مقالات

COVID-TECH: التحولات التكنولوجية الاقتصادية في عصر ما بعد كورونا

اسمحوا لي أن أطلق على التحولات التكنولوجية الاقتصادية في عصر ما بعد كورونا (Covid-Tech). لماذا؟ لأن هذه الجائحة وضعت حياتنا وصحتنا وتعليمنا وأعمالنا واقتصادنا على المحك. تعرفون بلا شك، حقيقة أن التكنولوجيا أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، حيث لم نعد نعتمد على أنفسنا بل على هواتفنا وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية والإنترنت. لكن كوفيدتيك كشفت لنا المستور، وحققت تناقضًا عميقًا.
على الرغم من ادعاءاتنا بوجود أنظمة بيئية عالية التقنية، فقد تمكن هذا الفيروس من عزلنا جميعًا في منازلنا. بينما لم تساعدنا التكنولوجيا حتى الآن في إنهاء الوباء، لكنها أجبرتنا على التعمق أكثر، واكتشاف إمكاناتها الحقيقية عبر مختلف القطاعات، لهذا فإن التكنولوجيا هنا هي الرابح الأكبر.
واليوم ليس لدينا خيار سوى طلب فنجان قهوة، أو طلب وجبة طعام من مطعمنا المفضل من خلال التطبيقات. الملفت هنا، أن جميع هذه المنصات كانت متاحة لنا سابقًا، لكننا الآن اضطررنا إلى أن نصبح من روادها، سواء منصات إلكترونية للاجتماعات، وطلبيات الطعام، والأطباء والتعليم والترفيه، والتسوق والدفع الإلكتروني، وغير ذلك.
فيما سنتحدث عن جوانب متعددة مسّت حياتنا كأفراد بسطاء عاديين،لا متخصصين ولا مبرمجين. أرى الأطفال على شبكات (Microsoft Teams)، يتواصلون مع الزملاء والمدرسين بكفاءة عالية من خلال التعليم عن بعد.
لقد أذهلني الأمر- ونحن نمثل جيلًا من القياديين- بأننا بدأنا اليوم فقط بالتعرف على أنظمة العمل عن بعد. فكيف سنستقبل جيلًا اكتسب مهارات تكنولوجية في مرحلة عمرية مبكرة؟ من هنا سيبدأ عصر الابتكار، لكن إلى أين سيمضي؟
لقد ساهم (كوفيد – 19) في تسريع عملية التحول الرقمي للصناعات المختلفة والشركات وكذلك الأفراد، و في هذا التقرير سوف نلقي الضوء على عدة نقاط رئيسية تتمثل في:
1. كيف تغيرت عادات المستهلكين عبر استخدام منصات التجارة الإلكترونية والاتصالات الرقمية والتعليم الإلكتروني و الترفيه عبر الإنترنت؟
2. كيف سيساهم التحول السريع نحو التكنولوجيا في خلق فرص تجارية جديدة في قطاعات مختلفة مثل خدمات توصيل الطعام والخرائط الإلكترونية والتكنولوجيا المالية؟
3. كيف ستتكيف الشركات سريعًا مع التقنيات التكنولوجية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الجيل الخامس و الخدمات السحابية؟

إن ما يلي تلخيص بسيط لواقع حياتنا القادمة، حول ماهية التحولات الاقتصادية- التكنولوجية لمرحلة ما بعد كورونا: لكن قبل البدء في التوقعات إن سألكم أحد: ما هو (Covid-Tech)؟ أجيبوا ببساطة: إنه عصر التكنولوجيا لمرحلة ما بعد كورونا. لكن لماذا علينا أن نخلد هذه الذكرى التكنولوجية؟ الجواب بسيط: تخيلوا لو أن العزلة التي شهدناها في جائحة (Covid 19) كانت في عصر تكنولوجيا الجيل الثاني، ما الذي كان سيحدث؟

هنا تصوري حول عالم كوفيدتيك Covid-Tech:

