يقلل المستثمرون من مخاطر آثار اقتراب نهاية التحفيز الضخم للبنوك المركزية على أسعار الذهب، وبشكل عام حقق الذهب مكاسب جيدة العام الماضي وخاصة بدعم من المخاوف العالمية من تفشي وباء كورونا ورغبة المستثمرين في ضخ أموالهم في أصل ذو ثقة عالمية وسط الضباب.
ارتفعت أوقية الذهب بنحو 21.6% العام الماضي، وسجلت قمة قياسية في بدايات أغسطس بـ2075.5 دولار، لكنها هدأت من مكاسبها مع توصل العلماء للقاح لفيروس كورونا.
في كل الأحوال يظل الذهب مخزنا للقيمة ومصدرا للثقة عندما ينتشر الضباب.
قال دييجو باريللا، الذي يدير صندوق “كوادريجا إجنيو” (Quadriga Igneo) بقيمة 250 مليون دولار، والذي توقع أن يسجل الذهب مستويات قياسية العام الماضي، إنه لا يوجد وعي كبير بالضرر طويل الأجل الذي تسببت به السياسة النقدية والسياسات المالية شديدة التيسير.
ويرى باريللا أن سياسات البنوك المركزية بخفض أسعار الفائدة خلقت بشكل فقاعات أصول أكبر من أن تنفجر، وهو ما يصعب على البنوك المركزية بشدة تطبيع سياساتها دون المخاطرة بانهيار الفقاعات.
باريللا، المقيم في مدريد، صحت توقعاته في 2016 إن الذهب سيصل إلى مستوى قياسي خلال 5 سنوات، قال إن “عملية التخفيف سياسة الاحتياطي الفيدرالي لشراء الأصول ستكون بطيئة جدا، وأعتقد أن دوافع قوة الذهب لم تبق فحسب بل ازدادت قوة”.
وقال مدير الصندوق إنه يتمسك برأيه بأن أوقية الذهب يمكن أن ترتفع إلى ما بين 3000 و5000 دولار للأونصة خلال 3 إلى 5 سنوات المقبلة.
اكتسب الذهب زخما جديدا في الأسابيع الماضية ليتداول حول سعر 1800 دولارا للأونصة، بعدما انخفض لأقل من 1700 دولارا في أبريل.
تعثر الذهب بعد التحول القوي في رؤية الفيدرالي في يونيو عندما سرّع المسئولون جدولهم الزمني لتشديد السياسة عن طريق العودة لرفع الفائدة، وقالوا إنهم قد يبدؤون في مناقشة خفض مشتريات السندات تدريجيا.
وارتفعت سندات الخزانة منذ نهاية مارس حتى مع تسارع التضخم، ما دفع عائدات أجل 10 سنوات إلى مستوى قياسي منخفض، وهو ما يزيد عادة من جاذبية حيازة السبائك التي ليس عليها فائدة، إلا أن الأسعار لازالت أدنى بكثير من ذروة العام الماضي.
وقال باريلا، الذي عمل سابقاً في “غولدمان ساكس جروب”، و”بنك أوف أمريكا” ولديه خبرة 25 عاماً في تداول المعادن النفيسة، إن الذهب منفصل عن بعض التحركات في سندات الخزانة والعائدات الحقيقية لكن يمكن أن يحصل على دفعة في حال حدوث تجنب كبير للمخاطر ومن شأنه أن يظهر أن البنوك المركزية ليست مسيطرة كما يعتقد الناس.
توقعات معاكسة
يتوقع معظم المحللين أن يتراجع الذهب تدريجياً خلال السنوات القليلة المقبلة، وقال استراتيجيون في “يو بي إس”، بمن فيهم واين جوردون وجيوفاني ستونوفو، في مذكرة إن التعافي بعد الوباء وتخفيف الفيدرالي مشترياته وقوة الدولار ستضغط على المعدن الأصفر الذي سينخفض إلى 1700 دولار للأوقية بحلول نهاية العام، ثم يواصل الهبوط في 2022.
وقال باريللا إن أداء صندوق “كوادريجا إجنيو”، الذي تم إطلاقه في 2018، عانى مؤخراً بسبب استراتيجيته القائمة على الشراء طويل الأجل في الذهب وقطاع التأمين وقصيره مع الأسهم، لكنه لا يزال مستقرا نتيجة بعض التدفقات الداخلة من العملاء، وقال إن مديري الصندوق ما زالوا يركزون على مهامهم ولا يرون شيئا يضعف وجهة نظرهم الأساسية.
ويرى باريللا أن طبع الأموال من قبل البنوك المركزية لا يحل المشكلة فعليا، وإنما يؤخرها، وهو ما سيدعم الذهب الذي لا يمكن طباعته أو التحكم في كميته لدى صناع السياسات.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا