ملفات

هل تستطيع الرياض خطف لقب المركز الإقليمى للشركات الناشئة من دبى؟

وزارة

«إذا كنت ترغب فى الحصول على مركز كبير فى الشرق اﻷوسط، عليك التوجه إلى السعودية».. جملة رددها رجل اﻷعمال اﻷلمانى رونى فروهليس وهو يتخيل المكان بالفعل باعتباره المقر المستقبلى لشركته «جولدن سينت» العاملة فى مجال التجارة الإلكترونية للعطور ومستحضرات التجميل، والتى تتخذ حالياً من دبى مقراً لها.

حتى وقت قريب، كانت دبى الوجهة المفضلة بالنسبة للشركات الناشئة فى الشرق الأوسط، مثل «جولدن سنت»، حيث اكتسبت المدينة الإماراتية الجذابة سمعتها كمركز أعمال حر فى منطقة ممتلئة بالبيروقراطية.

 وأشارت وكالة أنباء «بلومبرج» إلى أن الشركات التى تستهدف السوق السعودية الأكبر بكثير عادة ما كانت تتخذ من دبى مركزاً لها، معربة بذلك عن رفضها التام لقواعد الاستثمار ذات القيود فى المملكة.

ولكن ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، أطلق موجة من التغييرات فى بلاده، فخلال بضعة أعوام فقط فتحت المملكة أبوابها أمام السائحين للمرة اﻷولى وخففت القيود المفروضة على النساء بشكل كبير وسمحت بوجود السينما والحفلات الموسيقية واﻷحداث الرياضية الكبرى.

وتوجد شائعات أيضاً تفيد إمكانية تخفيف حظر المشروبات الكحولية، التى طال أمدها، وذلك فى ظل تنافس السعودية لاستعادة أعمالها التى خسرتها أمام دول الخليج الأخرى على مر السنين.

ومع ذلك، يبدو أن العدد المتزايد للشركات الناشئة فى الرياض يعكس منافسة غير معلنة بين حليفين خليجيين، يتوقع ارتفاع حدتها هذا العام، مما يعيد تنظيم وترتيب اقتصاديات منطقة تسعى جاهدة للحد من اعتمادها على البترول.

وتراهن دبى على تحقيق انتعاش اقتصادى من خلال معرض «إكسبو2020»، وهو حدث يستمر لستة أشهر وتستعرض خلاله البلاد أحدث الابتكارات العالمية وتتوقع جذب 25 مليون زائر تقريباً من خلاله، فى الوقت الذى تستثمر فيه مليارات الدولارات بمشروعات البنية التحتية.
وأوضحت «بلومبرج» أن عام 2020 يعتبر أيضاً عاماً هاماً بالنسبة للمملكة العربية السعودية، التى تتولى رئاسة دول مجموعة العشرين والتى تخطط لإطلاق سلسلة من الأحداث اللازمة لتعزيز تحولها المذهل.
ولا أحد ينكر أن السعودية أمامها طريق طويل لتقطعه، فلا يزال هناك صعوبات يومية قائمة، فعلى سبيل المثال يتعين على العمال الأجانب هناك طلب تأشيرات خروج من أصحاب العمل لمغادرة البلاد، حتى فى عطلة نهاية الأسبوع، ومع ذلك، بدأ رجال اﻷعمال اﻷجانب، وليس السعوديين فقط، فى التوجه إلى السعودية.
فى العام الماضى، كانت شركة نرويجية تخطط لإنشاء مزرعة سمك السلمون بقيمة 90 مليون دولار فى الإمارات، ولكنها قررت إنشاء تلك المزرعة فى السعودية بدلاً من ذلك، فعلى الرغم من أن سكان الإمارات يستهلكون المزيد من أسماك السلمون، إلا أن السعودية تقدم نمواً مستقلبلياً أفضل حيث تتجه الحكومة إلى الأسماك باعتباره خيار صحى.
بالإضافة إلى ذلك، لاحظت شركة «مايكل بيج» للتوظيف، ومقرها بريطانيا، أن هناك عدد كبير من المديرين التنفيذيين، خاصة فى قطاع العقارات، يتطلع إلى الانتقال إلى السعودية، التى تكشف النقاب عن مشاريع لمدن جديدة بأكملها من شأنها التفوق على التطورات الهائلة فى دبى، مثل ناطحة سحاب برج خليفة.
وقال توم واتسون، الشريك فى «مايكل بيج» فى الشرق اﻷوسط، إن شركته لاحظت خلال الـ18 شهراً الماضية أن العديد من القادة البارزين فى قطاع العقارات من مختلف أنحاء العالم يتطلعون إلى المشاركة فى المشاريع العملاقة.
وحتى إذا تمكن ولى العهد السعودى من تحقيق جزء من رؤيته لتحويل البلاد، فإن تلك الخطوة سيكون لها تأثير على دول الجوار، التى كانت تستفيد منذ فترة طويلة من انغلاق السعودية.
فعلى سبيل المثال، كانت جزيرة البحرين تعتبر مقصد لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بالنسبة للسعوديين والمديرين التنفيذيين الأجانب وذلك على مدى عقود زمنية، ولكن يمكن لاقتصاد البحرين التألم فى ظل انفتاح السعودية وتوفر كل الملذات بداخلها.
ولكن هناك العديد من المديرين التنفيذيين يعتقدون أن صعود السعودية والأسواق الجديدة التى تعتزم فتحها قد يعزز فى نهاية المطاف الدول الصغيرة المنتشرة على طول ساحلها فى الخليج.
وكانت السعودية واحدة من الدول العشرة الأكثر تحسناً فى تقرير ممارسة أنشطة الأعمال لعام 2020 الصادر عن البنك الدولى، حيث سهلت خطوات إنشاء الشركات والحصول على التصاريح والطاقة والائتمان وإنفاذ العقود، بينما لا تزال الإمارات، التى احتلت المركز الـ16 على المؤشر، تقود المنطقة، ولكن هذه الفجوة بدأت تضييق.

وقال ستيفن هيرتوج، الأخصائى فى شئون الخليج والأستاذ فى كلية لندن للاقتصاد: «من المؤكد أن دبى تشعر بالقلق حيال انفتاح السعودية، ولكنى لا أعتقد أن دبى ستفقد مكانتها كمركز رئيسى فى المنطقة فى أى وقت قريب، فهى فى المقدمة».

وتوقع هيرتوج إمكانية انتقال الأعمال التى تستهدف السعودية على الأقل إلى السعودية، حيث بدأت القيود المفروضة على الحياة الاجتماعية والإجراءات البيروقراطية فى التلاشى هناك.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية