تحدث رجل الأعمال أحمد الطيبي، رئيس مجلس إدارة شركة ذا لاند ديفلوبرز للتطوير العقاري، عن توقعاته لأداء القطاعات الاقتصادية المختلفة بعد إنقضاء أزمة كورونا الحالية، وما سببته من تأثيرات قوية على مختلف الأنشطة مثل قطاع السياحة وقطاع تجارة التجزئة وقطاع التطوير العقاري.
وقال الطيبي في حديثه لـ”إيكونومي بلس” إن قطاع السياحة في مصر سيكون أكثر القطاعات تأثرا جراء أزمة كورونا، نظرا لكونها أزمة عالمية، لافتا إلى أن هذا القطاع تعرض للعديد من الأزمات المحلية في الماضي، ولكنه في الوقت نفسه كان سرعان ما يستعيد عافيته ويحقق نموا كبيرا بعد كل أزمة.
وأضاف الطيبي أن الوضع هذه المرة مختلف عن الأزمات السابقة، حيث يتعلق بتدهور أسواق كبرى كانت تعتمد عليها مصر في حركة السياحة وعلى رأسها أسواق دول أوروبا، كما أن السياحة نشاط ترفيهي يعتمد على الفوائض المالية لدى الأفراد بهذه الدول وفي ظل الأزمة الراهنة سيكون هناك تراجعا لفترة في أداء القطاع السياحي المصري.
الطيبي: الحفاظ على العمال يساعد على التعافي بعد الأزمة
وحول توقعاته لأداء قطاع تجارة التجزئة قال الطيبي، إن هذا القطاع هو أكثر إرتباطا بالمنظومة العالمية التي تأثرت كثيرا بأزمة كورونا كما يرتبط أيضا بحركة الاستيراد والتصدير من وإلى الدول الأخرى، وبالتالي ستكون آثار الأزمة الحالية ممتدة لحين استعادة الأسواق العالمية لوضعها الطبيعي.
وأوضح الطيبي أن الشركات الكبرى التي تستطيع الحفاظ على العنصر البشري لديها والاستمرار في دفع رواتب العمال والموظفين لديها والدفع بكوادر بشرية جديدة هي التي سوف تستفيد من الإنطلاقة الكبرى التي سيشهدها هذا القطاع بعد تراجع حدة الأزمة الحالية.
الطيبي: القطاع العقاري أقل القطاعات تضررا وأسرعها في التعافي
وأشار الطيبي إلى أن القطاع العقاري هو أقل القطاعات تأثرا بأزمة كورونا، مشيرا إلى أن النشاط في هذا القطاع حاليا ليس منعدما لأنه لا زال الطلب موجود ولكنه ليس كالسابق، و الشركات تعمل حاليا فى مواقع مشروعاتها بمعدل يصل إلى 50% من طاقة العمل لديها خاصة بعد توجيهات الرئيس السيسي للحكومة بضرورة استمرار الشركات بالعمل في المشروعات الكبرى.
ولفت إلى أن القطاع العقاري يعتمد بنسبة تصل إلى 90% على الموارد المحلية سواء في عناصر الإنتاج أو التسويق، مما يتيح لهذا القطاع ميزة نسبية تجعله أكثر مرونة مقارنة بالقطاعات الأخرى وسيكون أسرع القطاعات تعافيا، بل وسيساهم كذلك في تحريك عجلة الاقتصاد بشكل أسرع نظرا لأنه أكثر القطاعات استيعابا للعمالة بمختلف مستوياتها.
الطيبي: تاريخ العائلة مع التطوير العقاري بدأ من طنطا
وتحدث الطيبي عن نشأته في مدينة طنطا حيث بدأ تاريخ العائلة مع العمل في مجال التطوير العقاري منذ أربعينيات القرن الماضي، من خلال عددا من المباني المعمارية التي لا تزال قائمة حتى اليوم في أشهر ميادين طنطا التي تعتبر أكبر مدن الدلتا.
وبحسب الطيبي فقد إنتقل والده بعد ذلك إلى منطقة المعادي بالقاهرة واستمر في ممارسة نشاطه في البناء والتشييد في مشروعات سكنية مخصصة للجاليات الأجنبية المقيمة في مصر، بينما كان يستكمل هو دارسته ليبدأ بعد ذلك مسيرة جديدة من تاريخ العائلة ولكنه هذه المرة في مجال السياحة.
الطيبي: النهضة السياحية في الثمانينات دفعتني لخوض التجربة
يقول الطيبي:”عندما قررت الاستقلال في حياتي المهنية بدأت أول نشاط خاص بي في القطاع السياحي، وذلك بسبب النهضة التي كانت تشهدها مصر في مجال الساحة خلال هذه الفترة، لذلك أنشأت أول شركة خاصة بي في هذا المجال في 1986 وتخصصت في جلب الأفواج السياحية من الخارج”.
أوضح الطيبي أن العمل في مجال السياحة كان مقتصرا على 3 مدن سياحية هي القاهرة والأقصر وأسوان، لزيارة المعالم السياحية بها المدن ولكن التوسع في مدن مثل الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، ساهم في مضاعفة أعداد السائحين الذين يأتون إلى مصر كل عام، لذلك كان أخر أرقام أعلنها البنك المركزي عن إيرادات السياحة قبل أزمة كورونا بلغت حوالي 12 مليار دولار وهو أعلى معدل لها في تاريخها.
الطيبي: نجحنا فى جلب ماركات عالمية للسوق المصري خلال العمل في تجارة التجزئة
وأشار الطيبي في حديثه إلى تأسيسه شركة تعمل في مجال الصناعة وتجارة التجزئة أوائل التسعينيات وطانت أول شركة فى مصر نجحت في جلب ماركات عالمية للعمل في السوق المصري، مثل ليفايس وتمبرلاند وغيرها، فضلا عن حصوله على توكيل سلسلة المطاعم الفرنسية الشهيرة “لا بريوش دوريه”.
وأوضح أن إحدى الشركات التابعة لديها حاليا ما يقرب من 110 فرعا تعمل في مجال تجارة الملابس الرياضية، وهي موجودة في مختلف المولات التجارية على مستوى الجمهورية وتؤمن فرص عمل لقطاعات كبيرة من الشباب، مؤكدا إلتزام الشركة بالحفاظ على الطاقة البشرية لديها وتقوم بدفع رواتبهم بشكل منتظم.
الطيبي: رؤية الدولة للتوسع العمراني دفعتنا لتأسيس “ذا لاند ديفلوبرز”
قال الطيبي إنه مع رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي للتوسع العمراني والتي أعلنها منذ اليوم الأول له في تحمل مسئولية البلاد، كان لابد من تأسيس شركة وفقا للمعطيات الجديدة التي شهدها السوق العقاري المصري في الفترة الأخيرة ومن هنا كان القرار بتأسيس أحدث شركاته وهي “ذا لاند ديفلوبرز” والتي بدأت نشاطها في بداية عام 2019.
وأضاف أن هيكل مساهمي الشركة مكون من 3 شركات هي شركة الطيبي للاستثمار العقاري وشركة إي بارت بوش، وشركة كواليتي للخرسانة والمباني، وتتولى الشركة تطوير مشروع “أرمونيا” بالعاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 42 فدان ويضم 1750 وحدة سكنية باستثمارات تصل إلى 3 مليارات جنيه.
وأوضح أن الدولة قررت إنشاء 14 مدينة جديدة للتوسع العمراني وزيادة الرقعة المعمورة وتخفيف الضغط على المناطق السكانية المزدحمة حيث يوجد مناطق تصل فيها الكثافة السكانية إلى 500 ألف نسمة داخل الكيلو متر مربع، وكان لابد من تدخل الدولة لحل هذا الأمر.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا