قال طلال أبو غزالة، مؤسس ورئيس مجموعة “طلال أبو غزالة الدولية”، للخدمات الاستشارية والإدارية، إن مصر ستصبح سادس أكبر اقتصاد عالمي بحلول عام 2030، وذلك وفقا لبعض الدراسات الاقتصادية الأمريكية.
وأضاف أبو غزالة، خلال لقاء له في برنامج “العالم إلى أين؟” المُذاع على قناة “روسيا اليوم”، أن معدل نمو الاقتصاد المصري اليوم من أعلى معدلات النمو في العالم، نتيجة للإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة المصرية، بينما معدل النمو في الصين انخفض إلى 6 %، نهي ثاني أكبر اقتصاد عالمي، وفي أوروبا والولايات المتحدة، لم يتجاوز معدل النمو 2 %، وهو الأقل عالميا.
وأشاد أبو غزالة، بسياسات مصر الاقتصادية، مشيرا إلى أن القاهرة استطاعت أن تستثمر مليارات الدولارات في تطوير بنيتها التحتية، لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، كما أن مصر ركز على بناء بنية تحتية قوية، تستطيع من خلالها أن “تنتج ثروة”.
وأضاف أبو غزالة، أن اقتصاد الصين، سيكون ضعف الاقتصاد الأمريكي، والأول عالميا في عام 2030، وستحتل الهند المرتبة الثانية بين أكبر اقتصادات العالم، وسيتراجع اقتصاد الولايات المتحدة إلى المرتبة الثالثة، قبل اقتصاد روسيا الذي من المتوقع أن يصبح الرابع عالميا في عام 2030.
أبو غزالة.. من طفولة صعبة إلى قائد المحاسبة العربية
ولد رجل الأعمال الأردني، ذو الأصول الفلسطينية، طلال أبو غزالة في مدينة يافا في فلسطين، عام 1938، ثم انتقل إلى لبنان بعد النكبة الفلسطينية في عام 1948، حيث حصل على شهادة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية في بيروت.
أسس أبو غزالة مجموعة “طلال أبو غزالة العالمية” سنة 1972، وهي مجموعة شركات عالمية تقدم مختلف الخدمات في مجالات المحاسبة والاستشارات الإدارية، ونقل التكنولوجيا والتدريب، والتعليم والملكية الفكرية، بالإضافة إلى الخدمات القانونية والترجمة والنشر والتوزيع.
حصل أبو غزالة على لقب “قائد المحاسبة العربية”، وشغل العديد من المناصب، منها، رئيس مجلس إدارة جمعية المجمع العربي للوساطة والتحكيم في الملكية الفكرية، ورئيس مجلس إدارة المنظمة العربية لضمان الجودة في التعليم، بالإضافة إلى عدة مناصب أخرى.
حصل على الدكتوراة الفخرية في الآداب الإنسانية عام 2018 من الجامعة اللبنانية الأمريكية، بالإضافة إلى الدكتوراة الفخرية في الإدارة والاقتصاد عام 2016 من جامعة “جرش” بالأردن.
التكامل الاقتصادي بين الدول العربية “ضرورة”.. والفرص تأتي من الأزمات..
وفيما يتعلق بالمنطقة العربية، شدد أبو غزالة، على ضرورة تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، والتفاف قادتها حول قضايا المنطقة، موضحا أن الأزمة التي تمر بها المنطقة العربية حاليا تعد “فرصة” لدول المنطقة، لإعادة ترتيب أوراقهم داخليا وخارجيا، قائلا: “يجب أن نبحث عمّا في هذه الأزمة من فرص”.
واستطرد أبو غزالة، حيث قال، إنه يجب علينا أن تكون خطواتنا أسرع مما هي عليه الآن، وأن تكون نتائج قراراتنا مُرضية وصحيحة، ليس لأنفسنا فقط، بل للمنطقة كلها، مشيرا إلى أن جميع القرارات الاقتصادية التي تتخذها الحكومات حول العالم تحمل تباينا في وجهات النظر حول القرار، فهناك مؤيد ومخالف، ومستفيد وآخر متضرر، قائلا: “أتمنى من أمتي العربية وقادتنا أن يأخذوا كلامي على محمل الجد”، خاصة وأن ما يمر به العالم اليوم ليس أزمة عابرة، بل هو اضطراب جديد، لابد أن تمس نتائجه الجميع.
صناعة المستقبل تخفف من آثار الصدمات..
وطالب أبو غزالة، حكومات الدول العربية، بإنشاء لجان متخصصة لدراسة الأزمة الراهنة، سواء التي تمر بها المنطقة العربية أو العالم بأسره، على الصعيدين السياسي والاقتصادي، على أن يكون عمل هذه اللجان متضمنا لبحث المشاكل التي قد تواجهها المنطقة، وآليات التخفيف من أضرارها، وذلك من خلال المواقف، والاستعداد لتلقي الصدمات، إضافة إلى تسليط الضوء على الفرص المتاحة للخروج من الأزمة بأقل خسارة ممكنة، موضحا أن نتائج هذه الدراسات، قد تسفر عن اتخاذ قرارات تمنع حدوث بعض الكوارث الاقتصادية.
دول مجلس التعاون الخليجي المستفيد الأول من ارتفاع أسعار النفط..
وأشار أبو غزالة، إلى أنه يصعب تعميم هذه اللجان على جميع دول المنطقة العربية، إلا أن هناك بعض الدول التي استطاعت تفعيل عملها، ومنها دول مجلس التعاون الخليجي، والتي ستكون الأقل تضررا بما يحدث في الاقتصاد العالمي، نتيجة جاهزيتها للتعامل مع أي متغيرات طارئة.
وأوضح أبو غزالة، أن أسعار النفط قد تشهد ارتفاعا خلال الفترة المقبلة وفقا لخبراء الطاقة، حيث من المتوقع أن يتراوح سعر برميل النفط بين 150 و200 دولار، الأمر الذي يعزز من فرص إنتاج دول الخليج العربي للنفط وزيادة احتياطاتها، وتلبية احتياجات مختلف القطاعات الاقتصادية، وهو ما سيكون له أثر مباشر وإيجابي على معدل النمو في هذه الدول، وهو الجانب الإيجابي.
أما عن الجانب السلبي، فأوضح أبو غزالة، أن ارتفاع اسعار النفط قد يفتح شهية دول العالم في التنافس على الاستحواذ على منابع النفط في منطقة الخليج، وهو ما قد يؤجج من مستويات الصراع في المنطقة العربية، سعيا من الحكومات العالمية للسيطرة على مصافي النفط، مشيرا إلى أن الصراع على التحكم في منابع النفط بالخليج سيظل مشكلة العصر التي لا نهاية لها.
عصر الرأسمالية سينتهي قريبا.. والمعرفة قوة الشعوب..
وشدد أبو غزالة، على أن الدول التي تتمتع بكثافة سكانية عالية، هي الأقوى حاليا، قائلا “الدول الأكثر سكانا والأكثر شبابا هي الدول الأقوى”، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن عصر الرأسمالية انتهي، وأصبحت قوة الشعوب تقاس بحجم المعرفة لديهم، لا سيما وأن الطاقة الإنتاجية في عصر المعرفة لا تقاس برأس المال، وإنما بالاختراعات والمبتكرين.
وأضاف أبو غزالة، أن الاقتصاد العالمي يمر حاليا بمرحلة دقيقة، نتيجة التغيرات التي شهدها مؤخرا، وهو ما أدى إلى هشاشة هيكل الاقتصاد العالمي، وإحداث فوضى في التجارة العالمية، موضحا أن التذبذبات الاقتصادية كان لها أثر واضح على اسواق المال، لا سيما في ظل التنافس الشديد بين الاقتصادين الأكبر في العالم، الأمريكي والصيني.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا