خلقت أزمة فيروس “كورونا“، بلا شك بيئة مليئة بالتحديات لغالبية شركات العالم، وبشكل أكبر لأي شركة ناشئة، ولكن هذه الأزمة سلطت الضوء على أهمية وضع خطة لتأمين التمويل المبدئي.
وقال باتريك نيوتن، الشريك المؤسس لـ “فورم فينتشرز”، لرأس المال المُخاطر، لموقع شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية، إنه لا يوجد شيء يقول “إنه من المبكر جدا” البدء في التحدث مع المستثمرين المحتملين.
رواد الأعمال يجب أن يستعدوا للأسوأ مبكرا
وأضاف أن رواد الأعمال لا ينبغي أن يضعوا نصب أعينهم الاستثناءات من الشركات الناشئة التي تحصل على تمويل مبدئي خلال أسبوع من التقدم بطلب للحصول على رأس مال مُخاطر بل يجب أن يستعدوا للأسوأ ويعطوا أنفسهم الكثير من الوقت.
التحدث مع المستثمرين المحتملين في أقرب وقت ممكن
ونصح جاري ستيوارت، المدير الإداري السابق لمسّرعة الأعمال “تليفونيكا” بالمملكة المتحدة، بالبدء في التحدث مع المستثمرين المحتملين في أقرب وقت ممكن.
وقال إنه بدأ في التحدث مع المستثمرين بشأن التغذية الراجعة المبدئية بشأن أحدث مشروع له “ذا نيست”، وهو تطبيق يساعد في معالجة نقص التنوع في الشركات التكنولوجيا التي ساهم في تأسيسها، مؤكدا أنه بدأ التحدث مع المستثمرين في نفس اللحظة التي واتتهم فيها الفكرة.
واستطرد أن التواصل مع المستثمرين من البداية لجمع أموال يسمح لرواد الأعمال بتطوير علاقات معهم ثم يمكنهم من إثبات أنهم قادرون بالفعل على تنفيذ خطة أعمال لأن الناس بالأخير لا تستثمر في الفكرة فحسب وإنما في قدرة صاحبها على تنفيذ خطة.
من هو المستثمر الملائكي؟
وقال يي لو، وهو مستثمر ملائكي (أي شخص فاحش الثراء يحب الاستثمار في الشركات الناشئة) ومدير الاستراتيجية في تطبيق القروض قصيرة الأجل “إيرند”، إنه من الأهمية أن يحدد رائد الأعمال نوع المستثمر الذي يريد التواصل معه والتقرب منه.
فعلى سبيل المثال، قد يستثمر المستثمر الملائكي معهم إما لأنه خبير في هذا المجال أو لأسباب أخرى مثل اهتمامه بالمجال ورغبته بالدخول فيه أو لأن صاحب الفكرة صديقه.
وفي نفس الوقت هناك مستثمروا رأس المال المخاطر “قبل التأسيس” وهم من يعملون في صندوق أو شركة تستثمر أموال أشخاص آخرين في شركة أو منتج قيد التطوير.
وقال لو إن فهم هذه الاختلافات يعد أمرا هاما لأن المستثمر الملائكي على سبيل المثال قد لا يتطلع بالضرورة إلى عرض تسويقي منظم للغاية للفكرة، بينما مستثمروا رأس مال المخاطر يهتمون بشدة بالعرض التقديمي للفكرة أو للشركة الناشئة عندما يتم التواصل معاهم للحصول على استثمار وهو ما يؤكد على أهمية بدء المحادثات معهم مبكرا.
ما بعد كوفيد 10؟
قال نيوتن، إنه بعد مرور أزمة فيروس كورونا، يتعين على الشركات في المراحل الأولى أن تستعد لإعطاء نفسها وقتا أطول حتى تتمكن من جمع أموال، مضيفا أنه سمع بعض التقديرات تصل إلى 18 شهر كحد أدنى ولكن سواء استغرق الأمر 12 شهر او 18 أو 24 شهر يتعين عليهم الاستعداد لأطول فترة ممكنة.
ومنذ بداية الإغلاق في بريطانيا، تراجع عدد صفقات الاستثمار بنسبة 45% للشركات في مرحلة التأسيس أو في المراحل الأولى، وفقا لشركة البيانات “بليكسال” وقاعدة بيانات الشركات الناشئة “بيوهارست”.
تراجع تمويل شركات التكنلولوجيا الناشئة 85%
ووجدتا أن التمويل كان متراجعا بنسبة 85 % لشركات التكنلولوجيا الناشئة التي تجمع أموال لأول مرة في الفترة ما بين مارس 23 و9 يونيو مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.
ومع ذلك فقط بلغ الاستثمار في هذه الشركات التي لم تحصل على تمويلات من قبل حوالي 54 مليون جنيه استراليني، وفقا لاستطلاع شمل 30 ألف شركة.
وقال ستيوارت إنه في حالة تطبيق “ذا نيست”، كان يتخيل أنه يمكن أن يتواصل مع 40 مستثمر ملائكي حتى يحصل على تمويل من أحدهم، ولكنه الآن يقترب من التواصل مع 120 إلى 200 مستثمر ملائكي.
جمع الأموال بأكثر من الاحتياجات المطلوبة
وأوضح أنه من المهم أن ينشر رائد الأعمال شباكه بقدر ما يستطيع وألا يكون متحفظا، وأن يجمع أموال بقدر ما يستطيع وفوق ما يحتاج إذا تمكن من ذلك.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا