ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الإثنين، متجهة صوب أكبر قفزة شهرية لها منذ يوليو 2020، بدعم من تراجع الدولار وعوائد السندات، فضلا عن تنامي الضغوط التضخمية التي تعزز الطلب على المعدن، بحسب رويترز.
وصعد السعر الفوري للذهب بنحو 0.1%، ليصل إلى 1905.14 دولار للأونصة، كما زادت عقود الذهب الأمريكية الآجلة بنسبة 0.2% لتسجل 1908.80 دولار.
وصعدت الأسعار الفورية بنحو 7.7% خلال شهر مايو الجاري.
مخاوف التضخم وتراجع الدولار
وقال العضو المنتدى لدى “إس.بي.آي” لإدارة الأصول، ستيفن إينس: “الذهب يستمد القوة من مخاوف التضخم وبعض الميل في العوائد”.
وأضاف: “الدولار على ضعفه، وهذا داعم للغاية، المراهنون على صعود الذهب أعينهم الآن على 2000 دولار، ومعظمهم يتوقع أن يرتفع أكثر”.
وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% مقابل العملات المنافسة، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى نحو 1.6% يوم الجمعة.
وصعد البلاديوم 0.4% إلى 2837.38 دولار للأونصة، لكنه بصدد أول انخفاض شهري له في أربعة أشهر.
وعزز البلاتين من مكاسبه بنحو 0.4%، مسجلا 1181.76 دولار.
وارتفعت الفضة 0.1% لتصل إلى 27.91 دولار للأونصة، متجهة لتحقيق أكبر مكاسبها الشهرية منذ ديسمبر الماضي.
وأسهمت عمليات الإغلاق في الهند الناجمة عن أكبر موجة من فيروس كورونا في البلاد حتى الآن، إلى جانب قفزة في الأسعار المحلية، إلى إعاقة سوق الذهب العالمي.
ويُعتبر الذهب أداة تحوط لمواجهة التضخم، الذي قد يعقب تدابير التحفيز، لكن ارتفاع عوائد الخزانة محا بعض جاذبية المعدن الذي أصبحت عوائده هامشية جدا هذا العام.
عوامل رسم حركة سعر الذهب
وهناك 5 عوامل يمكنها المساهمة في رسم ملامح حركة سعر الذهب خلال النصف الثاني من 2021، لعل أبرزها استمرار التطعيم ضد فيروس كورونا وما له من انعكاسات على مؤشرات الاقتصاد العالمي، وإذا نجحت اللقاحات في الحد من الإصابات وعادت الأنشطة الاقتصادية لطبيعتها، فإن سعر الذهب مرشح للتراجع وبقوة خلال الأشهر الستة المقبلة عالمياً وبالسوق المحلي.
العامل الثاني الذي يساهم في رسم ملامح حركة أسعار الذهب عالمياً ومحليا، هو عائد السندات الأمريكية الذي شهد هبوطا واضحا خلال شهر مايو الجاري نزولا إلى 1.6% للسندات آجال 10 سنوات، وهذا ساهم وبقوة في ارتفاعات أسعار الذهب بأكثر من 100 دولار عالمياً خلال شهر تقريباً، لكن إذا حدثت ارتفاعات مستقبلية بعائد السندات فإن سيناريو هبوط الذهب سيكون هو الأقوى.
ارتباط الذهب بحركة الدولار
ويعتبر الدولار هو أحد أبرز العوامل التي يتم النظر إليها عند قراءة حركة مؤشر الذهب، حيث شهدنا خلال الفترة الماضية نزول الذهب بصورة ملحوظة بسبب بيانات اقتصادية أمريكية سيئة حول التوظيف في القطاع الزراعي، وكذلك حدوث ارتفاع في التضخم لمستويات 4.6% خلال أبريل الماضي، وهذا يساهم في ارتفاع الذهب، لكن في حالة أن شهدنا الفترة القادمة إعلان انتعاش التوظيف وحدوث تراجع في التضخم فإن هذا سيدعم هبوط الذهب.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا