سبورت بلس عقارات ملفات

كيف تفوز الدول بكأس العالم؟

التخطيط ومنع تسرب المواهب وتخصيص الموارد الكافية خطة الأبطال
تصدير اللاعبين للدوريات الكبرى واستيراد المدربين يصنع منتخبات قوية
خطة صينية لتسيد العالم كروياً فى 2050 من خلال إنشاء 20 ألف مركز تدريب
كشافة المواهب المحترفين ضرورة لنجاح استيراد المدربين الأجانب
فى يوم مشمس بعد ظهر يوم السبت، وعلى بعد مسافة من الاستاد الوطنى لكرة القدم فى أوروجواى يسير 14 طفلاً فى السابعة من العمر على أرضية صلبة، بينما يتم الترحيب بهم من قِبل أسرهم، وهم أيضاً بالنسبة لهم المدربون، وغاسلو الملابس ومقدمو الطعام.
تقام هذه المباراة من بين المئات التى يتم لعبها فى نهاية كل أسبوع كجزء من لعبة «بيبى فوتبول»، وهى خطة وطنية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و13 عاماً، ومن بين خريجى هذه الحملة لويس سواريز، وإدنسون كافانى، وهما من أفضل مهاجمى كرة القدم فى العالم حالياً.
ويقود سواريز وكافانى أوروجواى فى كأس العالم التى تنطلق فى روسيا، اليوم، ويعتقد الخبراء، أن «أوروجواى» يحتل المرتبة التاسعة فى قائمة الدول المرشحة للفوز بكأس العالم، وفى حال حدوث ذلك ستكون المرة الثالثة لهذا البلد.
وتتفوق البرازيل وألمانيا وإيطاليا على أوروجواى فى عدد مرات الفوز، بينما عدد سكانها البالغ 3.4 مليون نسمة أقل من عدد سكان برلين، وعلى الرغم من أنها لم تعد عملاق اللعبة كما كانت فى أوائل القرن العشرين، فإنَّها لا تزال تتفوق بكثير على وزنها النسبى، بعد أن وصل سواريز وكافانى إلى الدور نصف النهائى فى عام 2010 وحققا رقماً قياسياً فى الفوز ببطولة أمريكا الجنوبية للمرة الخامسة عشرة فى عام 2011. ويزين وجهيهما متحف مونتيفيديو لكرة القدم، بالإضافة إلى قمصان ممزقة وجوائز لامعة عمرها قرن من الزمان.
قد تخرج الفرق من كأس العالم تصحبها اللعنات، وقد تعيش جنون الفرحة؛ لأن عقوداً من التخطيط تعتمد على هذه الدروس الهامشية الناعمة غير المحسوسة، فيمكن لأى بلد أن يخطط بدقة لكن يعطله ارتداد غير محظوظ من الكرة التى اصطدمت بالعارضة أو قرار سيئ من الحكم.
إذا كانت «أوروجواى» صغيرةً جداً يمكن أن تكون ناجحة جداً، فلماذا لا تكون دول أكبر أو أكثر ثراء ناجحة أيضاً؟ ويبدو أن هذا السؤال يعذب شى جين بينج، رئيس الصين، الذى يريد أن تصبح بلاده قوة عظمى لكرة القدم بحلول عام 2050. وتشمل خطته 20 ألف مركز تدريب جديد وإنشاء أكبر أكاديمية فى العالم فى قوانجتشو، والتى تكلفت 185 مليون دولار.
كما أنفقت الإمارات العربية المتحدة وقطر مليارات الدولارات فى شراء النوادى الأوروبية الكبرى، على أمل التعلم منها. وتدفع السعودية لإرسال 9 لاعبين إلى الدورى الإسباني. كما يقوم لاعب كرة قدم هواة سابق يدعى فيكتور أوربان وهو الآن رئيس الوزراء فى المجر بإنشاء الملاعب التى نادراً ما تمتلئ. وحتى الآن، لا تملك هذه الدول إلا القليل لتوضيح مصير إنفاقها. وقد فشلت الصين فى التأهل لنهائيات كأس العالم هذا العام، وحتى خسرت أمام سوريا التى تعيش حرباً أهلية 1- 0 وهو الإذلال الذى أثار احتجاجات الشوارع.
احتراف كرة القدم والنموذج المثالى
قامت مجلة الإيكونوميست ببناء نموذج إحصائى لتحديد ما الذى يجعل بلداً جيداً فى كرة القدم، والهدف ليس التنبؤ بالفائز فى روسيا، والذى يمكن أن يكون أفضل من خلال النظر إلى النتائج الأخيرة لفريق أو نوعية لاعبى الفريق، وبدلاً من ذلك تعطى الأرقام صورة للعوامل الرياضية والاقتصادية الأساسية التى تحدد إمكانات كرة القدم فى أى بلد، ولتحديد سبب تجاوز بعض الدول للتوقعات أو تحسنها بسرعة. ويدرس البحث نتائج جميع المباريات الدولية منذ عام 1990 لرصد أى المتغيرات مرتبطة باختلاف الهدف بين الفرق.
العوامل الاقتصادية والشعبية
بدأت المجلة بحثها فى العوامل الاقتصادية، وقد اظهر شتيفان زيمانسكى، الخبير الاقتصادى فى جامعة ميتشيجان أثناء بناء نموذج مماثل، أن الدول الأكثر ثراءً تميل إلى أن تكون أكثر نجاحاً فى الرياضة. وتحتوى كرة القدم على الكثير من النجوم الأغنياء والفقراء، لكن أولئك الذين يكبرون فى الأماكن الفقيرة يواجهون أعظم العقبات. ففى السنغال يتعين على المدربين التخلص من الديدان وإطعام بعض اللاعبين قبل أن يتمكنوا من تدريبهم، ويوجد فقط ثلاثة أماكن فى البلاد لديها ملاعب عشبية لذلك تم إدراج الناتج المحلى الإجمالى لكل فرد فى نموذج المجلة.
ومن ناحية مقياس شعبية كرة القدم، طلب الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) من الاتحادات الوطنية تقدير عدد الفرق واللاعبين من أى فئة، وتمت مقارنة بيانات 2006 بأرقام السكان لإظهار معدل المشاركة الشاملة.
وتم استكمال الصورة ببيانات أحدث عن عدد المرات التى بحث فيها الأشخاص عن كرة القدم على محرك البحث جوجل بين عامى 2004 و2018، مقارنةً بالرياضات الجماعية الأخرى مثل الرجبى، والكريكيت، وكرة القدم الأمريكية والبيسبول وكرة السلة وهوكى الجليد. وحصلت كرة القدم على %90 من اهتمام أفريقيا، مقارنة بنسبة %20 فى أمريكا، و%10 فقط فى جنوب آسيا المحبة للكريكيت. ولقياس استحواذ اللعبة على الاهتمام الوطنى والإنفاق على الرياضة بشكل عام، قامت المجلة البريطانية، أيضاً، بتضمين رصيد الميداليات الأولمبية.
بعد ذلك حققت فى ميزة لعب المباريات على أرض دولة ما وفرصها للفوز بالبطولة فى دراسة شملت نتائج 126 دولة لعبت ما لا يقل عن 150 مباراة منذ عام 1990 مع رصد عدد الأهداف.
للأسف، بالنسبة للدول الطموحة تشير البيانات إلى أن الصين والشرق الأوسط قد سبق لهما أن أديا فوق إمكاناتهما المنخفضة، وتهيمن لعبة الكريكيت على عمليات بحث جوجل فى دول الخليج؛ بسبب العمالة المهاجرة من جنوب آسيا التى تحبها، وقد لعب فقط 2% من الصينيين كرة القدم فى عام 2006، وفقاً للفيفا، مقارنة بـ%7 من الأوروبيين والأمريكيين الجنوبيين. ونجحت الصين ودول الشرق الأوسط فى التأهل من حين إلى آخر لكأس العالم، لكن لم تفز أى منها بأى مباراة فى البطولة منذ عام 1998.
وتتمثل النتيجة الأكثر تعقيداً لهذا النموذج فى أن الكثير مما يحدد النجاح هو أبعد من السيطرة المباشرة لمديرى كرة القدم، فأطراف اللعبة فى أفريقيا لا يستطيعون جعل بلادهم أقل فقراً، وأولئك فى آسيا يكافحون لإثارة الاهتمام بالرياضة أساساً، وقد كانت حصة كرة القدم من عمليات البحث فى جوجل فى ارتفاع فى الصين، ولكنها تراجعت فى المملكة العربية السعودية.
تشجيع الأطفال ومنع تسرب الموهوبين
ومع ذلك، يمكن للمسئولين الذين يحلمون بالفوز بكأس العالم أن يتعلموا أربعة دروس من النماذج المتطرفة، وتلك التى طورت نفسها: أولاً، تشجيع الأطفال على التطور الإبداعي. وثانياً، منع تسرب المراهقين الموهوبين من الملاعب. وثالثاً، تحقيق أقصى استفادة من الشبكة العالمية الواسعة لكرة القدم. ورابعاً، الاستعداد بشكل صحيح للبطولة نفسها.
النصيحة الأولى هى ابدأ مع الأطفال، فالدرس الواضح من أوروجواى هو الحصول على أكبر عدد ممكن من الأفراد لركل الكرة قدر الإمكان لتطوير مهارات الأطفال الفنية.
ووفقاً لهذه المبدأ تريد الصين أن تدرس اللعبة فى 50 ألف مدرسة صينية بحلول عام 2025. وقد تحاول الصين تجربة شىء مثل «مشروع 119»، وهو برنامج تدريب على مدار الساعة للشباب، ما ساعد على رفع الصين إلى قمة جدول الميداليات فى أولمبياد بكين.
ويقول جوناثان ويلسون، محرر صحيفة «بليزارد»، وهى مجلة تغطى اللعبة فى جميع أنحاء العالم، إنَّ المشكلة هى أن الحفر المبالغ فيه يدمر الحواف القاسية التى تصنع العباقرة فى إشارة إلى أن اتساع نطاق المشروع أكثر من اللازم قد يهدر الكثير من المواهب فى الزحام.
وأشارت «الإيكونوميست» إلى أن كفاءة الخطة تكمن فى السماح للأطفال بالتطور بشكل خلاق، وليس فى عدد المتدربين الكبير. وفى كثير من البلدان يقومون بذلك عن طريق تعليم أنفسهم؛ فمثلاً قام جورج ويا الذى أصبح الآن رئيس ليبريا ومعروف بتاريخه كأكثر المهاجمين فتكاً فى القارة بإتقان إطلاق التصويب بكرة خردة فى حى فقير ببلاده. كما صنعت لعبة فوتسال وهى لعبة من خمسة لاعبين يتناقلون كرة صغيرة تتطلب تقنية رائعة ومهارات لاعبى كرة قدم، لاعبين كباراً مثل بيليه ودييجو مارادونا وكريستيانو رونالدو وليونيل ميسى ونيمار وأندريس إنييستا. كان زين الدين زيدان واحداً من الذين تعلموا كرة القدم فى الشوارع.
عظماء اللعبة جاءوا من ملاعب الشارع
وتعانى اللعبة تراجع ظاهرة اللعب فى الشوارع، ويقول مات كروكر، رئيس تطوير لاعبى الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم، إنَّ الآباء يترددون الآن فى ترك الأطفال خارج الملعب والعديد من العقارات السكنية لديها لافتات تحظر لعب الكرة.
الماكينات الألمانية لا تهدأ 
أدركت الهيئة الوطنية لكرة القدم فى ألمانيا فى أوائل عام 2000 أن لاعبى ألمانيا الباسلة يعانون ضد مدافعى الفرق التى تلعب بطريقة دفاعية، وهو أمر غير مناسب فى ضوء ثروة ألمانيا، وتوافر أعداد كبيرة من اللاعبين المحترفين وعدم وجود منافسة رياضية من لعبة أخرى تجذب المواهب وبين عامى 1990 و2005، كان الأداء وصل لمعدل ثلث هدف فى كل مباراة، وهو أسوأ من المتوقع.
أنفقت الأندية الألمانية نحو مليار يورو بما يعادل 1.2 مليار دولار على تطوير أكاديميات الشباب منذ عام 2001، للوفاء بـ250 معياراً على مستوى البلاد، وبالفعل تضاعف عدد الشباب الآن فى التدريب فى سن 18 عاماً، ومع ذلك تركز الجلسات بشكل كبير على الإبداع فى بيئات عشوائية وليست ملاعب نظامية. واحد من التمارين الرياضية يتضمن قفصاً روبوتياً يرمى الكرات من زوايا مختلفة لكى يتحكم بها اللاعب ويمررها.
وكتب رافائيل هونيجشتاين، وهو ألمانى متخصص فى كرة القدم عن الجيل الذى فاز ببطولة كأس العالم 2014، إنه تدرب بتقنيات تحرك غريزة كرة القدم، وتحفز الخيال مثل اللاعبين الذين خرجوا من الشوارع.
سارت إنجلترا على الطريق نفسه، وأصلحت برنامجها للشباب فى عام 2012، فوفقاً لما ذكره كروكر، تم تشجيع اللاعبين على المجازفة، وترك الحرية لهم بالتفكير بأنفسهم، ولطالما تميزت الأندية الإسبانية بهذا الأمر. لكن فريق إنجلترا تحت 17 عاماً الذى هزم إسبانيا 5- 2 فى نهائيات كأس العالم، العام الماضى، تفوق على خصومه لأن شبابه ابتكروا تكتيكاتهم الخاصة بمساعدة بسيطة من الإدارة، كما فاز منتخب إنجلترا تحت سن 20 عاماً بكأس العالم أيضاً.
كانت مثل هذه الثقة بالنفس مفقودة فى كوريا الجنوبية، كما يتذكر المدرب الهولندى العظيم جوس هيدينك عندما تولى المنصب فى عام 2001؛ حيث كانت البلاد تتمتع بمعدل مشاركة شعبية فى اللعبة %2. لكن المدير الفنى يعتقد أن مهمته قد تمت إعاقتها؛ بسبب الخوف من ارتكاب الأخطاء. وأضاف أنه اكتشف الكثير من اللاعبين المبدعين فى أعماق هذا البلد. ويجب الاعتراف أنه مع بعض المساعدة من قرارات التحكيم والحظ وصلت كوريا الجنوبية إلى نصف النهائى فى عام 2002، ما يجعلها الدولة الوحيدة خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية التى حصلت على هذا المركز منذ عام 1930.
الدرس الثانى للمسئولين الطموحين هو التأكد من أن المراهقين الموهوبين لا يتسربون من الملاعب وقد أدرك الاتحاد الألمانى لكرة القدم، أنَّ الكثيرين قد تم إغفالهم من قبل كشافة الأندية، ولذا فقد أقام 360 مركزاً إقليمياً إضافياً لأولئك الذين يمارسون اللعبة بعيداً عن الأضواء، وأحدهم كان أندريه شورللى الذى قدم التمريرة التى أدت إلى تحقيق هدف الفوز بالكأس فى عام 2014.
فى كوريا الجنوبية لاحظ «هيدينك»، أن بعضاً من أفضل الشباب يلعبون لفرق الجيش أو الجامعات؛ حيث غاب أحياناً عنصر الكشافة المهنيين.
عندما عرضت روسيا استضافة بطولة هذا العام فى عام 2010، ناشد هيدينك رؤساءه آنذاك أن ينشئوا برنامجاً استكشافياً على مستوى البلاد، ولكن دون جدوى. وقد تراجع الفريق الروسى منذ ذلك الحين؛ حيث فشل فى الفوز بلقب بطولة الأمم الأوروبية فى عام 2016. ولدى روسيا الآن واحدة من أقدم الفرق فى كأس العالم.
وأضر قصر النظر هذا بأمريكا أيضاً، والتى فشلت فى التأهل لبطولة هذا العام، رغم أنها وفقاً لنموذج مجلة الإيكونوميست ينبغى أن تكون واحدة من أقوى الدول فى اللعبة بما فى ذلك معدل الشعبية، مقارنة بالألعاب الرياضية الأخرى مثل البيسبول وكرة السلة. لكن قلة من اللاعبين يحصلون على تدريب جاد فى نظام الكليات للهواة، ولا يوجد نظام لتصعيد المواهب من الأقسام الأدنى للدورى إلى الدورى الممتاز.
من الأسهل إنشاء أنظمة مركزية فى البلدان الصغيرة فكل فرق أوروجواى لكرة القدم للأطفال يتم تسجيل نتائجها فى قاعدة بيانات وطنية، وقد دربت أيسلندا التى تأهلت على الرغم من وجود 330 ألف شخص فقط و100 من المتخصصين المتفرغين، أكثر من 600 مدرب للعمل مع النوادى فى المراكز المنتشرة عى نطاق واسع ومنذ عام 2000 قامت ببناء 154 ملعباً صغيراً بخلاف ما هو قيد الإنشاء لإعطاء فرصة لكل طفل للعب تحت إشراف مهنيين.
مثل هذه البرامج غير قابلة للتطبيق فى أفريقيا بحسب عبدالله سار، المدير الفنى للسنغال السابق الذى يؤكد وجود مجموعة مواهب ضخمة، ولكن بالكاد تم استغلالها فالمال الذى يمكن إنفاقه على الكشافة يغضب المسئولين فهناك هدر واضح للمواهب النادرة، أرسلت السنغال 300 منهم إلى روسيا.
بلجيكا تصطاد الأفيال 
اهتم تقرير المجلة البريطانية بغرب أفريقيا وعلاقاتها المفيدة بالشبكة العالمية للرياضة؛ حيث تقع أوروبا الغربية فى قلب هذه الشبكة؛ لأنها تضم أغنى الأندية، ويحصل اللاعبون على أفضل تدريب فيها. وكانت ساحل العاج التى فشلت فى التأهل هذه المرة هى أكبر منتخب أفريقى قام بتصدير جيل من النجوم الشباب إلى نادى بيفيرين البلجيكى. والعديد منهم ازدهروا فى وقت لاحق فى الدورى الإنجليزى الممتاز، وهذا مؤشر مهم قبل انطلاق البطولة، فعندما انتصرت السنغال على فرنسا حامل اللقب فى عام 2002 كان جميع أعضاء فريقها باستثناء اثنين يلعبون للفرق الفرنسية.
كان بإمكان السنغال استخدام مواردها بشكل أكثر فعالية؛ حيث كان باتريك فييرا الذى ترك داكار وسافر لفرنسا فى الثامنة من عمره يلعب لصالح السلطة الاستعمارية السابقة، وكان واحداً من العديد من الفرنسيين المهاجرين الذين فازوا بكأس العالم فى عام 1998 وهو اللاعب الذى لم يتصل به وطنه قط فى محاولة لضمه. واليوم أصبحت السنغال أكثر ذكاء بشأن توظيف لاعبيها فى الشتات وقد اختارت تسعة لاعبين من أصل أجنبى للمشاركة فى البطولة. وبحسب نموذج الإيكونوميست، أن معدل تسجيل الأهداف بلغ 0.4 هدف، وهو أفضل معدل منذ عام 2002، مقارنة بما كان عليه فى السابق.
يشير مكتب نادى القرن الحادى والعشرين وهو مكتب استشارى فى كرة القدم إلى أن دول البلقان من بين الدول الأوروبية الى تصدر أعلى حصة من اللاعبين إلى اتحادات محلية أقوى فمنذ عام 1991 عندما نال شعب كرواتيا الذى يبلغ عدد سكانه 4 ملايين نسمة استقلاله لم يتقدم أى من أنديته فى دورى الأبطال الأوروبى وهو أكبر منافسة فى أوروبا. لكنَّ الأندية الكرواتية باعت الكثير من اللاعبين إلى ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وميلانو، وكان هؤلاء المهاجرون قد نقلوا كرواتيا إلى نصف النهائى فى 1998. ويمكن أن تصبح خطوط أنابيب التصدير هذه ذاتية الاستدامة كما يعتقد ويلسون الذى يقول إنه ما إن يؤدى الفريق فى كأس العالم بشكل جيد، ويظهر بعض لاعبيه بأنهم على ما يرام يصبح الجميع يريد شراءهم.
وبالنسبة لبعض البلدان الأقل مهارة خلال الخمسة عشر عاماً الماضية مثل فريق تحت 17 عاماً فى المكسيك أظهرت تفوقاً على أداء البلدان الأعلى مهارة مثل البرازيل والأرجنتين والأوروجواى. لكن بالنسبة للفريق الأول فإن ثلث لاعبى منتخب المكسيك يلعبون فى الدورى المحلى، مقارنة بعدد لاعبين أو ثلاثة على الأكثر فى المنتخبات الأخرى.
استيراد المدربين الأجانب بدلاً من تصدير اللاعبين 
ولا يمثل تصدير اللاعبين السبيل الوحيد للاستفادة من الخبرات الأجنبية؛ حيث يقول ويلسون، إنَّ الكثير من تعليم كرة القدم فى أمريكا الجنوبية جاء من مدربين يهود قادمين من أوروبا فى ثلاثينيات القرن العشرين. واليوم هناك إدارة جيدة من مدربين عالميين مثل هيدينك الذى كان من بين أول اثنى عشر من مدربى ريال مدريد السابقين الذين عملوا فى آسيا. ومع ذلك أظهر بحث زيمانسكى من جامعة ميشيجان، أنَّ قلة من المديرين يمكنهم فعل الكثير لتحسين الفرق المتواضعة. كما وجد أن الفرق خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية ليست أقرب إلى اللحاق بالركب مما كانت عليه قبل 20 عاماً حيث الوضع لا يزال كما هو. وتشير البيانات إلى أن كوريا الجنوبية كانت أسوأ قليلاً بعد عام 2002 مقارنة بما كانت عليه من قبل.
يعتقد «زيمانسكى»، أنَّ هذه الدول تشهد نوعاً من «مصيدة الدخل المتوسط» الكروية؛ حيث تقوم الاقتصادات النامية بسرعة بنسخ التقنيات من الدول الغنية، ولكنها تفشل فى تنفيذ الإصلاحات الهيكلية. قد يقوم المدير الذكى بإحضار البدع التكتيكية الجديدة، ولكن لا يمكنه إنتاج جيل من الشباب المبدعين، ويقال إن الصين تدفع لمارشللو ليبى الذى قاد إيطاليا للفوز فى عام 2006 28 مليون دولار فى السنة، لكن إذا لم يتم دعمه من قبل مدربين شباب وكشافة قادرين على اصطياد أطفال لديهم قدرات إبداعية وجيل من الشباب يحبون اللعبة فإنه سيتم إهدار المال.
الاستعداد لكأس العالم
الدرس الأخير للفوز بكأس العالم هو التحضير بشكل صحيح، فبالنسبة للمبتدئين يجب التأكد من القدرة على تحمل التكلفة، ففى عام 2014 جمعت غانا 3 ملايين دولار من مكافآت متأخرة عن طريق تبرعات البريد من أجل تجنب إضراب لاعبين، فى حين قاطع فريق نيجيريا جلسة تدريبية؛ بسبب تأخر الأجور، كما تأخر صرف راتب فابيو كابيلو، المدير الفنى السباق لروسيا البالغ 11 مليون دولار لأشهر بعد انهيار العملة الروسية (الروبل).
إن تبسيط سياسة غرفة خلع الملابس أمر أكثر تعقيداً، فقد وصف اللاعبون الفائزون من إسبانيا وألمانيا بالبطولة أهمية تفكيك المجموعات التى تعتمد على أندية معينة واستبعاد النجوم الذين لا يتناسبون مع تكتيكات الفريق.
ويقع أصعب القرارات على عاتق اللاعبين كما تشهد بذلك نتائج المنتخب الإنجليزى فى تسديد ركلة الجزاء بطريقة محزنة؛ حيث خسرت ستاً من أصل سبع مباريات فى بطولات مختلفة احتكمت فيها لضربات الترجيح.
يظهر تحليل الفيديو، أنَّ اللاعبين الذين يهرعون للعب ضربات الجزاء يفشلون فى تسديدها؛ حيث يمتاز الإنجليز بالتسرع لذا فإن أولاد فريق تحت 17 سنة الذين فازوا بضربات الجزاء فى كأس العالم عملوا بطريقة تعتمد على الإبطاء وأداء الضربة بطريقة متعمدة تدربوا عليها كثيراً.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية