لا يعرف فيروس “كورونا” الجديد، أي حدود وطنية أو اجتماعية، ولكن هذا لا يعني أن الحدود الاجتماعية غير موجودة، فهل تختلف طريقة المواجهة والاستعدادات الخاصة بمواجهة الفيروس القاتل من طبقة إجتماعية لأخرى؟، هذه ما تجيب عنه صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير نشرته اليوم السبت.
ويقول التقرير، إن الممثلة الأمريكية جوينث بالترو كتب وهي في طريقها إلى باريس من أجل أسبوع الموضة، على انستجرام “كن بأمان” ووضعت صورة لنفسها وهي ترتدي قناع أسود.
ولكن هذه القناع لم يكن من النوع الرخيص الذي يستعمل لمرة واحدة الذي نشرت ممثلات مثل كيت هادسن وبيلا حديد صورا وهن ترتديه وإنما اختارت مؤسسة شركة “جوب” والمؤثرة الشهيرة قناع هواء أنيق مصنع من قبل الشركة السويدية “آيرينوم” والذي يتميز بخمس طبقات من ترشيح الهواء وبطبقة نهائية صديقة للبشرة.
ورغم توسل الجراح العام، جيروم إم آدامز، بألا ينخرط الناس في جنون شراء الأقنعة الباهظة التي يتراوح سعرها من 69 إلى 99 دولار، فقد نفذ قناع “آيرينوم” من على موقع الشركة الإلكتروني ولن يتوفر قبل أبريل المقبل، كما نفذ من المتاجر التي توفره.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الأثرياء ينفقون كل عزيز وغالي عندما يتعلق الأمر بتقليص تعرضهم لفيروس كورونا، فالمديرين التنفيذيين تخلوا عن السفر في الدرجة الأولى وأصبحوا يؤجرون طارئرات خاصة، أما الأثرياء الذين خططوا لرحلات يبدلون وجهاتهم بوجهات أكثر انعزالا، ويتشاور الأثرياء كذلك مع الأطباء ومقدمي الخدمات للأشخاص المهمين.
ولا ينفق الأثرياء 3.97 دولار على معقم اليدين من متاجر “تارجت”، فلماذا يفعلون بينما تقدم لهم العلامة التجارية الأوروبية الفاخرة “بايريدو” معقد يدين بدون شطف مع أوراق الأزهار من الكمثرى والبرجموت مقابل 35 دولار (والذي نفذ من المتاجر أيضا)؟
وقد تكون أكثر حظا إذا تمكنت من شراء معقم اليدين الذي تنتجه شركة “أوليكا”، والذي يكلف 14.62 دولار لثلاث عبوات مع بعضهم، وقال المدير التنفيذي للشركة، ألاستير دوروارد، إنهم يتلقون طلبيات متعددة في الدقيقة الواحدة، موضحا إنه لا يعلم متى ستنفد منتجاتهم من المتاجر.
ويرتفع الطلب كذلك على مجموعات الاسعافات الأولية التي تبيعها شركة “جودي” المملوكة لسيمون هاك الناشر والصديق المقرب من كيم كارديشان ويست.
واعتبارا من يوم الاثنين الماضي، باعت الشركة جميع مخزوناتها من حقيبة النجاة (50 دولار)، والحقائب الأكبر التي يصل سعرها إلى 150 دولار والتي تعتوي على أدوات الإسعافات الأولية وكيس للنفايات الحيوية ومناديل مبللة ومعقم لليدين وبطاريات ومصباح يدوي وغيرها.
وقال هاك إنه أطلق شركته منذ 40 يوم، وبعد 3 أسابيع ظهر وباء عالمي.
واستعرضت الصحيفة الأمريكية بعض التدابير التي يتخذها الأثرياء استعدادا لتحول الفيروس إلى وباء عالمي
التحليق في سماء خالية من الفيروسات
قال بعض الأثرياء لوكالة أنباء “بلومبرج” إنهم يمكثون في منازلهم في هامبتونز (وهي منطقة معزولة نسبيا في نيويورك وتضم فلل ومنتجعات) واستعدوا للسفر جوا بطائرات خاصة إلى كبائن في ولاية إيداهو الأمريكي على المحيط الهادي إذا ساءت الأمور.
وبالنسبة لبعض شركات الطيران الخاصة، يقدم الخوف فرصة، وأرسلت شركة “ساذرن جيت” الخاصة بريد إلكتروني لعدد محدود من الأشخاص لتختبر الفكرة بعنوان “تجنب فيروس كورونا وسافر بطائرة خاصة، احجز مكانك اليوم”.
وقال مدير مبيعات الشركة، إريك شانسيز، إن الشركة شهدت ارتفاعا في الطلبات على الرحلات (التي تتكلف 20 ألف دولار لرحلة على طائرة متوسطة من فلوريدا إلى نيويورك)، ولكنه أوضح أنه كان بعض الاستجابات السلبية على الحملة واصفين إياها بأنها “بغيضة”، و”ذات ذوق سيء”.
غرفة طواريء صحية لكل شخص
يلجأ الأشخاص الميسورين الذين يرغبون في الوصول إلى الأطباء على مدار الساعة والحجز السريع مع الأخصائيين إلى المستشفيات المخصصة للأعضاء، وتقدم أحد مقدمي الخدمات الصحية الخاصة في نيويورك، “سوليس هيلث”، العضوية للعائلة بحوالي 8 آلاف دولار سنويا .
وقال الدكتور بين شتاين، المدير الصحي في “سوليس”، إنه منذ انتشار المخاوف بشأن فيروس كورونا في الولايات المتحدة، ارتفعت الطلبات على العضوية، ودفع القلق بين الأعضاء بالفعل إلى طلبهم المزيد من مضادات الفيروسات وأدوية الجهاز التنفسي والمضادات الحيوية.
وأضاف أن إحدى الممثلات الأعضاء اتصلت لتعبر عن قلقها من رحلة إلى اليابان لتصور مشهدا، وقالت إنها تريد أن تضمن أن لها غرفة خاصة عندما تعود إذا ظهرت عليها أي أعراض انفلونزا.
ملاذ كوارث خالي من الجراثيم
يمكن لطائرة “جلف ستريم 4” أو اليخوت الفارهة التي يبلغ طولها 150 قدم أن توفر ملاذا جيدا للأثرياء الذين يرغبون في السفر بأناقة في عالم مليء بالميكروبات، ولكن من يرغب حقا في التحصن مع تصاعد الإصابات العالمية، فإن وجود غرفة منزلية مجهزة جيدا يمثل الرفاهية المطلقة.
وقال دكتورستاين إن عضوة أخرى، ووريثة تملك منزلا في ساوث هامبتونز بنت غرفة عزل طبية مجهزة بنظام تهوية.
وأضاف أن كلمة “غرفة” لا يفي المكان حقه، فإنه مجهز بأنظمة ضغط تمنع انتشار مسببات الأمراض كما أنه بمثابة جناح ضيوف يتكون من غرفة نوم ومطبخ وأدوية ومواد مختبرية وقفازات وملابس وأقنعة واكسجين وطعام ومجموعة من الأطباق وملاءات السرير والفوط.
وفي “سيليكون فاللي”، تم تحويل بعض الأجزاء المهجورة إلى ملاذات فاخرة ، ففيروس كورنا هو بالأخير سيناريو الهلاك الذي كانوا يستعد له نخبة التكنولوجيين.
وقام الشريك السابق في شركة رأس مال المخاطر “500 ستارت أب”، مارفن لياو، بتكديس الأطعمة المعلبة والمياه ومعقم اليدين وأوراق التواليت استعدادا لتفشي الفيروس أكثر، كما يشتري أجهزة “موليكول” لتنقية الهواء والتي تتكلف 799 دولار.
وقال لياو إنه لا يعلم إذا كان استعد للأمر بشكل كافي أم لا ولكنه يعتقد أنه على الأرجح أكثر استعدادا من الكثير من الأشخاص لأنه على الأقل كدس بعض المواد.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا