الأسواق الناشئة الأكثر تضرراً من جراء جائحة كورونا
نصيحتى للبدان النامية: لا تتأخروا فى تبنى الإجراءات التى تبنى مؤسساتكم وأنظمتكم وتضمن توافر بيئة تنافسية
رقمنة التعليم هدف مهم للعبور للمستقبل ويقلقنى “ظاهرة” التسرب التعليمى وبالأخص للفتيات
استثمروا فى بناء بنتيتكم الاقتصادية ونحن كصندوق للنقد الدولى سنظل بجانبكم ونساندكم
تعافى أسعار النفط “أمر مريح”.. وأنصح الدول المصدرة للبترول بتنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على قطاع واحد
5.4% معدل النمو الاقتصادى المتوقع فى 2021
قالت كريستالينا جورجييفا، مدير عام صندوق النقد الدولى، إن الاقتصادات الناشئة والنامية تضررت بشكل أكبر جراء تداعيات جائحة “كورونا” – باستثناء الصين – مشددة على أن التأثيرات أكثر قسوة على الاقتصادات الناشئة والاقتصادات النامية، عازية ذلك لكون الوباء نفسه يؤثر عليهم مباشرة، مشيرة إلى أن هذه الاقتصاديات تعتمد على قطاعات معينة فشريحة كبيرة تنتمى لمصدرى السلع وقد تضرروا من انخفاض أسعارها.
وتابعت فى حوارها مع برنامج “القاهرة الآن” المذاع على فضائية العربية الحدث تقديم الاعلامية لميس الحديدى، قائلة: “بالاضافة لذلك هناك اقتصاديات تعتمد فى مصادر دخلها على التحويلات التحويلات المالية ولذلك تضرررت بانخفاض معدل هذه الحوالات، بالاضافة إلى أن العديد من البلدان النامية مواردها محدودة ولا تستطيع أن تتحمل ما تحتمله الاقتصادات الكبيرة”.
وشددت على أن نصيحتها الدائمة للأسواق الناشئة وصانعى السياسات هى ضرورة إدراك حقيقة أن الدول التى لديها أسس قوية هى الآن فى وضع أفضل ناصحة صناع السياسات فى تلك البلدان، قائلة “لا تتأخروا فى تبنى الإجراءات التى تبنى مؤسساتكم وأنظمتكم المالية وتحقق استقرارا لبنوككم وتضمن توافر بيئة تنافسية لديكم كى لا يعانى مجتمع الأعمال من الروتين الحكومى”.
وأكدت أن كل الأشياء التى كانت مهمة قبل الوباء أصبحت الآن أكثر أهمية وعلى ضرورة ضبط إيقاع بنود الانفاق العام بالشكل الصحيح.
وأعربت عن قلقها من ظاهرة تسرب الأطفال من التعليم بسبب غياب رقمنة التعليم وتوفير فرص أكبر لتقليص الظاهرة عبر بناء وتقوية البنية التحتية لقطاع التعليم، مشددة على أن تفويت فرص الاستثمار التكنولوجى فى التعليم يقلل من القدرات الإنتاجية للدول خلال السنوات المقبلة، قائلة: “أنا قلقة حيال ما يحدث لأطفالنا نحن نعرف أننا نخسر فى العملية التعليمية لأن التلاميذ لا يذهبون للمدارس، لكن حينما تكون لدينا قدرات قوية تعتمد على الإنترنت تتيح لنا الانتقال من التعليم بالفصل للتعليم عبر الإنترنت لن يكون الوضع الحالى مأساة كبيرة لكن البلدان التى لا تمتلك هذه القدرات قد تخسر قدراتها الإنتاجية المستقبلية الأطفال – وبالأخص الفتيات – ما أن يتغيبوا عن المدرسة، قد لا يعدن إليها مجدداً لذا عليكم اعتبار ذلك أولوية.
وأعربت كريستالينا عن تفائلها مع تعافى أسواق النفط بعد الانتكاسة السعرية التى شهدتها فى نهاية إبريل الماضى قائلة: “إنه شعور مريح أن نرى أسعار البترول تبدأ فى التعافى وتصل لنصف الطريق لما كانت عليه الأسعار قبل الوباء”.
لكنها عادت وقالت “التعافى سيتوقف بالطبع على مسار التعافى الاقتصادى إجمالا”، وتوقعت أن يحقق الاقتصاد العالمى نمواً بمقدار 5.4% العام القادم 2021 لكن هذا لن يُعيدنا لنفس المعدلات التى كُنّا عليها قبل الأزمة ولكن لو تحقق، فسيخفف العبء عن البلدان المصدرة للبترول بشكل كبير.
وأوصت البلدان المصدرة للبترول بضرورة تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على قطاع واحد قائلة “هذه هى النصيحة الدائمة التى يوجهها الصندوق للدول النفطية حتى يكونوا أقل اعتماداً على قطاع واحد أثناء مواجهه الصدمات المستقبلية”.
ووجهت نصيحتها للحكومات عامة لاسيما النامية والناشئة بضرورة الاهتمام وبعناية كبيرة لتقديم الدعم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة معربة عن قلقها فى حال عدم حصول قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة على الدعم اللازم من قبل الحكومات قائلة: “نحن قلقون اذا تم سُحب الدعم فقد نرى العديد من حالات الإفلاس خصوصاً بين للمشروعات الصغيرة والمتوسطة فنحن نعتقد أن معدلات الإفلاس قد تتضاعف ثلاث مرات فى غياب الإجراءات المساندة.
ووجهت نصيحتها أيضاً لصانعى السياسات فى مختلف البلدان على ضرورة الاستهداف الأمثل فى إدارة الدعم وفقاً للقطاعات الأكثر احتياجاً، قائلة: “عند إدارة سياسات الدعم علينا التأكد من أن الجزء الأضعف من الاقتصاد يكون أول من يتلقى الدعم”.
واختتمت تصريحها بالتأكيد على أهمية استثمار الدول فى مواردها المتاحة فى وقت الأزمة ومشددة على أهمية دور صندوق النقد الدولى فى مسار الاصلاح الاقتصادى للبلدان قائلة “كصندوق النقد الدولى نحن سنظل بجانبكم”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا