عرض شراء إجباري لـ100% من الشركة.
وردا على خطاب الهيئة العامة للرقابة المالية، أعلنت المصرية للاتصالات، أن جميع الخيارات لا تزال قيد الدراسة، مؤكدة سعيها لتحقيق أقصى استفادة لمساهميها من الفرص المتاحة حاليا، لتؤجل الشركة بذلك حسم موقفها بشكل واضح سواء بالبيع أو الاحتفاظ بحصتها في شركة فودافون مصر، أو حتى اللجوء لحق الشفعة وتقديم عرض شراء مماثل لفودافون العالمية، بينما تبلغ قيمة حصة فودافون العالمية في الوحدة المصرية 37.8 مليار جنيه.
وتبلغ قيمة حصة المصرية للاتصالات في فودافون مصر، بحسب التقييم المبدئي للصفقة من جانب STC، نحو 30.9 مليار جنيه.
بلتون: قيمة الصفقة تشجع المصرية للاتصالات على البيع
عن أوجه استخدام المصرية للاتصالات لحصيلة بيع حصتها، قال المحلل المالي لقطاع الاتصالات بشركة بلتون المالية القابضة، محمد مجدي لـ”إيكونومي بلس”، إن الشركة لديها احتياجات مالية تقدر بنحو 20 مليار جنيه، منها 15 مليار جنيه ديونا، ونحو 5 مليارات جنيه تكلفة أرباح رأس المال، متوقعا أن تستخدم المصرية للاتصالات الجزء الأكبر من الحصيلة في سداد الديون الحالية.
وقال مجدي إن قيمة الصفقة الحالية تشجع المصرية للاتصالات على اتخاذ قرار البيع، موضحا أن القرار متوقف على رأي الجمعية العامة للمصرية للاتصالات ومجلس إدارة الشركة.
وبالنسبة لأداء سهم المصرية للاتصالات، أوضح مجدي أن السهم ارتفع بنحو 30 % بعد الإعلان عن الصفقة، مشيرا إلى أن قيمة السهم قد تنخفض بنسبة كبيرة حال تراجع شركة الاتصالات السعودية عن إتمام الصفقة.
تزايد الانفاق الاستثماري للمصرية للاتصالات قد يدفعها للبيع
تسعى الشركة المصرية للاتصالات لتدبير التمويل اللازم لتنفيذ خطتها الاستثمارية التوسعية، والتي توجهها لتطوير البنية التحتية وتحسين الشبكات، حيث رصدت وفقا لعادل حامد، الرئيس التنفيذي للشركة، 17 مليار جنيه استثمارات لعامي 2019 و2020، ليرتفع حجم الانفاق الاستثمار إلى 43 مليار جنيه خلال السنوات الخمس الأخيرة، في إطار خطتها لتحسن البنية التحتية، بالتظامن مع خطط الدولة للتحول الرقمي والاعتماد على المنصات التكنولوجية في جميع الخدمات المقدمة للمواطنين.
إلزام STC بشراء 100% من فودافون مصر قد يدفعها للتراجع
على جانب موازي، قال المحلل المالي لقطاع الاتصالات بشركة بلتون المالية القابضة، محمد مجدي لـ”إيكونومي بلس”، إن قرار الهيئة العامة للرقابة المالية، بإخضاع صفقة استحواذ شركة الاتصالات السعودية “STC” على 55% من شركة فودافون – مصر لقانون سوق رأس المال رقم 95 لسنة 1992، والذي يقضي بتقديم الشركة السعودية عرض شراء إجباري لـ 100% من أسهم فودافون – مصر، قد يدفع هذا القرار “STC” للتراجع عن إتمام الصفقة، مشيرا إلى أن إتمام الصفقة متوقف على قرار شركة الاتصالات السعودية.
ميزانية قوية لـSTC تمكنها من تمويل الصفقة
يقول محلل سوق المال السعودي، محمود العياري لـ”إيكونومي بلس”، إن شركة الاتصالات السعودية لديها القدرة على التمويل، خاصة أن صافي أرباح شركة الاتصالات وصل إلى نحو 10.76 مليار ريال خلال عام 2019، إضافة إلى أن مبلغ الشراء الذي تم التفاهم عليه هو 2.392 مليون دولار، ما يوازي 8.970 مليون ريال، وذلك مقابل حصة في شركة فودافون – مصر، والبالغة 55 %، في حين تم تقييم شركة فودافون مصر بالكامل عند 4.350 مليار دولار ما يوازي 16.312 مليون ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال).
قروض الاتصالات السعودية تقفز 122% في 2019
أظهرت القوائم المالية لشركة الاتصالات السعودية STC في 2019، أن رصيد النقدية لدى الشركة بلغ 2.2 مليار دولار، مما يدعم مركز الشركة المالي وقدرتها على تمويل صفقات، إلا أن القوائم المالية كشفت أيضا ارتفاعا كبيرا في القروض طويلة الأجل على الشركة، والتي بلغت بنهاية العام الماضي 8.9 مليار ريال (2.4 مليار دولار) بزيادة 122.5% عن 2018.
ارتفاع الإنفاق على الجيل الخامس وراء تراجع أرباح STC في 2019
انخفضت أرباح شركة الاتصالات السعودية بنهاية عام 2019 بنحو 6.7 مليون دولار، لتسجل 2.9 مليار دولار، مقارنة بنحو 2.87 مليار دولار في عام 2018.
وأرجعت الشركة تراجع صافي الرباح إلى زيادة تكاليف عملياتها في المملكة، لنشر خدمات الجيل الخامس، وتجهيز الشبكة السعودية بالمعدات التي تسمح بتفعيل الخدمة على أفضل مستوى.
كما أظهرت بيانات الشركة، ارتفاع إيراداتها في العام الماضي لتصل إلى 14.5 مليار دولار مقابل 13.9 مليار دولار في عام 2018.
“موديز”: تمويل الاستحواذ بالديون سيء للائتمان
من جهتها، قالت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، إن صفقة استحواذ شركة الاتصالات السعودية على 55% من شركة فودافون – مصر، سترفع من قيمة ديون الشركة السعودية، إذا تم تمويلها بالكامل من الديون، كما أنه من المحتمل أن تضغط الصفقة بشكل سلبي على هامش الأرباح بسبب ارتفاع تكاليف تشغيل خدمات الجيل الخامس في المملكة العربية السعودية.
في الوقت نفسه، رأت “موديز”، أن الصفقة المحتملة إيجابية لشركة الاتصالات السعودية، إذ ستسهم في تنويع إيراداتها، حيث سترتفع إيراداتها الأولية من العمليات الدولية لتشكل 17% من إجمالي الإيرادات، مقابل 9% في عام 2018.
وتتواجد STC حاليا في دولتي الكويت والبحرين فقط ، وينتظر أن تكون مصر ثالث أسواقها الدولية.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا