أخبار

أطراف القضية يتحدثون لـ”ايكونومي بلس”.. هل يحسم القضاء مصير “أبراج زد” المملوكة لساويرس؟

أبراج زد

كتب – محمد رمزي 

ينتظر مشروع أبراج زد المملوك لشركة أورا ديفلوبمنت التابعة لرجل الأعمال نجيب ساويرس كلمة القضاء المصري في جلسة الـ15 من أغسطس المقبل، للفصل في الدعوة المقدمة من سكان المدينة يطالبون فيها بوقف تنفيذ المشروع نظرا لتعارضه مع الطبيعة التخطيطية للمدينة كما يقع في منطقة الإرتفاق الجوي لمطار سفنكس الجديدة.

وأصدرت محكمة الدرجة الأولى أمام القضاء الإداري حكما برفض الدعوة لإنتفاء الصفة، ولكن القضية شهدت تطورا جديدا بعد رفع دعوة أمام محكمة الأمور المستعجلة للمطالبة بوقف الأعمال الإنشائية في المشروع وتحديد جلسة الـ15 من أغسطس المقبل، وذلك بعد دخول وزارة الطيران المدني كطرف في القضية والتأكيد على أن المشروع يتعارض مع المطار.

3800 توكيل من سكان المدينة لرفع القضية

قال أحمد الحمامصي، المحامي الذي يتولى القضية عن سكان المدينة الشيخ زايد، إن المدينة يحذر فيها تماما عملية الأبراج والإرتفاعات، ولكننا فوجئنا برجل الأعمال نجيب ساويرس يطرح مشروع زد وهو عبارة عن مشروع أبراج بإرتفاعات شاهقة وهو ما يتنافى مع طبيعة المدينة.

وأضاف الحمامصي في تصريحاته لـ”إيكونومي بلس” أنه تم توكيله بموجب 3800 توكيل من سكان المدينة في القضية الأولى للمنازعة أمام القضاء وإلغاء الترخيص الصادر للمشروع، وتم رفع الدعوة واختصام وزارة الإسكان ووزارة الطيران المدني.

وأوضح أنه في أوراق الدعوة تم تقديم ما يفيد بأن مستشفى الشيخ زايد تقدمت بطلب للجهاز للموافقة على تعلية دورين إضافيين، وتم رفضه لعدم تحمل المرفق العام، وأيضا أثناء مناقشة قانون فتح الإرتفاعات في المدن الجديدة تمت الموافقة عليه في القاهرة الجديدة و6 أكتوبر والمدينة الوحيدة التي تم رفض تطبيق القانون بها كانت هي الشيخ زايد نظرا لعدم قدرة المرفق العام بها.

التسلسل الزمني لخطوات التقاضي يكشف مزيد من التفاصيل

بحسب الحمامصي تم رفع الدعوة في فبراير 2019، ولكن هيئة قضايا الدولة تعمدت المماطلة لحين تقديم عقد المشروع حتى تم تقديمه في إبريل بعد شهرين من رفع القضية، ليس هذا فحسب بل تم توقيع العقد في شهر إبريل أثناء سريان القضية، وهذا يعني أنه لم يكن هناك عقد تم توقيعه مع المستثمر من الأساس.

وأشار الحمامصي إلى أن الخطوة التالية بعد توقيع العقد وتقديمه للمحكمة كانت غريبة ومفاجئة حيث أصدر وزير الإسكان قرارا بتعديل المخطط العام للمدينة في شهر يوليو 2019 ليسمح فيها بالإرتفاعات.

وأضاف أن الشركة التي تعاقدت مع الوزارة هي شركة تحمل إسم”جمناي” ثم تقدم رجل الأعمال نجيب ساويرس لتعديل قرار التخصيص ليكون بإسم شركة أوروا ديفلوبمنت، التي تمتلك شركة جمناي 99% منها.

وأوضح الحمامصي أن هذه الخطوة تثير تساؤلين، الأول: إذا كانت جمناي تمتلك 99% من شركة أورا لماذا تم تقديم طلب بتعديل قرار التخصيص باسم الأخيرة، ثم التساؤل الآخر من يمتلك شركة جمناي التي تمتلك شركة أورا، وهل هي شركة مصرية أم أنها تعمل خارج الحدود؟

ضم حديقة زايد بمساحة 65 فدانا لمشروع “أورا”

وقال الحمامصي، “أثناء تداول الدعوة فوجئنا بإصدار قرار من وزارة الإسكان بضم حديقة زايد المركزية لمشروع أبراج شركة أورا، وهي أصلا حديقة عامة تم صرف 180 مليون جنيه عليها لتخدم سكان الشيخ زايد و6 أكتوبر والجيزة، ومساحتها حوالي 65 فدانا، وهذا معناه الاستيلاء على حديقة عامة وتحويلها إلى خاصة”.

وأوضح أنه بهذه الخطوة يتم التحايل على على قرار النسبة البنائية بالمشروع، بمعنى أنه إذا صدر له قرار نسبة بنائية على المساحة الخضراء على مساحة 101 فدان فالبتالي بعد ضم الحديقة سيكون له الحق في زيادة الكتلة المبنية.

وتم تحرير محضر بقسم الشيخ زايد بتاريخ 30 يونيو 2019 ضد رئيس هيئة المجتمعات العمرانية وضد رئيس شركة أورا المهندس نجيب ساويرس، ثم بتاريخ 1 يوليو 2019 صدر تأشيرتين من النيابة العامة الأولى بطلب تحريات المباحث حول الواقعة، والثانية طلب رد من هيئة المجتمعات العمرانية حول كيفية ضم الحديقة للمشروع.

اختصام وزير الطيران في القضية

قال الحمامصي إنه نظرا للقرب الشديد بين المشروع وبين مطار مدينة سفنكس الجديدة تم اختصام وزير الطيران المدني في القضية وإلزامه بتقديم ما يفيد بإذا ما كان المشروع يتعارض مع المطار من عدمه ولكنه لم يستجب رغم إخطار الوزارة 3 مرات.

وأوضح أن المحكمة في أول درجة أصدرت حكما بتاريخ بتاريخ 26 يونيو الماضي برفض الدعوة لإنتفاء الصفة، مع أن هيئة مفوضي الدولة أقرت الصفة والمصلحة، وبالتالي يتم تجهيز الطعن أمام المحكمة الإدارية العليا على حكم الدرجة الأولى.

الفنانة إنعام سالوسة تغير مجرى القضية

أخذت القضية مسارا جديدا في التقاضي وذلك بعد أن دخلت الفنانة إنعام سالوسة على خط المواجهة حيث كتبت استغاثة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي وتم نشرها في إحدى الجرائد الخاصة، وذكرت فيها أن مشروع الأبراج يتعارض مع المجال الجوي لمطار سفنكس الجديدة، ويجب محاسبة المسئولين في الوزارة لموافقتهم عليه.

من جانبها، اطلعت وزارة الطيران المدني على الاستغاثة الموجهة للرئيس باسم سكان المدينة من قبل الفنانة إنعام سالوسة، فسارعت بالرد وذكرت أنه تم إخطار نائب هيئة قضايا الدولة بتاريخ 6 أغسطس 2019 بما يفيد بأن مشروع الأبراج محل التداعي يقع داخل منطقة الإرتفاق الجوي لمطار سفنكس.

ويقول الحمامصي أنه بناءا على رد وزارة الطيران تم رفع دعوة أمام محكمة الأمور المستعجلة تطالب بوقف الأعمال الإنشائية للمشروع وتم فيها إختصام الشركة المالكة للمشروع ووزارة الطيران المدني للإفادة والرد أمام المحكمة وتم تحديد جلسة 15 أغسطس المقبل لنظر الدعوة بحضور الخصوم.

الحمامصي: الشركة خالفت شروط الموافقات

قال الحمامصي إن شركة أورا خالفت موافقات القوات المسلحة، حيث نصت المادة 14 من قرار القوات المسلحة على الآتي:”لابد من أخذ الموافقات اللازمة من باقي الوزارات والجهات المعنية” ما معناه أن رأي القوات المسلحة استشاريا وليس موافقة نهائية، وفقا لقوله.
وأضاف أن رأي القوات المسلحة نص أيضا على أنه لا مانع من إقامة مشروع أبراج إدارية – تجارية بعد الحصول على الموافقات اللازمة، ورغم ذلك فإن الشركة تقوم ببيع وحدات سكنية داخل المشروع.

رئيس شركة أورا لـ”ايكونومي بلس”: موقفنا القانوني سليم

من جانبه قال هيثم محمد الرئيس التنفيذي لشركة أورا ديفلوبمنت المالكة للمشروع في تصريحات خاصة لـ”إيكونومي بلس”، إن المحكمة رفضت الدعوة من الجلسة الأولى لإنتفاء الصفة عن مقيم الدعوة، ونحن لسنا جهة إختصام نحن شركة حصلت على أرض من جهة حكومية وفقا لشروط محددة وموافقات محددة وحصلنا أيضا على تراخيص البناء.

وأكد هيثم أن الموقف القانوني للشركة سليم تماما، وأنه قبل شراء أية قطعة لابد للشركة من الحصول على كافة التراخيص والموافقات من الجهات المعنية وهو الامر الذي إلتزمت به الشركة من اليوم الأول.

وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة أورا، أن شركة أورا لا تعمل بمفردها بمدينة الشيخ زايد، فهناك العديد من الشركات التي حصلت على أراضي في المدينة لتنفيذ مشروعات مماثلة وستقوم بالتنفيذ.

هيئة المجتمعات العمرانية ترفض التعليق

وتواصلت إيكونومي بلس مع مصدر مسؤل بهيئة المجتمعات العمرانية لمعرفة الموقف القانوني للمشروع، وإذا ما كانت ستسمح بتعديل المخطط العام ومراجعة التراخيص مرة أخرى في حالة صدور حكم من المحكمة بوقف تنفيذه، لكنه رفض التعليق قائلا:”خلي القضاء يقول كلمته الأول”.

 

وكانت “إيكونومي بلس” نشرت فيديو مطلع 2019 عن تصاعد حدة الجدل حول إقامة شركة أورا المملوكة لرجل الأعمال، نجيب ساويرس، مشروع بمدينة الشيخ زايد، لما يتضمنه من أبراج مرتفعة تتخطى 10 أدوار،. وقال الكاتب الصحفي عمر طاهر، أحد سكان المدينة وأول من فجر القضية، إن المشروع يتعارض مع المخطط العام للمدينة.

وفي منتصف يونيو 2019 قال رجل الأعمال نجيب ساويرس إن «مشروع أبراج زايد يشمل تطوير حديقة زايد المركزية الممتدة على مساحة 95 فدانًا، وتحويلها إلى مشروع ثقافي واجتماعي يشمل إقامة متنزه للأسرة»، وأضاف في مداخلة مع برنامج «الحكاية»، أن «الأبراج أنقذت منطقة الشيخ زايد من المستعمرات الخرسانية من خلال التوسع العمراني الرأسي بدلًا من التوسع الأفقي».

 

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

صندوق النقد: مستمرون في دعم مصر ولم نحدد موعد المراجعة المقبلة

أكدت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، خلال مؤتمر...

منطقة إعلانية