ملفات

“ذا إيكونوميست”: مخاطر “الرجل الرئيسى” تزداد فى الشركات التكنولوجية الصينية

الصين

انتشرت مزحة ساخرة عبر شبكات الإنترنت فى الصين، مفادها أن مؤسسى أبرز 3 شركات تكنولوجية فى البلاد، مؤسس «على بابا» جاك ما، ومؤسس «تينسنت» بونى ما، ومؤسس «بايدو» روبين لى، يذهبون للتنزه، ولكن إذا غرق أحدهم، كيف سيكون رد فعل أسهمهم، فإذا كان الشخص الغارق هو جاك ما، فإن أسهمه ستنخفض، وإذا كان بونى ما فلن تتأثر أسهمه على الإطلاق، أما إذا كان هذا الشخص الغارق روبين لى فسترتفع أسهمه.
وذكرت مجلة «ذا إيكونوميست» البريطانية أن هذه المزحة تعد مؤشراً صغيراً على كيفية نظر المواطنين لأصحاب المشاريع فى الصين الذين تحولوا إلى مليارديرات ورموز صاعدة عبر الإنترنت، فهم ينشرون مجموعات من الخطابات والكتابات، مثل «الثورة الفكرية» التى نشرها روبين لى و»الصين فى متناول يدك» التى نشرها بونى ما، بجانب الإعلانات المختلفة حول كيفية النجاح التى يتم تخليدها فيىشكل مقتبسات.
وفى الآونة الأخيرة، قدم نجوم الشركات الصينية المزيد من التصريحات لجماهير وسائل الإعلام الاجتماعية.
وأثبتت المزحة صحتها جزئياً عن جاك ما، فقد أفاد تقرير أنه سيتقاعد بشكل مفاجئ، لتوضح الشركة فى وقت لاحق أن «ما» سيتنحى عن منصبه كرئيس لشركة «على بابا» فى غضون عام، ما أدى إلى انخفاض سعر سهم الشركة بنسبة %3.7.
وأوضحت المجلة البريطانية أن جاك ما يعتزم التركيز على اﻷعمال الخيرية، لذا قرر تسليم منصبه إلى دانيال تشانغ، الذى يفتقر إلى نجومية «ما»، ولكنه مدير تنفيذى بارع تولى شئون العملاق الصينى «على بابا» منذ عام 2015، وتوجد أيضاً الأحداث فى «جيه دى دوت كوم»، المنافس القوى لـ«على بابا» فى التجارة الإلكترونية، ففى بداية سبتمبر الماضى ألقى القبض على مؤسسها ورئيسها التنفيذى ريتشارد ليو لفترة وجيزة فى ولاية مينيسوتا الأمريكية بتهمة الاغتصاب، وتعممت القضية وتبادل مستخدمو الإنترنت الصينيون المعلومات حول تفاصيل العملية القانونية الأمريكية.
وخلال يومين من تداول اﻷخبار، تراجعت أسهم شركة «جيه دى دوت كوم» بنسبة %16، لتسجل الشركة أكبر انخفاض منذ تسجيلها بمؤشر ناسداك الأمريكى فى عام 2014، وخسرت الشركة 7.2 مليار دولار من القيمة السوقية، وأوضحت «ذا إيكونوميست» أن هذين الحدثين يركزان على مشكلة شائكة طويلة الأمد فى إدارة الشركات الصينية، وهى «مخاطر الرجل اﻷساسى».
وقال جيمى ألين، من الرابطة الآسيوية لحوكمة الشركات فى هونج كونج، إن زعماء التكنولوجيا الأقوياء يمثلون مشكلة فى كل مكان، ولكن الإجراءات القانونية غير المبررة فى الصين تجعل الأمور أسوأ بكثير، حيث يستخدم أبطال الصين العالميون هياكل رقابية تم تشييدها لضمان احتفاظ مؤسس الشركة بحصنه، وهو ما يثير الانتقادات داخل وخارج البلاد.، وتعد «جيه دى دوت كوم» سيئة للغاية، فعقد تأسيسها ينص على عجز مجلس إدارتها عن مباشرة أعماله بفعالية وبشكل قانونى دون ليو، حتى لو ألقى القبض عليه فى مكان ما، وهو هيكل غير عادى ليس فى الصين فقط، بل فى أى مكان، وفقاً لما قاله ألين.


ومثل العديد من الشركات الصينية الأخرى المدرجة فى المؤشر اﻷمريكى، تمتلك «جيه دى دوت كوم» هيكل حصص ازدواجى للأسهم، الذى يسمح للمؤسسين بامتلاك فئة خاصة من الأسهم ذات حقوق تصويت متفوقة، وحدد «جيه دى دوت كوم» نسبة التصويت مزدوج الترجيح فى السهم الواحد عند 20 صوتاً، رغم أنها عادة ما تعادل النصف.
وكانت النتيجة تتمثل فى قدرة ليو على التحكم بـ4 أخماس حقوق تصويت «جيه دى دوت كوم»، رغم أنه يمتلك أقل من 5 الأسهم، بالإضافة إلى ذلك، كانت أخبار اعتقال ليو بمثابة تذكير بعدم امتلاك الكثير من عمالقة التكنولوجيا الصينيين لخطط خلافة واضحة، فلا يدرك أحداً من هو الشخص الثانى فى القيادة بالتحديد.
ويتوقع لين يو هسين، الخبير بقانون الشركات فى هونج كونج، ارتفاع مخاطر الرجل اﻷساسى فى الـ15 عاماً المقبلة، خاصة أن مؤسسى شركات التكنولوجيا، ممن فى الأربعينيات والخمسينيات من عمرهم حالياً، يقتربون من سن التقاعد، ومن هذا المنطلق، تعامل «جاك ما» مع مرحلته الانتقالية بكل ثقة، ليوضح دنكان كلارك، مؤلف كتاب «على بابا.. البيت الذى بناه جاك ما»، إن «على بابا» ترغب فى الظهور بشكل مختلف فى مرحلة مبكرة، حتى تبقى لمدة 102 عام على اﻷقل، فهى خططت لبناء ثقافة لا تعتمد على المؤسس، وهو ما استطاعت تحقيقه بشكل
جزئى.
بالإضافة إلى ذلك، قلص جاك ما دوره فى الكيانات ذات الحصة المتغيرة، وهى أداة قانونية محبوبة لدى شركات التكنولوجيا فى الصين، ولا تسمح شركات التكنولوجيا الصينية للكيانات الأجنبية بامتلاك الأصول الحساسة مثل التراخيص الحكومية، وبالتالى حصرتهم «على بابا»، مثل غيرها، فى تلك الكيانات التى يمتلكها أشخاص فى الصين والتى تسلم السيطرة على هذه الأصول إلى الشركة الأم القابضة الدولية، ويمتلك جاك ما 4 من أصل 5 كيانات ذات حصة متغيرة مملوكة للشركة، ولكن العام المقبل سوف تمتلك شركتين قابضتين تابعين لـ»على بابا» جميع تلك الكيانات، وبالتأكيد سيمتلك الشركات الفابضة كبار الموظفين فى «على بابا».
ومع ذلك، لا تعد «على بابا» شركة مثالية، وجاك ما سيبقى عضواً دائماً فى شراكة «على بابا»، التى تركز على التحكم بالشركة فى نادى يضم 36 من كبار الموظفين، ولكن مصرف «جيفريز إنترناشيونال» يتوقع احتفاظ «ما» بدور مؤثر فى ثقافة الشركة ونظامها الإيكولوجى، ويقول الخبراء فى حوكمة الشركات إن «تينيسنت» هى الأفضل بين الثلاثة من حيث هيكلتها، ورغم أنها تمتلك أيضاً كيانات ذات حصة متغيرة، فإنها منذ أن تم إدراجها فى بورصة هونج كونج تعتمد نظام صوت لكل سهم.

المصدر: جريدة البورصة

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

البنك الأهلي يستحوذ على 24% من رأسمال “هايد بارك” العقارية

استحوذ البنك الأهلي المصري على حصة البنك العقاري المصري العربي...

منطقة إعلانية