تتصرف الحكومات بشكل سيئ وسط تزايد صعود الشعوبيين والسلطويين الذين ينتهكون القواعد والعلاقات الدولية المتدهورة، إذ يشكلون بعض أكبر المخاطر على الاقتصاد العالمى فى عام 2019.
وذكرت وحدة «بلومبرج إيكونوميكس» أن العام المقبل لن يحقق على الأرجح نهاية الدورة.. لكن المخاطر آخذة فى النمو وهناك حاجة إلى مصادر جديدة للوقود. وسلّطت وكالة أنباء «بلومبرج» الضوء على بعض القضايا السياسية التى يمكن أن تعيق النمو فى 2019.
أولاً: الحروب التجارية
قالت الوكالة الأمريكية إن الشىء الوحيد الذى يتفق عليه الديمقراطيون والجمهوريون يتمثل فى أن نهوض الصين يشكل تحديًا للولايات المتحدة.
وتشمل المخاطر من الصين، تهديدات لسلسلة التوريد التكنولوجية، وتوسع دور بكين العسكرى وجهود البلاد لتقويض العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية وفقًا للجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والصين، وهو تقرير سنوى تصدره لجنة من أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهورى والديمقراطي.
وعلى الجانب الآخر من المحيط الهادئ، يعزز الرئيس الصينى صعود بكين كقوة عالمية.. ولذلك يبدو أن الخطر الأكبر الذى يهدد الاقتصاد العالمى لا يزال يتمثل فى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ورغم الهدنة التجارية التى تم التوصل إليها أثناء اجتماعات «مجموعة العشرين»، فإن الخلاف يمكن أن يمثل المراحل الأولى لحرب باردة اقتصادية مطولة.
واوضحت الوكالة الأمريكية، أنه إذا تابع الرئيس دونالد ترامب، التهديدات بفرض الرسوم على جميع الواردات من الصين، فقد قدرت وحدة «بلومبرج إكونوميكس» أن معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى فى الصين عام 2019، سينخفض بنسبة 1.5 نقطة مئوية.. وهذا من شأنه أن يدفع النمو نحو تسجيل نسبة %5 رغم أن الاستجابة السياسية الرئيسية من جانب الصين ستخفف من هذه الضربة.
ثانياً: إيطاليا
تخوض الحكومة الإيطالية صراعا مع الاتحاد الأوروبى بشأن فاتورة الإنفاق المخطط لها ما أثار مخاوف المستثمرين وسلطات الكتلة الموحدة.
وأشارت الوكالة، إلى أنه فى العام المقبل يمكن أن يفقد الاتحاد الأوروبى القدرة على فرض انضباط الميزانية على الدول الأعضاء.
وقالت المفوضية الأوروبية، فى استعراضها السنوى لخطط إنفاق دول منطقة اليورو أن ميزانية إيطاليا «خطيرة» بشكل خاص بسبب عدم امتثالها لحدود الاتحاد الأوروبى.
وأوضحت الوكالة أن هذه التوترات بين شركاء الائتلاف الحاكم والمتمثل فى حركة الخمس نجوم المناهضة للاتحاد والرابطة المناهضة للهجرة يمكن أن تؤدى إلى انهيار التحالف قبل أو بعد انتخابات البرلمان الأوروبى فى مايو المقبل، مما سيغرق إيطاليا فى نوبة أخرى من الفوضى السياسية.
وحتى لو استمرت الحكومة فقد تتعرض إيطاليا لضغوط فى الأسواق المالية حيث بلغ العائد على السندات أجل 10 سنوات أعلى مستوياته فى أكثر من أربع سنوات.
ثالثاً: خروج بريطانيا
طغى المشهد السياسى البريطانى بشأن خروجها من الاتحاد الأوروبى على الساحة العالمية مع عدم وجود توافق فى الآراء حول كيفية تحقيق صفقة معتدلى بين الجانبين فى نهاية المطاف.
وفى خضم الحالة المتقلبة لا يزال خطر تغيير رئيس الوزراء أو الحكومة مرتفعاً وسط توقعات، بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى دون التوصل إلى اتفاق سيخفض إجمالى الناتج المحلى البريطانى بنسبة %7 تقريبًا بحلول 2030.
واوضحت وحدة «بلومبرج إكونومكس» أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى الذى ينطوى على بقاء المملكة المتحدة جزءًا من اتحاد جمركى مع الاتحاد الأوروبى سيشمل ضربة قوية للاقتصاد ومن المحتمل أن يكون الناتج أقل بنسبة %3 بحلول عام 2030 فى ظل هذا السيناريو.
رابعاً: هيمنة الديمقراطيين على مجلس النواب الأمريكى
يمكن أن تؤدى سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب فى الولايات المتحدة إلى تعطيل جدول أعمال الرئيس دونالد ترامب ، مما يفتح الطريق أمام إجراء تحقيقات غير مقيدة فى إدارته وحملته الرئاسية وإمبراطورية أعمال عائلته.
ورغم التخفيضات الضريبية الإضافية وزيادة الإنفاق على البنية التحتية والاستعداد لنوبات دورية من المعاناة هناك عامين من الجمود السياسي.
وأشارت الوكالة إلى أن البيت الذى يسيطر عليه الديمقراطيون قد يبذل جهداً لتوجيه الاتهامات إلى ترامب، ومصير الرئيس النهائى سوف يقع على عاتق مجلس الشيوخ الذى يهيمن عليه الجمهوريون.
خامساً: الانتخابات
فى العام المقبل ستشهد العديد من الاقتصادات الناشئة الانتخابات الرئيسية.. الأمر الذى له أثار بعيدة المدى على موقفها السياسى واستقرار الاسواق.
ومن بين الذين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع دول على رأسها الأرجنتين والهند وإندونيسيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا إلى جانب بعض الاقتصادات المتقدمة الرئيسية مثل كندا وأستراليا.
سادساً: البترول
دفعت سلسلة خسائر البترول سياسة الشرق الأوسط مرة أخرى نحو دائرة الضوء حيث ستكون العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران أساسية وكذلك اتجاه منظمة « أوبك» وحلفاؤها بشأن أى تخفيضات فى الإنتاج.
أوضحت الوكالة اﻷمريكية أن علاقات الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية ستكون أيضا تحت المراقبة.
سابعاً: الممرات المائية فى آسيا
ذكرت «بلومبرج» أنه رغم وقف كوريا الشمالية للاستفزازات ومتابعة الدبلوماسية إلا أن الممرات المائية فى شرق آسيا يمكن أن تكون أكبر نقطة تهدد المنطقة العام المقبل.
يأتى ذلك فى الوقت الذى عززت فيه الولايات المتحدة الدعم لتايوان وخططت لتكثيف تدريبات البحرية والملاحية فى بحر الصين الجنوبى مما يزيد من مخاطر سوء فهم الصين الذى يعد بحرها الشرقى مصدر قلق دائم.
ثامناً: «البجعة السوداء» أو تداعيات الأحداث غير المتوقعة
قال روبن نيبلت، مدير «تشاتام هاوس» فى مقابلة مع الوكالة الامريكية إن أكبر المخطر بالنسبة له هو الهجمات الارهابية المتوحشة.
وأضاف نيبلت، أن أى هجوم يمكن أن يتخذ أى شكل بما فى ذلك الإنترنت مع التأثير على العواقب بالنسبة للاقتصاد العالمى، قد يؤدى إلى حادث كبير إلى إثارة رد فعل عنيف من جانب الحكومات.
وكشفت البيانات أنه رغم وجود 10.900 هجوم إرهابى فى عام 2017 مما أسفر عن مقتل أكثر من 26.400 شخص.. إلا أن عدد الهجمات تراجع للسنة الثالثة على التوالى.
المصدر: جريدة البورصة
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا