أخبار

كارثة مرفأ بيروت تفاقم أوضاع لبنان الاقتصادية

بيروت

أدخنة متصاعدة، وسحابة غريبة في سماء العاصمة، وواجهات لكثير من المباني دمرت، عقب انفجار هائل بمرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، أودى بحياة نحو 100 شخص، وفق أرقام أولية، وأدى إلى إصابة أكثر من 4 آلاف مواطن ومقيم، وتسبّب بأضرار لا تحصى بالمباني والمرافق المجاورة.

دياب: ما حصل لن يمر من دون حساب

شدد رئيس حكومة لبنان، حسان دياب، على أن ما حصل لن يمر من دون حساب، مشيرا إلى أن لبنان أصبح منكوبا اليوم بعد هذا الحادث.
وتوجه دياب بنداء عاجل إلى الدول الصديقة والشقيقة، أن تقف إلى جانب لبنان، كما أكّد أن ما حصل في بيروت اليوم لن يمر دون حساب، وسيدفع المسؤولون عن هذه الكارثة الثمن، لافتا إلى أنه لن يستبق التحقيقات بشأن الانفجار. وأضاف “سنكشف الحقائق بخصوص هذا المستودع الخطر الموجود منذ عام 2014”.

الصليب الأحمر: الكارثة غير مسبوقة

قال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني، جورج كتانة في تصريحات للوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، إن 75 سيارة إسعاف أجلت المصابين من موقع الاتفاجار، مشيرا إلى أن الكارثة غير مسبوقة وكبيرة جدا، وبلغ عدد الضحايا نحو 100 ضحية، وأكثر من 4 آلاف جريح حتى الآن.
وأوضح أنه تم مسح منطقة “مار مخايل” و”الجميزة” بالكامل، أما المسح الثاني الذي يتم حاليا فهو لمنطقة “المرفأ”، مؤكدا أن القاعدة البحرية للجيش نسقت مع الصليب الأحمر اللبناني بعد سحب 11 إصابة من “اليونيفيل” كانوا على متن سفينة وقت حدوث الانفجار.

تدمير 80% من المرفأ وأزمة غذاء تلوح في الأفق

وأشار الخبير الاقتصادي، جاسم عجاقة، في تصريحات صحفية إلى أن 80% من مرفأ بيروت دُمّر ، وأن حصيلة الخسائر المباشرة تشمل المواد الغذائية والقمح المخزن في المرفأ، لافتا إلى أن النتائج الأوليّة المترتبة عن الانفجار ستكون معاناة من أزمة غذائية، إذا لم تتوافر المساعدات.
وأضاف عجاقة أن الخسائر المباشرة تقدّر بنحو 100 مليون دولار، فيما ستظهر حصيلة الأضرار غير المباشرة في وقت لاحق، مشيرا إلى أن المشكلة التي سيواجهها لبنان بعد إزالة الأضرار، هي كيفية إعادة العمل بالمرفأ في ظل النقص الذي يواجهه لبنان من العملة الصعبة.

5 مليارات دولار خسائر الانفجار

وصرح محافظ بيروت، مروان عبود، بأن الخسائر الناجمة عن الانفجار الذي وقع مرفأ بيروت وامتدت آثاره إلى مساحة كبيرة من العاصمة اللبنانية، تتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار.
وكان محافظ بيروت شبه الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت بالقنابل النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة على مدينتي هيروشيما وناجازاكي قبل 75 عاما، فيما أعلن رئيس الوزراء اللبناني أن الانفجار ناجم عن 2750 طنا من نترات الأمونيوم كانت مخزنة في الميناء منذ 6 سنوات.
وعقب الانفجار، أعلن المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، أن بيروت “مدينة منكوبة”، إضافة إلى إعلان الحداد الوطني لمدة 3 أيام، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية.

دمار كلي في المبنى المركزي للكهرباء

وقالت وزارة الطاقة والمياه في لبنان، إن الانفجار الهائل الذي حصل بالأمس في مرفأ بيروت، أدى إلى دمار كلي في المبنى المركزي لمؤسسة كهرباء لبنان حيث يقع مركز التحكم الوطني الذي خرج كليا عن الخدمة.
وأضافت، أنه تم التحكم بشبكة النقل الوطنية يدويا انطلاقا من محطة بصاليم للمحافظة على المستوى الأقصى من التغذية لمواكبة أعمال الإنقاذ، مشيرة إلى أن فرق الصيانة باشرت العمل على مسح الأضرار تمهيدا للبدء بالإصلاحات الضرورية، لعودة التيار الكهربائي تدريجيا في المناطق المتضررة من العاصمة بيروت.

لا أزمة طحين وخبز

وأشار وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني،بيار الأشقر، إلى أن مديرية الحبوب أعدت دراسة بالتنسيق مع الأطراف المعنية، للوقوف على مخزون البلاد من القمح، مؤكدا أن كمية الطحين المتوافرة في الأسواق حاليا، والقادمة إلى لبنان، ستلبي احتياجات السوق اللبناني إلى فترة طويلة، وبالتالي لن تكون هناك أزمة طحين وخبز.

90 % من فنادق بيروت متضررة

من جانبه، قال نقيب أصحاب الفنادق والمؤسسات السياحية، بيار الأشقر في تصريحات صحفية، إنه يتم حاليا عمل مسح للفنادق المتضررة، مشيرا إلى أن 90% من فنادق بيروت متضررة.
وأضاف، أن المشكلة الأكبر هي وجود عدد كبير من الجرحى في الفنادق من الموظفين والزبائن، مشيرا إلى أنه يتم حاليا نقل النزلاء إلى فنادق أخرى بعيدة عن منطقة الحادث.

70 % من حجم البضائع التي تدخل لبنان تمر عبر المرفأ

ويعد مرفأ بيروت مركز التقاء للقارات الثلاث، أوروبا، آسيا، وأفريقيا، وأهم محطة للتجارة الدولية مع الدول العربية، كما يعد الأول في لبنان والحوض الشرقي للبحر المتوسط والمنفذ البحري الأساسي للدول العربية الآسيوية.
ويتعامل مرفأ بيروت مع 300 مرفأ عالمي، ويقدر عدد السفن التي ترسو فيه بنحو 3100 سفينة سنويا، كما يستحوذ على 70% من حجم البضائع التي تدخل لبنان.
ويتألف مرفأ بيروت من 4 أحواض يتراوح عمقها بين 20 – 24 مترا، ويقدر عدد الأرصفة بـ 16 رصيفا، وتبلغ مساحة أحواضه نحو 660 ألف متر مربع، كما تبلغ مساحة المنطقة الحرة في المرفأ نحو 81 ألف متر مربع، ويجري العمل على توسيع المنطقة الحرة لتمتد إلى 124 ألف متر مربع.

أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود

ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، تتّسم بتراجع غير مسبوق لقيمة عملته، ما أدى إلى إغراق نصف الشعب اللبناني في الفقر.
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت الحكومة اللبنانية عزمها فرض رسوم مالية على الاتصالات المجانية التي تتم عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي فجّر غضب اللبنانيين ونزلوا إلى الشوارع تعبيراً عن الرفض، لتتراجع بعد ذلك الحكومة عن قرارها، لكن آلاف اللبنانيين واصلوا احتجاجهم.
وفي مارس الماضي، أعلنت الحكومة اللبنانية تعليق سداد دين بقيمة 1.2 مليار دولار، وذلك بالتزامن مع خطة الدولة إلى إعادة هيكلة ديونها.
وفي الشهر ذاته، أعلنت وزارة المالية التوقف عن دفع جميع سندات اليوروبوند المستحقة بالدولار، كما أعلن رئيس حكومة لبنان في شهر أبريل 2020 أن بلاده ستطلب المساعدة من صندوق النقد الدولي، بعد تبني الحكومة خطة إنعاش اقتصادي.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية