قالت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية الإثيوبية إن هطول الأمطار فوق المعتاد والمعتدل المتوقع لهذا الصيف سيخلق ظروفا مواتية للأنشطة الزراعية في معظم أنحاء إثيوبيا وملء سد النهضة.
وتعترض السودان ومصر على الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق ملزم يضمن حقوق جميع الأطراف، خاصة في ظل سنوات الجفاف.
وتتنبأ وكالة الأرصاد الجوية الإثيوبية بالظروف المناخية وموسم الأمطار الرئيسي في الصيف عبر إثيوبيا وتركز على توقعات هطول الأمطار جنبًا إلى جنب مع الآثار الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بها.
وقال المدير العام للوكالة الوطنية للأرصاد الجوية، فطيني تيشوم: “هطول الأمطار الغزيرة يمثل فرصة مواتية للمرحلة الثانية من ملء سد النهضة وأنشطة البصمة الخضراء والتنمية الزراعية”.
من جانبه قال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي: “بالنظر إلى التوقعات الخاصة بأمطار الصيف لهذا العام، فإن هطول الأمطار كبير وسيكون له معنى فريد حيث تستعد بلادنا لإكمال المرحلة الثانية من ملء سد النهضة”.
وتوقعت الوكالة أكثر من 1000 ملليلتر من الأمطار بين يونيو وسبتمبر، إذ من المتوقع أن يتلقى الشمال الغربي والغرب والجنوب الغربي وأجزاء من وسط إثيوبيا أمطارًا عادية وفوق المعتاد.
واعتبرت الوكالة أن وجود الأمطار الغزيرة فرصة مواتية للتنمية الزراعية وملء السدود الكهرومائية في إثيوبيا، وأشارت الوكالة إلى أنه من المتوقع أن تشهد معظم أجزاء غرب إثيوبيا هطول أمطار أعلى من المعتاد في الفترة من يونيو إلى سبتمبر المقبل، بينما من المتوقع أن تهطل الأمطار بشكل طبيعي في معظم أنحاء شرق إثيوبيا.
هل بدأت إثيوبيا في ملء سد النهضة؟
قال رئيس وفد التفاوض السوداني في ملف سد النهضة، مصطفى حسين الزبير، أمس، إن إثيوبيا بدأت فعليًا في إجراءات الملء الثاني للسد دون التوصل لاتفاق مما يشكل أول مخالفة.
وتوقع أن يكتمل الملء الثاني نهائيًا في يوليو وأغسطس المقبلين، وكشف الزبير عن تحركات إفريقية وعربية ودولية لإرسال رسائل بأن الملء الثاني بدأ فعليًا دون وجود إشارات لمنع إثيوبيا من المضي قدمًا في الملء دون اتفاق، وفقًا لقناة “العربية”.
وقال الزبير إن إثيوبيا لن توقع على أي اتفاق حول الملء الثاني، نتيجة أوضاعها الداخلية المتعلقة بالانتخابات والحرب في إقليم تيجراي، مضيفًا: “لابد من وجود ضمانات دولية في التفاوض بسبب التعنت الإثيوبي”.
يأتي ذلك فيما أكدت الخارجية الإثيوبية مجددًا، في وقت سابق أمس، أن الملء الثاني لسد النهضة سيكون في موعده المقرر، والموعد الذي أعلنته إثيوبيا للملء الثاني هو شهر يوليو، غير أن مصر والسودان يطالبان بضرورة توقيع اتفاق قانوني ملزم قبل هذه الخطوة.
وتوقعت الخارجية الإثيوبية “استئناف المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة قريبًا”. وقالت، أيضًا، إنها لا ترغب في “تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة”، التي أعلنت التزامها مؤخرا بضمان الأمن المائي المصري.
من جانبها حذرت السودان من آثار سلبية على سدودها حال عدم توقيع اتفاق قانوني حول سد النهضة تلتزم به كافة الأطراف. وعينت واشنطن، السفير جيفري فيلتمان، مبعوثًا إفريقيًا، وكلفته بمعالجة أزمة سد النهضة، وقام المبعوث بجولات في المنطقة، واستمع لكل الأطراف، ولكنه لم يقدم مبادرة بعد.
لاحقا نفت إثيوبيا بدء المرحلة الثانية من ملء سد النهضة بعد التحذيرات السودانية.
تصريحات متضاربة
وشهدت عملية الملء الأول لسد النهضة العام الماضي تصريحات متضاربة من المسئولين الإثيوبيين تارة بالنفي وأخرى بالتأكيد، حتى أتمت الملء ما أثار حفيظة الإدارة المصرية على الخطوة الإثيوبية المنفردة، وهو ما يثير شكوك في مدى دقة التصريحات الرسمية الإثيوبية والتي استغلتها العام الماضي لفرض الأمر الملء على دولتي المصب.
وتأثرت السودان العام الماضي بعملية الملء فيما سمته وزيرة الخارجية السودانية بـ”أسبوع العطش” بسبب انخفاض مناسيب المياه وفشل السودان في ضخ المياه في العديد من المناطق، بينما استطاعت مصر امتصاص صدمة الملء الأول معتمدة على مخزونها المائي في بحيرة ناصر خلف السد العالي.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
