بات السفر إلى الفضاء وكأنه شئ اعتيادي يتجه إليه أثرياء العالم في نوع من أنواع سياحة الترفيه، بما جذب أنظار بعض الشركات إلى الاستثمار فيه، ما يجعل الأمر أشبه بثورة سياحية جديدة تنطلق في أنحاء العالم يقودها الملياديرات فقط.
وانطلق قبل أيام جيف بيزوس، أغنى شخص في العالم، في رحلة إلى الفضاء على متن مركبة الإطلاق نيو شيبرد التابعة لشركته بلو أوريجين إيذانا ببدء حقبة جديدة من الرحلات الفضائية الخاصة.
قبلها كانت رحلة “فيرجن جالاكتيك” الفضائية وعلى متنها مؤسس الشركة المياردير ريتشارد برانسون، إيذانا ببدء الرحلات السياحية إلى الفضاء.
وتعتزم “فيرجن جالاكتيك” سعيًا منها لتعميم التجربة إطلاق رحلتين تجريبيتين إضافيتين خلال الأشهر المقبلة، قبل بدء التشغيل التجاري في عم 2022.
يتزامن مع ذلك إعلان إيلون ماسك مؤسس شركة “سبيس إكس” نيته السفر إلى الفضاء أيضا.
ويملتك موسك شركة للفضاء، وحجز مقعدا فى إحدى رحلات برانسون القادمة للفضاء، ولكن لم يتم تحديد موعد للرحلة.
ولن يكون بيزوس وبرانسون أول من سافر إلى الفضاء من أصحاب المليارات، فقد سبقهما الأميركي تشارلز سيموني ومن ثم مؤسس سيرك دو سوليي الكندي غي لاليبرتيه، اللذان أمضيا أياماً عدة في محطة الفضاء الدولية في عامي 2007 و2009 على التوالي، بعدما انطلقا بواسطة صاروخ سويوز الروسي، لكن بيزوس وبرانسون هما أول من ينطلق في مركبة طورتها شركتهما الخاصة.
250 ألف دولار سعر تذكرة الرحلة
وحددت شركة “فيرجن غالاكتيك” سعر تذكرة رحلة الفضاء لتبلغ 250 ألف دولار، وجمعت الشركة 80 مليون دولار من المبيعات والودائع في شكل حجوزات.
سيكون أثناء الرحلة مجموعة من البرامج، وفق ما أعلنه برانسون بعد عودته من الرحلة، وتشمل كل رحلة فضائية 4 دقائق من تجربة انعدام الجاذبية.
استغرق الوصول إلى هذه الرحلة القصيرة أكثر من عقدين من الزمن، حيث أسس برانسون شركة “فيرجن غالاكتيك” في 2004 بهدف إنشاء مركبة فضائية مجنحة قادرة على استيعاب ما يصل إلى 8 أشخاص، بما في ذلك طياران و6 ركاب.
البعض يخطط المكوث أعوامًا.. والشركات تبحث الاستثمار بالفضاء
ومن الواضح أن الرحلات إلى الفضاء لن تقتصر على زيارات مؤقتة تستغرق دقائق فقط بحسب ما يتوقعه البعض، ولكن هناك خطط للمكوث فيها لأعوام، حيث تناقش بعض الشركات مع الحكومات كيفية تطوير الأعمال التجارية إلى القمر وتعزيز الاستثمار في المشروعات الفضائية.
بيزوس: “سنعود إلى القمر لنبقي”
في إشارة توضح مستقبل رحلات الفضاء مقولة بيزوس: “سوف نعود إلى القمر مرة ثانية، لكن هذه المرة لنبقى”.
وعلى جانب آخر، وجهت شركات يابانية رسالة إلى الحكومة تقضي بحاجة اليابان إلى أخذ مسألة تطوير الأعمال التجارية للقمر على محمل الجد، لكي تظل قادرة على التنافس في اقتصاد الفضاء الناشئ.
ومن بين تلك الشركات، “سوني” وكبرى المؤسسات التجارية ومصنع شهير للنودلز سريعة التحضير، وبحسب بلومبرج.
تضمنت الرسالة التي قدمها مجلس رؤية صناعة القمر، على ضرورة توثيق التعاون بين الدولة والقطاع الخاص، وتقديم الحوافز لتعزيز الاستثمار في المشاريع الفضائية، ووضع لوائح مفصلة لاستغلال الموارد المتواجدة خارج كوكب الأرض، وزيادة وصول الشركات إلى البعثات القمرية.
وهناك دول عديدة وضعت إطارًا قانونياً للنشاط التجاري في الفضاء، وتشمل اليابان والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ولوكسمبورغ.
وسيصبح القمر، وكذلك المنطقة الواقعة بين الأرض والقمر المعروفة باسم الفضاء القمري، خط المواجهة لبناء نظام بيئي فضائي جديد، ويجب أن تبدأ أنشطة استكشاف القمر التي تُركّز على التصنيع القمري من الآن فصاعداً، وذلك وفق مجلس رؤية صناعة القمر.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا