ملفات

“بيركشاير” .. ماذا بعد وارن بافيت ؟

عندما يبلغ الملياردير وارن بافيت في أغسطس المقبل عامه التسعين، سيكون من الطبيعي أن يحتفل المساهمين في “بيركشاير هاثاواي” بنجاحه، وأيضا يقلقون بشأن مستقبل الشركة الاستثنائية التي بناها.
وخلال 55 عاما قضاهم على رأس الشركة كمدير تنفيذي ورئيس مجلس إدارة ومدير استثمار، حول بافيت شركة صناعة النسيج المتعثرة إلى تكتل بقيمة 555 مليار دولار باستخام مهاراته الاستثمارية التي أصبحت موضع حسد مجتمع الأعمال الأمريكي.
وقال موقع “بارونز” الأمريكي المعني بأخبار الاستثمار إن أي مستثمر وضع 1000 دولار- أي حوالي 50 سهم – في بيركشاير في عام 1965 سوف يمتلك الآن 20 مليون دولار، مقابل 175 ألف دولار لاستثمار مشابه في مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″،  وذلك رغم الأداء الضعيف لبيركشاير في العام والعقد الماضيين مقارنة بالمؤشر.

بسجل مثل ذلك، من لا يريد أن يعيش بافيت للأبد؟

ومع ذلك، فإن المستثمرين الذين يخشون على  مستقبل “بيركشاير” دون بافيت قد يكونون قصيروا النظر،  وقد يضرون بالشركة وأسهمها،  فبخلاف العائدات الأقل من المعتاد مؤخرا لبركشاير – ارتفع السهم بنسبة 11% في 2019 مقارنة بالأداء المبهر لمؤشر “ستاندرد آند بورز500”  عند 31% –  هناك عدد من المشكلات التي يمكنحلها في عهد ما بعد بافيت.
ويعتقد الكثير من المستثمرين أن القيادة الجديدة يمكن أن تفكك التكتل لإطلاق القيمة أو على الأقل تصبح أكثر تكيفا مع فكرة يرفضها يافيت، وبالنظر إلى كومة النقدية البالغة 128 مليار دولار في بركشاير، فمن المرجح أن يتم تزيع أرباح أو إعادة شراء كميات أكبر من الأسعن،  وقد تتخذ بركشاير خطوات أمبر لتحسين المفاء وهوامش الأرباح في بعض أعمالها التشغيلية التي تتخلف عن نظرائها.
وسوف يعتمد الكثير على من يخلف بافيت الذي سوف تقسم وظيفته على ثلاثة: مدير تنفيذي ومدير استثمار أو اثنين  ورئيس مجلس إدارة والذي سيكون على الأغلب ابنه هاورد.
وتشير جود الشركات التشغيلية والمحافظ الاستثمارية لبركشاير واحتمالات المزيد من الإثراء للمساهمين إلى أن التكتل سوف يواصل مكافأة المستثمرين لسنوات قادمة.
ورفض بافيت التحدث مع المجلة بشأن هذه القصة،  ولكنه كان قد قال في الاجتماع الستوي للشركة في 2017: “إذا مت الليلة، فسترتفع أسهم الشركة غدا”.
ويعود منطقه في ذلك إلى أن وول ستريب سوف يتوقع فورا أن يتم فصل التكتل.
ولم يقل بافيت الكثير حتى الآن بشأن خلافته بخلاف أن المدير التنفيذي المقبل سوف يكون من داخل الشركة، وافترضت “بارونز”، والعديد من المستثمرين، أن جريج أبيل، 57 عاما، رئيس مجلس إدارة “بيركشاير هاثاواي انرجي، أكبر مرفق كهرباء في التكتل، هو الخيار الأرجح لخلافة بافيت بالنظر إلى دوره البارز في بيركشاير وخبرته في إدارة الأعمال.
ومع ذلك، وفي خطوة مفاجئة، عينت بيركشاير العام الماضي مدير الاستثمار لديها، تود كومبس، ذو الـ49 عاما،  كرئيسش شركة “جيكو” للتأمين على السيارات، وهو ما يعطي كومبس، مدير صندوق تحوط سابق، الخبرة الإدارية القيمة التي قد تجعل مجلس إدارة بيركشاير ترى فيه المدير التنفيذي المستقبلي.
ويعتقد الكثيرن أن كومبس الأصغر سنا من أبيل سوف يليه كمدير تنفيذي ولكن إذا حدث التحول خلال سنوات قليلة سوف يكون أبيل على مشارف الستين ومن الممكن أن يتجه مجلس الإدارة إلى كومبس مباشرة.
وقام بافيت بتفويض المزيد من المسئوليات في السنوات الأخير لأبيل وأجيب جاين،  وكيل التأمين البارع، كنواب لرئيس مجلس الإدارة في 2018 ومشرفان على أعمال “بيركشاير” التأمينية وغير التامينية، وهو ما يجعل الاثنان المرشحان الأرجح لخلافته، ومع ذلك، قد يكون جاين كبير للغاية حيث يبلغ 68 عاما.
ولا يوجد أي علامات على أن بافيت يخطط للتنحي قريبا، فهو في صحة جيدة ويذهب إلى المكتب كل يوم ويقوم بعمل يحبه – عمل يقول إنه قد يدفع مقابل أن يؤديه – لا يزال يكسب 100 ألف دولار سنويا، ما يجعله أقل المدرين التنفيذيين لشركة كبيرة أجرا في الدولة، ولا يحصل على أي أسهم في حزمة دخله، وكذلك جميع المديرين التنفيذيين في بيركشاير.
وحتى يفتح عهد ما بعد بافيت الباب لمزيد من تأثير المساهمين، لا تتفاجئوا إذاىرأيتم مستثمرين نشطين يواصلون الشراء في بيركشاير ويقدمون بعض المقترحات بلطف بينما ينتظرون بروية، فبركشاير لديها العديد من الخصائص التي يبحثون عنها،  فهي شركة من الدرجة الأولى من المفترض أن توزع أرباح أعلى بكثير إلى المساهمين.
وقالت المجلة إن التكتلات مثل بيركشاير هي بمثابة فصائل مهددة بالانقراض، فالتكتلات الأمريكية العامة الأخرى مثل “جنرال اليكتريك”، و”ينايتد تكنولوجيز” تنفصل أو انفصلت بالفعل، وهو ما يعكس الضغط على المساهمين جراء وجهة النظر بأن الشركات الأكثر تركيزا تؤدي أداءً أفضل تشغيليا.
ولطالما جادل بافيت أن بيركشاير أفضل وهي متكتلة ولكن هذا الموقف قد يكون صعب الاستمرار عندما لا يكون بالجوار، وتتداول أسهم بيركشاير بأقل قيمة لتكتل في سوق الأسهم  وهو ما  يشير إلى أن تكتلات الشركات المتنوعة عادة ما تتداول دون بعض أجزائها.
ويقول بيل سميد،  مدير “سميد فاليو فاند”، مالك لأسهم “بيركشاير”: “إذا كان بافيت مالك كبير لأسهم شركة مثل “بيركشاير” كان ليدق على باب الإدارة ويقول لهم إن سيولتهم عالية وينبغي أن يوزعوا بعض الأرباح”.
وبالتالي قد يكون هناك إعادة شراء أسهم أكبر أو توزيع أرباح كبيرة بمجرد أن يغادر بافيت المشهد أو ربما قبل ذلك.
ومن المثير للسخرية أن بافيت لا يعيد شراء المزيد من الأسهم، فالعديد من الشركات التي تستمر فيها “بيركشاير” – مثل “آبل”، و”بنك أوف  أمريكا”، و”ويلز فارجو”، و”امريكان اكسبريس” – هم من بين كبار  مشتري أسهمهم ومدحهم بافيت على ذلك.
وحصل بافيت على سلطة أكبر من لإعادة شراء الأسهم في2018 ولكن الشركة أعادت شراء أقل من 1% من الأسهم سنويا، أما شركة “ألفابيت” فقد أعادت اشترت 2%  من أسهمها سنويا.
ويعتقد  سميد أن بيركشاير ينبغي أن توزع أرباح بشكل منتظم وربما بما يعادل 50 مليار دولار وأن تشتري المزيد من الأسهم بأكثرمن المعدل الحالي الذي يقل عن  4 مليار دولار سنويا، ويتفائل سميدبشأن السهم ويراهن على أنه سوف  يصبح يتفوق في الأداء على مؤشر “ستاندرد  آند بورز 500” في السنوات القادمة بهامش 3% إلى 4% سنويا.
وأخيرا بيركشاير بمثابة فرصة نائمة تقدم للمستثمرين طرق عديدة للفوز بما في ذلك عمليات إعادة شراء أسهم كبيرة وتوزيعات أرباح هائلة وعمليات استحواذ وربحية أفضل وانفصال محتمل لشركات التكتل، وبينما شخصن اتجاه بيركشاير، هناك أسباب للاعتقاد بأن أداء الشركة سوف يكون هازم للأسواق بمجرد رحيله.
وفي الوقت الحالي دعونا نقول له عيد ميلاد 90 سعيد.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

بعد توجيه ضربة لإسرائيل.. هل يعاقب بايدن إيران أم يخاف على كرسيه؟

تناقش الدول الغربية تشديد العقوبات على إيران ردا على هجومها...

منطقة إعلانية