أخبار

من فوري إلى آبل.. شركات التكنولوجيا الرابح الأكبر من أزمة كورونا

تكنولوجيا البلوكتشين

كتب: عبدالرحمن رشوان

الفينتك أو التكنولوجيا المالية .. عصر البيانات الضخمة .. الدفع والترفيه ومشاهدة أحدث الأفلام باشتراك شهري بسيط .. شراء سيارة كهربائية أو طلب ليموزين تحت منزلك تذهب بك أينما ترغب .. ربط كل شيء والوصول له من أداة واحدة هي غالبا هاتفك الذكي .. أو حتى أبسط الأشياء كقراءة تغطية إخبارية شاملة من خلال نشرة إيكونومي بلس على هاتفك صباحا بدلا من الصحيفة الورقية.. وأخيرا الصعود للفضاء في رحلة ترفيهية.. هذا ليس المستقبل إنما هو الحاضر، وهو حاضر الحياة اليومية الذي تخطى مرحلة المراهنة على نجاحه إلى تحقيق المليارات وربما التريليونات كعوائد على الاستثمار فيه.

قرأ كل متابعونا تغطيتنا لوصول قيمة شركة فوري لنادي المليار دولار كأول شركة تكنولوجيا مصرية تبلغ هذا الرقم.
فوري حققت هذا الانجاز بعد عام واحد فقط من الإدراج في البورصة وفي وقت عانى فيه اقتصاد العالم وليس مصر فقط من الوباء، لكن التكنولوجيا كانت الحصان الرابح في عام أُجبر فيه البشر على التباعد.

وقالت منى مصطفى، مدير التداول بشركة عربية أونلاين لـ إيكونومي بلس :”فوري أصبحت أسرع شركة في مصر تتخطى قيمتها مليار دولار”.

اقرأ أيضا: فوري.. اليونيكورن المصري يواصل الصعود للقمة

التكنولوجيا امتدت لكل شيء فعليا، قبل أيام أعلن تطبيق “Makwa” لخدمات كي وغسيل الملابس عن حصوله على تمويل مليوني من ست خانات، ويقدم التطبيق خدمات التنظيف الجاف واستلام الغسيل وتسليمه، ويتيح للعملاء تحديد مواعيد الاستلام والتسليم حسب رغبتهم، وإعطاء تعليماتهم الخاصة للتعامل مع الغسيل أو الكي، والدفع إلكتروني بالطبع.

أسهم التكنولوجيا .. مكررات ربحية خيالية

مكرر الربحية هو ناتج قسمة سعر السهم على ربحية السهم لشركة ما، وهو يقيس نسبة ما ستدفعه لشراء السهم مقابل أرباحه السنوية، ما يعني أن كلما انخفض المكرر كلما كان أفضل لأنك ستحصل على أعلى ربحية بأقل سعر للسهم، لكن أسهم التكنولوجيا لها رأس آخر.

قال وضاح الطه، الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الاستشاري في معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار البريطاني في الإمارات، في رسالة صوتية لإيكونومي بلس، إن مكررات ربحية العديد أسهم التكنولوجيا مرتفعة للغاية مقارنة بمكررات الربحية في الأسواق المدرجة بها.

وفسر الطه هذا بالارتفاعات التي تسجلها هذه الأسهم بناء على ابتكاراتها وتطوراتها التي تدفع المستثمرين للمراهنة عليها حتى قبل تحقيقها أرباح.

وضرب الطه أمثلة عدة، على رأسها سهم أمازون الذي يتداول بمكرر ربحية يفوق 122 مرة بدعم من نمو المبيعات الإلكترونية في ظل انتشار فيروس كورونا، وهو ما رفع سعر سهم الشركة دافعا مكرر ربحيتها للصعود.

تسلا أصبحت أيضا ضمن الأسهم ذات مكررات الربحية المرتفعة بدعم من الإقبال على السهم ليبلغ مكرر ربحيتها إلى 218 مرة مقارنة بمكرر ربحية 31.7 مرة لقطاع السيارات.

وفسر الطه ارتفاع مكررات الربحية في شركات التكنولوجيا بأن “السعر يستبق التطورات والأرباح”، موضحا أن هذه هي طبيعة شركات التكنولوجيا وأن هذه الظاهرة بدأت قبل نحو 3 عقود في شركة ميكروسوفت والتي بلغت مكرراتها في بعض الأحيان إلى 78 مرة.

شركات التكنولوجيا تجذب صناديق الاستثمار السيادية

ويقول وضاح الطه إن شركات التكنولوجيا تجذب بشكل عام صناديق الاستثمار السيادية ليس فقط بسبب تطوراتها، لكن بسبب تطبيقها لمبادئ الحوكمة والإفصاح والشفافية، إضافة للأبعاد الأخلاقية والاجتماعية والبيئية.

وهو ما أكده منصف مرسي، نائب رئيس قطاع البحوث في سي آي كابيتال، لإيكونومي بلس بخصوص فوري، وهو أن المحافظ الاستثمارية تتجه لفوري بصفتها الشركة الوحيدة التي تقدم خدمات الفينتك ومدرجة في البورصة بالشرق الأوسط.

ويرى الطه أن التوجه الاستثماري نحو شركات التكنولوجيا مستمر، وقال: “قد يخفت في بعض الأوقات، لكنه مستمر”.

تغير كبير في وسيلة تفكير البشر سببته التكنولوجيا

قال زياد عقل، خبير علم الاجتماع السياسي ويعمل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في اتصال هاتفي لإيكونومي بلس: “التكنولوجيا غيرت حياة البشر وطريقة تفكيرهم”.

أضاف عقل ما يحدث من تطور الآن بدأ قبل أكثر من 100 عام مع بداية الثورة الصناعية في أوروبا، واتجاه العالم من الحرف التقليدية مثل الزراعة والنجارة، إلى استخدام الماكينات والتخصص والعمالة المتخصصة وصولا إلى الإنترنت الذي قام بدور أساسي في تبديد الفوارق المكانية بين الناس.

وقال عقل” الإنترنت نجح في جذب الناس فأصبح يدر الأموال من خلال الإعلانات” فتدفقت مليارات الدولارات للاستثمار في تطوير هذه التكنولوجيا وتقديم خدمات من خلالها.

وأردف أن التكنولوجيا نجحت في تلبية متطلبات المجتمعات، وهو ما ظهر جليا في فترة الإغلاق التي تسببت بها كورونا، وما صاحبها من ظهور العديد من الخدمات على الإنترنت وزيادة استخدام خدمات أخرى كانت موجودة بالفعل.

التكنولوجيا ملاذ آمن

نتابع ارتفاعات الذهب المتواصلة في ظل أزمة كورونا، الذي يتحول في كل أزمة يمر بها العالم إلى منقذ المستثمرين والملاذ الآمن لهم، لكن في عصر التكنولوجيا كانت الأمور مختلفة، فالذهب رغم ارتفاعاته لمستويات قياسية تاريخية وتخطيه مستوى الـ2000 دولار للأوقية.

رغم ذلك لم تتخطى مكاسب المعدن النفسي منذ منتصف مارس 35%، في حين سجلت أسهم التكنولوجيا أضعاف مكاسب الذهب، وحققت لحائزيها من أغنياء العالم أرباح قياسية في وقت أثرت الأزمة الطاحنة على الجميع من الدول العظمى، وشركات الطيران العملاقة إلى عمال اليومية.

النفط والعقار حدث ولا حرج

ربما يكون النفط أبرز الخاسرين في أزمة كورونا، رغم تحسن أسعاره مؤخرا، لكن خلال شهر مارس انخفضت أسعار عقوده المستقبلية دون الصفر لأول مرة في التاريخ، أي أن حاملي العقود بات عليهم الدفع لبيعها والتخلص منها في ظل امتلاء أماكن التخزين وضعف الطلب العالمي بسبب أزمة كورونا.

وتداول خام برنت القياسي عند 17.5 دولار للبرميل في 21 أبريل الماضي، تحسنت الأسعار مؤخرا ليتداول حول 45 دولار للبرميل بدفع من تخفيضات إنتاج أوبك وشركائها وميزانيات انقاذ اقتصادي بترليونات الدولارات لدفع الطلب حول العالم، كل هذا ولا يزال النفط خاسرا في 2020 نحو 20% من قيمته مقارنة بنهاية العام الماضي.

أما العقار، ففي مصر وربما على مستوى العالم ضغطت إجراءات الإغلاق على المبيعات وحتى على عمليات البناء، وسجلت أكبر شركات العقار المصرية تراجعات واضحه في أرباحها خلال النصف الأول من العام الجاري، فتراجعت أرباح طلعت مصطفى 20%، مدينة نصر للإسكان والتعمير تراجع 6%، أوراسكوم للتنمية انخفاض 57%، فيما تحولت بوروتو جروب للخسارة في النصف الأول بـ24.7 مليون جنيه.

الابتكار والعمل وجهان لعملة النجاح

فوري لم تصل للقمة بالسهولة التي يبدو بها الأمر، فهي حققت انتشارا واسعا في وقت قليل وحازت على ثقة مستخدميها من خلال تطوير خدماتها التي بدأت من شحن الموبايل ووصلت إلى تجديد رخصة السيارة وتوصيلها إلى المنزل.

وبالطبع الأمثلة عالميا كثيرة، فشركة آبل، عملاق التكنولوجيا الأمريكي، تناهز قيمتها السوقية التريليوني دولار، لكن قيمة آبل لم ترتفع فقط بدعم الأرباح، بل بدعم الحلول المتوالية التي تقدمها الشركة العملاقة لمستخدمي منتجاتها.
وعلى رأس منتجات آبل هاتفها الشهير I Phone، والتي باتت تقدم خدمات عديدة مرتبطة به مثل خدمات الساعة الرقمية، وخدمات الأخبار، وخدمات الدفع عن طريق آبل، وخدمة آبل تي في، وغيرها من خدمات تجعل الهاتف الذكي يتخطى فكرة إجراء مكالمة ليتنقل إلى ما يشبه سكرتير شخصي أو ربما رفيق.

طبعا لا يمكننا أن نغفل الثروة الضخمة التي حققها الون ماسك من مكاسب سهم تسلا، شركة صناعة السيارات الكهربائي الشهيرة، التي أوشكت أن تغير نمط استهلاك الوقود في العالم.

ومع تفشي كورونا حول العالم في منتصف شهر مارس الماضي بدأ سهم تسلا في صعود بلا توقف من مستويات 361.2 دولار في 18 مارس إلى 1643 دولار للسهم في 20 يوليو ثم 1887.6 دولار أمس، صعود بحوالي 420% في 5 أشهر.

سهم آبل صعد أيضا في نفس الفترة لتتضاعف قيمته في 5 أشهر وتصل إلى 456.9 دولار للسهم، وسهم نتفليكس بنسبة 62.5%، وبالطبع سهم أوبر بأكثر من 100% في نفس الفترة.

وفي النهاية يمكننا القول إن الرهان على عقول البشر وقدرتهم على التطوير أدر أرباح تجاوزت كل شيء، حتى الذهب والبترول، وأن المسلمات التي اعتدنا على أنها هي ما تحقق الثروة تغيرت.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

البنك الأهلي يستحوذ على 24% من رأسمال “هايد بارك” العقارية

استحوذ البنك الأهلي المصري على حصة البنك العقاري المصري العربي...

منطقة إعلانية