أطلقت المملكة العربية السعودية شركة إعلامية رياضية تابعة للدولة لإدارة وتأمين حقوق البث، في خطوة من شأنها زيادة حروب البث المزايدة والتي تقدر بمليارات الدولارات لإذاعة الأحداث الرياضية المتميزة في الشرق الأوسط.

وقال وزير الرياضة السعودي، الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، لصحيفة “فاينانشيال تايمز” إن الشركة السعودية للرياضة ستنشئ “منصة” لتطوير المحتوى وإدارة حقوق البث التلفزيوني.

تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تستخدم فيه السعودية إمكانياتها المالية لجذب مجموعة متنوعة من الأحداث الرياضية العالمية إلى المملكة.

تم التأكيد اليوم الخميس على أن المملكة قد ضمنت حقوق استضافة سباق الفورمولا 1 للسيارات لمدة 15 عامًا تبدأ في 2021، كما تُجري المملكة مناقشات لعقد مباراة ملاكمة العام المقبل بين أنتوني جوشوا وتايسون فيوري، يحسب الأمير عبد العزيز.

ويؤكد تنظيم للفورمولا 1 وإطلاق الشركة الإعلامية على طموحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتطوير المملكة كمركز رياضي إقليمي.

يأتي قرار الرياض بإنشاء الشركة السعودية للرياضة، التي ستديرها وزارة الرياضة، بعد نزاع استمر عامين بين المملكة و beIN، المملوكة لقطر والتي يُقدر أنها أنفقت أكثر من 15 مليار دولار لتأمين حقوق بث أفضل مباريات كرة القدم الأوروبية وغيرها من الرياضات في الشرق الأوسط.

واتهمت beIN الرياض بتأسيس شبكة تلفزيونية مقرصنة، beoutQ ، تعرض أحداثًا رياضية تمتلك القناة القطرية حقوقها الحصرية.

ونفت الرياض مزاعم beIN لكن منظمة التجارة العالمية قضت في يونيو الماضي بأن الحكومة السعودية “انتهكت” اتفاقيات التجارة الدولية بسبب تورط البلاد مع beoutQ.

وتعتبر السعودية، التي كانت في طليعة الحظر الإقليمي المفروض على قطر، هي أكبر دولة في الخليج من حيث عدد السكان ويعتقد أنها أكبر سوق في المنطقة لبث الرياضة.

وكان الخلاف بين الرياض والدوحة أحد الأسباب وراء فشل محاولة السعودية شراء نادي كرة القدم الانجليزي نيوكاسل يونايتد، بقيمة 300 مليون جنيه استرليني كما يمكن أن يقوض المحاولات السعودية لشراء حقوق البث.

وقال الأمير عبد العزيز إن الشركة السعودية للرياضة لن تتقدم للحصول على حقوق البث التلفزيوني للشرق الأوسط، كما فعلت beIN، لكنها ستركز فقط على تقديم خدماتها داخل المملكة.

وأضاف أن الكيان في البداية سيركز على إدارة حقوق البث الحالية في المملكة، والتي تشمل الفورمولا 1، ورالي باريس داكار، وهو سباق للسيارات أقيم في المملكة لأول مرة هذا العام، بالإضافة لكأس السوبر لكرة القدم الإسبانية والإيطالية، واللذان ستستضيفهما المملكة أيضًا.

وقالت شبكة beIN الشهر الماضي إنها لن تجدد حقوقها في بث الدوري الألماني، موضحة أن “القرصنة شلت السوق”، وbeIN محظورة في المملكة والطريقة الوحيدة للسعوديين لمشاهدة المباريات المتميزة لكرة القدم الأوروبية هي من خلال خدمات البث المقرصنة.

وقال وزير الرياضة إن الرياض قد اتصل بها “عدد من دوريات كرة القدم” لكنها لم تتوصل إلى “اتفاق ملموس”، مضيفا أنهم اقتربوا من الاتفاق مع الدوري الألماني، ونفى أشخاص مقربون من الدوري الألماني هذا التأكيد في السابق، قائلين إن الدوري اتصل به ممثل عن الدولة السعودية، “قلنا إننا غير مهتمين”.

وقال الأمير عبد العزيز “الهدف الرئيسي هو إدارة حقوق البث التي لدينا، إذا توصلنا إلى اتفاق مع أي من البطولات، أو وجدنا شهية لذلك، فسننظر في الأمر بالتأكيد “.

ونفى الوزير المخاوف من أن مزاعم القرصنة ستعيق قدرة الرياض على تأمين حقوق البث، وأصر على أن الحكومة تصدت للقرصنة. وأضاف: “عندما نشرح لهم (دوريات كرة القدم) هذا، فهم يفهمونه”.

واعترف بأن الغاء عقود الشرق الأوسط لتمكين المملكة من تأمين حقوق البث للمملكة فقط قد يكون مشكلة، لكنه قال: “السعودية تمل جزءًا كبيرًا من السوق”.

يُنظر إلى تطوير صناعة الرياضة على أنه جزء لا يتجزأ من خطط الأمير محمد لتوفير المزيد من خيارات الترفيه للشباب في المملكة في وقت يقود فيه ولي العهد حيث يقود خطة “رؤية 2030” لتحديث الدولة المحافظة.
وتسعى المملكة أيضًا لاستضافة بطولة كرة القدم الآسيوية في عام 2027 وبطولة ألعاب القوى في الألعاب الآسيوية في عام 2030.
“هناك الكثير من الملاحظات بشأن هذا، ولكن إذا استطعنا إظهار أنه يمكننا القيام بشيء قوي على مستوى القارة، فهذا سيعطينا فرصة أقوى في المستقبل ربما لتقديم عرض إما لكأس العالم لكرة القدم أو الأولمبياد”، بحسب الأمير عبدالعزيز.

وأضاف: “كل شيء مفتوح، تتم مناقشة الكثير من الأشياء.”

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا