أخبار

“كورونا” لا تعجزه.. بافيت صائد الصفقات العجوز

بافيت

تعد الأحوال السوقية الحالية مثالية للملياردير وارن بافيت، وبالتأكيد يمكن أن يستفيد المستثمرون الأمريكيون من بعض إيجابيته في الوقت الحالي، ولكن أين أكبر مناصر للأصول الأمريكية وصانع الصفقات الأكثر تعطشا؟
كان بافيت، رئيس مجلس إدارة والمدير التنفيذي لتكتل “بيركشاير هاثاواي”، هادئا بشكل ملحوظ منذ التفشي الكبير في حالات فيروس كورونا التي أرسلت معظم الشعب إلى العزل المنزلي ودفع الدولة بقوة نحو الركود، وتعد نيويورك، عاصمة التمويل، مركز التفشي الملحمي الجديد، ولكن حتى ولاية بافيت في نبراسكا التي تبعد 1200 ميل عن نيويورك، يقترب عدد الحالات من 200 حالة وهو ما يشير إلى مدى انتشاره.
ويضعه سنه – سيبلغ التسعين في أغسطس – ضمن الفئة الأكثر تعرضا للإصابة بالأعراض الحادة للفيروس، وربما يتجنب إجراء مقابلات مباشرة لأسباب السلامة، وبالتأكيد لا يوجد أحد يريد أن يعدي أهم رجل أعمال في العالم ومحب لأعمال الخير بالفيروس ويطلق أكبر عملية نقل لمهام المدير التنفيذي في عصرنا.
وفي ظل الذعر والتشخيصات المختلفة بشأن الضرر الذي قد يلحقه الفيروس بالاقتصاد، فقد يسفيد المستثمرون من تأكيد بافيت المعتاد على إيمانه الراسخ بالإزدهار الأمريكي، وخلال 2008 وسط الركود السابق ومجددا في 2010، كتب بافيت في خطاباته السنوية للمساهمين قائلا إنه وتشارلي مونجر – شريكه التجاري طوال حياته ونائب رئيس مجلس إدارة “بيركشاير” والبالغ من العمر 96 عام – “فاق حظهم أحلامهم” ويعود ذلك جزئيا إلى كونهم ولدوا في أمريكا.
وتمر استثمارات بيركشاير عبر جميع القطاعات الأمريكية تقريبا بحصص كبيرة في خطوط الطيران والبنوك ومحلات البقالة وصناع البضائع الاستهلاكية وحتى عمالقة التكنلوجيا مثل “أمازون” و”آبل”، وفقدت محفظة أسهمها 70 مليار دولار من قيمتها منذ منتصف فبراير (رغم أننا لا نعلم ما باع بافيت واشترى خلال تلك الفترة).
كما أن التكتل يمتلك حصصا مباشرة في واحدة من أكثر أنظمة الشحن غلاء عبر السكك الحديد وشبكة المرافق العملاقة وكذلك في الشركات التي تبيع كل شيء بدءا من الأثاث والمنازل جاهزة التصميم إلى أجزاء محركات الطائرات والأنواع المختلفة التأمين، وانخفضت أسهم “بيركشاير” نفسها بنسبة 18% متجهة إلى أسوأ عام لها – مثل العديد من الأسهم الأخرى – منذ عام 2008.
وقال بافيت في أحدث لقاء تلفزيوني في 10 مارس: “إذا بقيت لوقت طويل فسوف ترى كل شيء في الأسواق، وتطلب الأمر مني 89 عاما لكي أجمع خبرتي”
وبالفعل شاهد بافيت كل شيء لدرجة أن الطبيعة المخيفة للأحداث تتبدد أمامه بينما تكون بالنسبة لنا غير مسبوقة في قوتها، فعندما ضرب يوم الاثنين الأسود في أكتوبر 1987 كان بافيت بالفعل يبلغ من العمر 57 عاما، وخلال الحرب العالمية الثانية عندما كانت عناوين الأخبار أسوأ ما يكون، اشترى بافيت وكان لا يزال صبي أول مجموعة من الأسهم – وباعهم بعد 4 أشهر، وفي اجتماعه السنوي في 2018، سرد بافيت الدرس الذي تعلمه من ذلك:
وقال: “تخيلوا أنفسكم عدتم إلى 11 مارس 1942 واستثمرتم 10 آلاف دولار في شراء حصة من شركة أمريكية ولم تشتروا أي حصة اخرى في أي شركة، فسيكون لديكم الآن 51 مليون دولار بدون أن تكونوا قد اضطررتم لفعل شيء وربما كل ما اضطررتم لفعله هو تخيل أن أمريكا ستزدهر مع الوقت وأننا سنتجنب الصعوبات الحالية .. ويسعدني أننا عملنا في هذه الدولة مع أفضل رياح مواتية على الإطلاق”.
ونوعا ما، تعد الأوضاع الحالية في السوق هي ما كان ينتظرها بافيت لأنها تقدم فرصة لشراء شركات كبيرة – مهزومة مؤقتا – بأسعار زهيدة وفرصة لتشغيل كومة النقدية لدى “بيركشاير” والبالغة 128 مليار دولار، وبالفعل، يراقب المشترون – بما في ذلك بيركشاير – الأهداف الضعيفة في قطاعات السياحة والفنادق والترفيه حسبما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الثلاثاء نقلا عن مصادر.
وفي السنوات القليلة الماضية كان هناك العديد من المشترين المتنافسين الراغبين في دفع أسعار يعتقد بافيت إنها غير معقولة، والآن يتطلع الكثيرون إلى حفظ رأس المال، أما الآخرون الذين يتلقون مساعدات من الحزمة التحفيزية الفيدرالية سيكون غير قادرين على إجراءات أي مناورات مالية، لذا أينما يفتح الرئيس دونالد ترامب نافذة لعقد الصفقات يغلقها الفيروس، وتراجع نشاط الاندماج والاستحواذ بالفعل بنسبة 24% عالميا العام الجاري، بينما تراجع في الولايات المتحدة بنسبة 31%، ولدى مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” مضاعف ربحية حاليا عند 17 مرة مقارنة بأكثر من 22 مرة في فبراير.
وكما أنه لا يخفى على أحد أن بافيت يثق في قدرة أمريكا على تخطي أزمة الفيروس، فالجميع يعرف أيضا أنه سوف يوظف ملياراته في هذه الأزمة، ومع ذلك يتعين عليه اصطياد الأفيال من المنزل.

بقلم: تارا لاشبيل، كاتبة مقالات رأي لدى “بلومبرج” تغطي شركات الترفيه والاتصالات.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

البنك الأهلي يستحوذ على 24% من رأسمال “هايد بارك” العقارية

استحوذ البنك الأهلي المصري على حصة البنك العقاري المصري العربي...

منطقة إعلانية