1-التغير في عادات المستهلكين

أ. ازدهار الاتصالات الإلكترونية

لم نكن لنختبر أبداً الإمكانات الحقيقية للاتصالات الإلكترونية لولا هذا الوباء. وقد أكدت مايكروسوفت في أول تقرير لها عن مؤشر توجهات العمل (Work Trend Index) على أن عدد دقائق الاجتماعات اليومية على منصتها (Microsoft Teams) وصلت إلى 2.7 مليار دقيقة في يوم واحد، بزيادة تصل إلى %200 مقارنة بمتوسط 900 مليون دقيقة في منتصف مارس/ آذار الماضي.
بينما سمحت غوغل في عصر (Covid-Tech)، بإتاحة الدخول مجانًا لخدمات مكالمات الفيديو الجماعية (Hangouts Meet) دون رسوم إضافية للمستخدمين، حتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل. وقال خافيير سولتيرو المدير العام، ونائب رئيس مجلس إدارة (G Suite) في تدوينة له على الموقع الرسمي: تخطينا في أول أسبوع من أبريل/نيسان، مرحلة مهمة بأكثر من2 مليون مستخدم جديد يتواصلون الآن عبر (Google Meet) يوميًّا، ويقضون أكثر من ملياري دقيقة معًا، بما يتجاوز 3800 عام من الاجتماعات الآمنة.
ومن بين التطبيقات التي لاقت إقبالًا غير مسبوق في هذه المرحلة، تطبيق (Zoom) الذي يتيح إجراء مكالمات صوت وفيديو جماعية. وحسب بيان الشركة، وصل عدد مستخدمي المنصة في مارس/آذار الماضي، أكثر من 200 مليون شخص يوميًّا يستخدمون الخدمات المدفوعة والمجانية، مقابل نحو 10 ملايين شخص في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ليس هذا فقط، بل أثر الوباء أيضًا على صناعة المؤتمرات والأحداث التي أصبحت الآن افتراضية في الغالب إن لم يكن كلها. وقد كان لذلك تأثيرات إيجابية وسلبية على الاقتصاد كله، سنتناولها بمزيد من التفصيل لاحقًا. ومع الاتجاه المستمر للاجتماعات عن بعد والأحداث الافتراضية، يعد التواصل الإلكتروني قطاعًا مهيأ لرؤية المنافسة الهائلة والنمو في محاولة لجذب قاعدة واسعة من العملاء، من خلال تقديم أحدث الميزات لتحسين التجربة.

ب. الابتكارات المتقدمة في التعلم الإلكتروني

حسب بحث أجرته جامعة فلوريدا (UF Canvas) سيصل حجم قطاع التعلم الإلكتروني العالمي إلى 325 مليار دولار بحلول عام 2025. مع ذلك، تم إجراء البحث قبل (Covid-Tech)، وأنا متأكدة من أن الدراسات الجديدة ستكشف عن سقف سوقي أعلى. يقول إريك يوان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة (Zoom): «قفز استخدام (Zoom) بين ليلة وضحاها بشكل فاق توقعاتنا عندما أعلنا رغبتنا بالمساعدة في نهاية فبراير/شباط الماضي. ويشمل ذلك أكثر من 90 ألف مدرسة في 20 دولة استجابت لعرضنا لمساعدة الطلاب على استكمال دراستهم عن بعد». نحن نشهد بالفعل تغييرًا في صناعة التعليم الذي يتحرك بسرعة نحو التعلم الإلكتروني، ويجب أن نتوقع المزيد من التقدم في هذا المجال.

ج. إعادة التفكير في الترفيه

لحظة، هنا أريد منكم أن تسرحوا بخيالكم قليلًا، كيف سيبدو الترفيه في مرحلة ما بعد (Covid-Tech)؟ هل ستذهب مرة أخرى إلى السينما والمسرح لنكون وسط مئات الناس؟ على الأقل ليس قبل نهاية عام 2020. وحتى ذلك الحين سيزيد الطلب على وسائل الترفيه بطرق مختلفة، بسبب الحجر المنزلي حول العالم. لكن أتعرفون ماذا حدث؟ في الربع الأخير من العام الماضي، بلغ عدد مشتركي منصة نتفليكس نحو 167.1 مليون مشترك، وزاد عدد المشتركين بأكثر من 35% العام الجاري بعد أن بلغ عدد مرات تحميل التطبيق 59.1 مليون مرة خلال الربع الأول من العام الجاري.
إذًا، دعونا نرحب بلا جدال بعصر استخدام منصات الفيديو بلا منازع، مثل: منصة (YouTube Kids) التابعة ليوتيوب، ومنصة ديزني، كذلك سنسمع عن منصات جديدة، مثل:(Quibi) و(HBO Max) و(Peacock). ففي أميركا، كان تطبيق (+Disney) الأكثر تحميلاً، حيث بلغ عدد تحميل التطبيق نحو
14.4 مليون مرة، وحقق ثاني أعلى إيرادات في الربع الأول من العام الجاري بنحو 48.5 مليون دولار، وفقًا للتقرير الصادر من منصة (Braze) وشركة التحليل (Apptopia) تحت عنوان: (2020 هو عام البث.)
وحسب قائمة فوربس لتصنيف نجوم ألعاب الفيديو الأعلى دخلًا، ممن يشكلون دوري الأساطير، فقد حقق هؤلاء النجوم دخلًا إجماليًا بلغ 121 مليون دولار خلال العام الماضي.
د. الاعتماد على التجارة الإلكترونية

شهدت صناعات التجارة الإلكترونية، زيادة مضاعفة في إيراداتها وقاعدة عملائها خلال هذا الوباء. حيث يتجه الناس نحو استخدام التطبيقات والمنصات عبر الإنترنت لطلب منتجات البقالة والإمدادات الطبية وغيرها من المنتجات التي تحتاجها. وفي عام 2019، بلغت مبيعات التجزئة للتجارة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم 3.53 تريليون دولار. كما يتوقع نمو إيرادات التجزئة الإلكترونية إلى 6.54 تريليون دولار في عام 2022، وفقًا لبيانات شركة البحوث الألمانية (Statista).
كما يتوقع تجاوز مبيعات التجارة الإلكترونية عالميًا نحو 4.2 تريليون دولار خلال العام الجاري، سيما مع نمو عملاقة التجارة الإلكترونية-(Amazon)، التي تنمو بمعدلات أعلى من السوق، فقداستحوذت على نحو%37.7 من مبيعات أميركا عبر الإنترنت في عام 2019، وفقًا لتقرير شركة البحوث (eMarketer).
لكن مع انتشار الوباء بقوة في جميع أنحاء العالم، وعزل العملاء في المنازل، نتوقع أن تتجاوز الإيرادات التوقعات والتنبؤات بهامش كبير. وستشهد السوق العالمية احتدام المنافسة بين عمالقة التسويق الإلكتروني مثل: (Alibaba) و(Amazon) و(Walmart) وغيرها، في محاولة لزيادة حصتها من عائدات التجارة الإلكترونية العالمية.
إن هذه التجارة سيكون لها تأثير واسع على العديد من القطاعات، مثل: المواد الغذائية ومستحضرات التجميل ومنتجات التكنولوجيا والكتب والموسيقى والدورات التعليمية ومنتجات الأطفال.

2-التحول السريع نحو التكنولوجيا سيخلق فرصًا تجارية جديدة

أ . تجارب جديدة في توصيل الطعام

أريد أن أركز بشكل أساسي على سوق توصيل الوجبات السريعة وتوصيل الطلبات للمنازل، حيث تتسابق أعمال التوصيل السريع للاستحواذ على الأسواق والعملاء في جميع أنحاء أمريكا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط. وتجذب هذه المنصات الإلكترونية الجديدة استثمارات كبيرة وتقييمات عالية، مثل: (Uber) و(Talabat) و(Doordash) غيرها الكثير.
فيما يتوقع أن تتجاوز سوق توصيل الطعام أكثر من 200 مليار دولار بحلول عام 2025، كما تقدر الصناعة في عام 2018 بنحو 82 مليار دولار، من حيث حجوزات الإيرادات الإجمالية. ومن المقرر أن تزيد على الضعف بحلول عام 2025، مدعومة بمعدل نمو تراكمي نسبته %14 وفقًا لـ(Frost & Sullivan).

ب. خدمات خرائط الويب المتقدمة

أن نمو سوق التوصيل سيدفع أيضًا بضخ مزيد من الاستثمارات في تطوير البنية التحتية للعناوين، للحصول على خدمات خرائط الموقع الأكثر دقة لتحسين أوقات التسليم. ولن يسهم هذا في تحسين أوقات التسليم فحسب، بل سيساعد أيضًا في التغلب على مشكلات تحديد العناوين مع العملاء، إلى جانب سهولة تتبع العميل. حيث ستضخ الشركات مزيدًا من الاستثمارات في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وحسب فوربس، دفعت شركة أوبر حوالي 58 مليون دولار لشركة غوغل لاستخدام خرائطها، بين 1 يناير/ كانون الثاني 2016 وديسمبر/ كانون الأول 2018. حيث تعتمد أوبر على الخرائط كجزء من تطبيقها لمساعدة السائقين على التنقل، وإعطاء العملاء تصورًا واضحًا لرحلتهم. لكن هل تبيع غوغل بياناتك الشخصية؟ الإجابة كلا ونعم، وهذه الثنائية تمثل عبقرية الشركة، في ظل إدارة بنية تحتية ضخمة لجمع البيانات، مدمجة بعمق في معظم منتجاتها. إن غوغل تستفيد بشكل كبير من البيانات الضخمة التي يجري تحليلها والاستفادة منها، لخلق منتجات وخدمات جديدة. لكن ما هي؟ سنرى، فهذا هو النظام العالمي الجديد الذي أتحدث عنه بمفاهيم جديدة. ج. زيادة الثقة في التكنولوجيا الصحية عن بعد

بلغ حجم سوق الرعاية الصحية العالمية نحو 8.4 تريليون دولار في عام 2018. ومن المتوقع أن تصل إلى 11.9 تريليون دولار بحلول عام 2022، وفقًا للتقرير الصادر عن شركة البحوث (ResearchAndMarkets.com)
لكن ماذا سيكون دور تكنولوجيا وأجهزة مراقبة المرضى عن بعد، في صناعة الرعاية الصحية؟ وكيف ستسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات عن بعد- التي تم تطبيقها؟ وكيف سيساعد أيضًا تحليل البيانات الضخمة لمعرفة توجهات المرضى؟ ثم ماذا عن استخدام التكنولوجيا في العمليات والمستشفيات والتشخيص عن بعد، بحيث يتمكن الأشخاص من الحصول على أفضل عناية طبية مع أمهر الأطباء، وفي أعرق مستشفيات العالم، مما يحد من نفقات السفر والكثير من المتطلبات. من المتوقع نمو سوق «الرعاية الصحية عن بعد» في عصر (Covid-Tech) بأكثر من %64 وهو ما يمثل ضعف معدل النمو المتوقع قبل ذلك والذي كان يدور حول %32 فقط، مع توقع زيادة الإعتماد على الخدمات الصحية الافتراضية بنسبة %100 خلال 8 أشهر المقبلة في عام 2020، وذلك وفقا لـتقرير (Frost & Sullivan).

د. ثورة التكنولوجيا المالية

شهدنا في عصر العزلة زيادة الاعتماد على تطبيق الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي سيدفع بالطلب على سوق التكنولوجيا المالية العالمية. ومما لا شك فيه أن النمو في قطاع المدفوعات الرقمية يقود سوق التكنولوجيا المالية العالمية (Fintech) التي يتوقع أن يصل حجمها إلى 460مليار دولار بحلول عام 2025، وفقًا لتقرير (Adroit Market Research).إن هذه الدراسات صادرة قبل (Covid-Tech) لكن الآن أتوقع أن تشهد مزيدًا من الإقبال. ومثال ذلك: يتوافر (PayPal) حاليًا في ملايين المواقع الإلكترونية، وهو صالح في أكثر من 200 سوق حول العالم.
إن الأوضاع التي خضعنا لها سخرت لنا وسائل مصرفية أو أجبرتنا على تبنيها بقوة، مع توافر الأمن الإلكتروني وزيادة الثقة فيه. وبهذا اعتمدت كافة بنوك العالم والشركات العالمية أنظمة الدفع الإلكتروني في جميع العمليات المصرفية، مما ساهم في دفع أعمال الشركات ذات الكفاءة العالية لاستخدامها ومزاولة الأنشطة التجارية، دون التأثر بإغلاق أبواب البنوك، فكان جميع المحاسبين والماليين والأشخاص العاديين قادرين على إجراء التحويلات المصرفية من بيوتهم.
أما فيما يتعلق بتكنولوجيا (Blockchain) التي تعد تقنية أساسية في (FinTech) الداعمة للعملة الرقمية (Bitcoin) التي يطلق عليها العملات المشفرة أو العملات الرقمية والتي تستخدم على نطاق واسع للمعاملات عبر الإنترنت. ويعمل (Central Bank digital currency) على جعلها أكثر أمانًا وتنظيمًا من العملة العادية بوضع اللوائح والتشريعات.
رغم الحاجة الماسة لتقنية (Blockchain) إلا أنها ما زالت غير ملموسة في حياتنا ونحن في إنتظار تطبيقها قريباً

التكيف مع التقنيات التكنولوجية الحديثة بشكل أسرع

أ. استكشاف المجهول مع تقنيات الذكاء الاصطناعي

سيكون الذكاء الاصطناعي أهم دعائم الأتمتة التي ينتظرها .

العالمي الجديد، ومن أهم التقنيات التي سيتم الاعتماد عليها في هذه المرحلة الرئيسة- التي تقود الكثير من التغييرات في المستقبل. كما سيدخل في كافة المجالات والصناعات. وحسب ديلويت سيتم إنفاق ما قيمته 57.6 مليار دولار على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بحلول عام 2021.
ووفقًا لأوراكل رائدة العمل في هذا المجال، سيكون الاعتماد على الروبوتات في محادثات الذكاء الاصطناعي لفهم مشكلات العملاء وإيجاد الإجابات بكفاءة أسرع. وسيتم الاعتماد عليه في تحليل البيانات. لكن على الرغم من مخاوف استبدال الإنسان المرتبط بالذكاء الاصطناعي، أعتقد أن كل هذه الأفكار لن تكون صالحة بعد الآن، لأننا في مرحلة القبول والتكيف. نحن الآن جاهزون للتكنولوجيات الجديدة التي ستساعدنا على أتمتة المصانع وتقليل العمالة البشرية حتى نكون مستعدين لأي وباء آخر.
حسب عملاق الصناعة الإلكترونية شركة علي بابا الصينية أنها قامت في تدريب الذكاء الاصطناعي للتعرف على فيروس كورونا، خلال 20 ثانية وبدقة تصل إلى %96. اعتماداً على صور الأشعة المقطعية.
كما تستخدم سلسلة البيتزا Domino’s تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات التخزين والتوصيل عبر تقنية Nvidia.

ب. اعتماد التقنيات السحابية وتَقدُم البيانات الضخمة (Big Data)

دعونا نستطلع مستقبل البيانات الضخمة، وأين تقف حاليًا. في البداية أريد أن أثير نقطة مهمة جدًا، وأجيب عن السؤال الأكثر شيوعًا: إذا كان تحليل البيانات الضخمة خطيرًا أم لا؟ وهل نحن مستعدون لهذه المرحلة؟ ما زال العالم بحاجة إلى أطر قانونية جديدة، والمزيد من الشفافية وربما المزيد من التحكم في كيفية استخدام بياناتنا لجعلها أكثر أمانًا. لكن ماذا تتوقع إذا قامت هذه الشركات بتحليل سلوكنا وعاداتنا وكل شيء يخصنا لتقع في أيدٍ خطيرة؟ المشكلة هنا هي استخدام البيانات بشكل غير أخلاقي.
وحسب رأيي، ما زال العالم يدير الكثير من النقاشات والحوارات حول تحليل البيانات الضخمة، لكن لم نرَ بعد النتائج على مستوى حياتنا اليومية لتوضح لنا الصورة. في حين لم تصرح الشركات الكبرى حتى الآن إذا كانت استخدمت بياناتنا فعلًا في تطوير أي منتج أو خدمات معينة. لعل الأمر لم يتضح بشكل كافٍ حتى اليوم. لكننا نعي أن تحليل البيانات يخرق الخصوصية، ويصبح من السهل التعرف على الأنماط المخفية، والارتباطات غير المعروفة، واتجاهات السوق وتفضيلات العملاء.
والسؤال: ما أهمية تحليل البيانات الضخمة؟ إنها تساعد على فهم سلوك المستهلك وتحليل اهتماماته وبياناته. وبناء عليها قد تنشأ منتجات وخدمات جديدة لم تكن متوقعة من قبل. كما يساعد تحليلها المؤسسات على تسخير بياناتها واستخدامها لتحديد الفرص الجديدة. وهذا بدوره يؤدي إلى تحركات تجارية أذكى، وعمليات أكثر كفاءة وأرباح أعلى وعملاء أكثر سعادة. إن كمية البيانات الناشئة كل عام تنمو بشكل أسرع من أي وقت مضى، وبحلول عام 2020 سينشأ عن كل إنسان على وجه الأرض نحو 1.7 ميغابايت من المعلومات.
كذلك وفقًا لدراسة حديثة من شركة البحوث الألمانية (Statista) من المتوقع أن يقفز سوق البيانات الضخمة لأكثر من 103 مليار دولار في عام 2027، بما يمثل ضعف السوق المتوقع في عام 2018. وحسب
(Grand View Research, Inc) يستخدم الإنترنت أكثر من 3.7 مليار إنسان حتى الآن، بينما تعالج غوغل أكثر من 40 ألف عملية بحث في كل ثانية، بإجمالي 3.5 مليار عملية بحث يوميًا.
كما سيزيد الطلب على الخدمات السحابية، لأن العمل من المنزل جعل من المستحيل على الشركات التقليدية مقاومة الأزمة بعد الوباء. ولأن إمكانية الوصول إلى البيانات والمعلومات المهمة كانت مشكلة رئيسة لبعض الشركات، وهي الآن تفكر في اعتماد جزئي، إن لم يكن كاملاً، على الخدمات السحابية. وللتعامل والبقاء في هذه الأوقات غير المؤكدة والديناميكية، سيصبح اعتماد السحابة أمرًا ضروريًا لضمان استمرارية العمل بغض النظر عن أي موقف سلبي يؤثر على الحركة الجسدية للعمل.

ج. تقنية الجيل الخامس تخلق نظام تكنولوجي جديد

في ظل هذه الثورة التكنولوجية في عصر (Covid-Tech)، تستدعي الحاجة الآن إلى تبني الاعتراف بتقنية الجيل الخامس (5G). قد لا يرضي هذا الطرح بعض الجهات، لكنها الحقيقة، إذ ستكون منصة الجيل الخامس هي البنية التحتية العالمية التي تتجه إليها أنظار العالم.
هل ستكون تقنية الجيل الخامس منصة تمكين رئيسة، تسهم في تغير حياتنا نحو الأفضل؟ نعم، هي ليست مجرد شبكة اتصالات بل أكثر من ذلك، فهي منصة للكثير من الأعمال، وتخدم التحول في قطاعات عدة كالطب ووسائل الإعلام والبيئة وصناعة السيارات والطائرات ووسائل النقل كافة.
لكن هل هي آمنة؟ لا زال الجدل مستمرًا، حيث أعرب بعض الأشخاص عن قلقهم بشأن تأثيرها على صحتنا بسبب الإشعاعات الخطيرة الناتجة عنها، وغير ذلك من المخاطر.
فيما تعد الصين رائدة هذه الثورة التكنولوجية بإطلاقها منصة الجيل الخامس(5G). وهي شبكتها الوطنية التي بدأت بتشغيلها تجاريًا في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.
كل هذه التغيرات ستكون في اتجاه لا يمكن التراجع عنه أبدًا. وما علينا هو أن نبني على ما وصلنا إليه اليوم، ونستمر في المضي قدمًا؛ فالعمل من البيت أصبح متاحًا، والعلاج والتعليم عن بعد، والدفع الإلكتروني وكل شيء. واليوم في عصر (Covid-Tech) ما علينا إلا أن نتساءل: هل الجيل الخامس (5G) منصتنا القادمة؟ وعليه هل سنشهد مستقبل المركبات الذاتية في القريب العاجل؟ هناك أسئلة تحتاج إلى المزيد من الوقت، لكن الآن إذا سألك أحد عن (Covid-Tech)، ماذا ستقول له؟ إن الإجابة باتت بين أيديكم.
أخيرًا اتضحت معالم ترابط النظام البيئي للتكنولوجيا (A tech ecosystem)
ابقوا في أمان وتأكدوا من أن صحتكم أولًا.

“الغذاء العالمي” يحذر من تضاعف أعداد الجوعى حول العالم بسبب تفشي “كورونا”

حذر برنامج الغذاء العالمي من أن الأثر الاقتصادي لوباء “كورونا” يمكن أن يضاعف عدد من يعانون من الجوع الحاد حول العالم، وبما يصل بالعدد إلى أكثر من ربع مليار شخص (265 مليونا) في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بشكل خاص خلال العام الجاري 2020 إذا لم تُتخذ إجراءات سريعة، وذلك بزيادة تصل إلى 130 مليون شخص مقارنة بإجمالي 135 مليونا خلال العام الماضي 2019.
وشدد البرنامج – في تقرير له اليوم /الثلاثاء / صدر في جنيف – على أنه من الضروري الحفاظ على برنامج المساعدة الغذائية بما في ذلك البرامج الخاصة التي توفر شريان حياة لما يقرب من مائة مليون شخص معرض للخطر على مستوى العالم، لافتا إلى أن غالبية من عانوا من انعدام الأمن الغذائي الحاد العام الماضي شملتهم البلدان المتضررة من النزاعات وعددهم 77 مليونا وبسبب تغير المناخ

34 مليون شخص والأزمات الاقتصادية 24 مليون شخص.

وأوضح التقرير أن عشر دول شكلت أسوأ الأزمات الغذائية خلال العام الماضي وهي: اليمن، الكونغو الديمقراطية، فنزويلا، إثيوبيا، جنوب السودان، سوريا، السودان، نيجيريا، وهاييتي، مشيرا إلى أنه كان حوالي نسبة 61% من السكان في جنوب السودان كانوا يعانون من أزمة غذائية، فيما عانت ست دول أخرى لا تقل نسبة 35% من سكانها من أزمة غذائية وهي: السودان، اليمن، أفريقيا الوسطى، زيمبابوي، أفغانستان، سوريا، وهاييتي، حيث شكلت الدول العشر حوالى 66% من مجموع السكان (88 مليون شخص) الذين يعانون من أزمة غذائية أو “أسوأ”.
ونوه الخبير ببرنامج الغذاء العالمي عارف حسين – في سياق التقرير – بأن وباء “كورونا ” قد يكون كارثيا بالنسبة للملايين الذين يتعلقون بـ”قشة” بالفعل وبمثابة “ضربة مطرقة” بالنسبة لملايين آخرين لا يمكنهم تناول الطعام إلا إذا حصلوا على أجر، لافتا إلى أن عمليات الإغلاق والركود الاقتصادي العالمي جعلت هؤلاء على “الحافة” حيث تبقى صدمة لتدفعهم للهاوية – حسب تعبيره، داعيا إلى العمل بشكل جماعي الآن للتخفيف من وطأة هذة الكارثة العالمية.

بقلم: خلود العميان رئيس تحرير مجلة فوربس الشرق الأوسط

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

البنك الأهلي يستحوذ على 24% من رأسمال “هايد بارك” العقارية

استحوذ البنك الأهلي المصري على حصة البنك العقاري المصري العربي...

منطقة إعلانية