أخبار

100 مليون جنيه وفرتها مصر بإنجازاتها في أوليمبياد طوكيو.. صدفة أم تخطيط؟

أوليمبياد طوكيو

تحليل: عبد الرحمن الشويخ

إنجازات مصر تعادل 380 مليون جنيها

100 مليون جنيه وفرتها مصر.. صدفة أم تخطيط

باريس 2024 والتحدي الأكبر

خرجت مصر من مشاركاتها في أوليمبياد طوكيو 2020، بانجازات تعد الأفضل في تاريخها الأولمبي بعدما حصدت 6 ميداليات متنوعة في أربع ألعاب وهي: التايكوندو، الكاراتيه، المصارعة الرومانية والخماسي الحديث، بعدما كان أعلى عدد حصده الفراعنة هو 5 ميداليات في ثلاث دورات سابقة: برلين 1936 – لندن 1948 – أثينا 2004، بالإضافة لأنها سجلت أكبر بعثة في تاريخها من خلال هذه الدورة بمشاركة 134 رياضيا.

 

إنجازات مصر تعادل 380 مليون جنيها

وفقا لحوار أجراه هشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية مع جريدة الأهرام، فإن تحقيق الميدالية الأوليمية يحتاج 4 ملايين دولار لتجهيز وإعداد اللاعب أو اللاعبة، وهو ما يعني أن مصر كان من المفترض أن تنفق على الأقل 24 مليون دولار للفوز بالميداليات الست، لكن على الأرض الواقع بلغ ما أنفقته مصر 281 مليون جنيه (أقل من 18 مليون دولار) شاملة التأمين على البعثة، ونفقاتها الكاملة.

وكانت مصر قد أنفقت 196 مليون جنيه على بعثتها في أوليمبياد ريو دي جانيرو2016، ولم تحصد إلا 3 برونزيات، فيما بلغ معدل الإنفاق 100 مليون جنيه على البعثة التي شاركت في منافسات لندن 2012، وحققت 3فضيات وبرونزية.

100 مليون جنيه وفرتها مصر.. صدفة أم تخطيط

قبل نحو 15 شهرا فقط من انطلاق منافسات أوليمبياد طوكيو الذي كان مقررا في صيف 2020، وتم تأجيله لمدة عام بسبب تفشي فيروس “كورونا”، أجرينا تحقيقا عن الدعم الحكومي للاتحادات من أجل المشاركة في أوليمبياد طوكيو، حينها قال لنا شريف العريان سكرتير اللجنة الأوليمبية أن الاتحادات لم تحصل إلا على 23 مليون جنيها من أصل أكثر من 300 مليون جنيه طلبتها اللجنة ميزانية لها للإعداد للأوليمبياد، وهو ما يعني أن تأجيل الأوليمبياد بسبب “كورونا” ساهم نوعا ما في تحسين الأوضاع، وتقديم الوزارة للضخ المالي اللازم.

ومثلما كان تأجيل الأوليمبياد صدفة استفادت منها مصر، فنجاح فريال أشرف في الفوز بالميدالية الذهبية وأحمد الجندي بالفضية، كان الصدفة الأكبر بالنسبة للمسؤولين، فكلاهما لم يكن اسمه بين المرشحين للفوز بالميداليات، بل وصل الأمر حتى لتجاهلهما بين المتوقع تحقيقهم لمراكز متقدمة، وهو ما يعكس حجم المشكلة التي تعيشها الرياضة المصرية، وتوضح أن الإنجازات تتحقق بالصدفة والاجتهادات الفردية.

 

باريس 2024 والتحدي الأكبر

انتهت طوكيو، ونجحنا في تحقيق انجازات ترفع سقف الطموحات في باريس، لكن التجارب السابقة علمتنا أن كل إنجاز كبير نحققه يتبعه فشل ذريع، فبعد إنجازات أثينا 2004، والفوز بذهبية وفضية وثلاث برونزيات، عدنا من بكين 2008 ببرونزيتين فقط، لذا لابد من العمل والتخطيط مبكرا.

حكوميا، تنفذ وزارة الشباب والرياضة، مشروع البطل الأوليمبي والموهبة، في جميع محافظات الجمهورية، بواقع 11 لعبة رياضية هي المصارعة والملاكمة ورفع الأثقال والتايكوندو والجودو وألعاب القوى والأسكواش وتنس الطاولة مع الألعاب الجماعية كرة اليد وكرة السلة وكرة القدم، وذلك من خلال 282 مركزا للتدريب، وبمشاركة 2856 لاعبا ولاعبة، وجاري إداراج لعبات السلاح والكاراتيه والكرة الطائرة.

وخصصت الدولة ميزانية للمشروع قيمتها 40 مليون جنيه، بعدما كانت 34 مليون جنيه في العام المالي الماضي، بالإضافة إلى 16 مليون جنيه دعما للمشروع من القطاع الخاص.

وتقوم استراتيجية المشروع على مراحل، المرحلة الأولى مراكز الناشئين، ويتم فيها اختيار اللاعبين من سن 10 سنوات، وخلال هذه المرحلة يجري القائمون على المشروع قياسات بدينة لتحديد اللعبات التى يمكن أن يمارسها الناشئ، ويشارك فى البطولات التابعة للمناطق، لمدة عامين، وبعد ذلك يتم تصفيتهم للدخول لعامين آخرين لمراكز الواعدين، وهى التى يتم فيها تصعيد أفضل العناصر للمشاركة فى بطولات الجمهورية بالاتفاق مع الاتحادات المعنية، ومن خلال هذه المرحلة يتم الاستقرار على أفضل العناصر لضمهم للمنتخبات والدفع بهم فى البطولات القارية، ومدة هذه المرحلة عام واحد، وحال تحقيقهم أفضل النتائج ينتقلون لمرحلة النخبة، ويتم خلالها توفير معسكرات واحتكاك خارجى لهم من أجل تأهليهم للمرحلة الأخيرة وهى البطل الأوليمبى.

ويستهدف المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي بناء قاعدة من المواهب والأبطال الرياضيين لتكون القوام الاساسي للمنتخبات الوطنية بعد ٦ أعوام تدريبية يقضيها اللاعبين داخل المشروع.

وربما يكون هذا المشروع هو البداية الصحيحة للرياضة المصرية، مع الوضع في الاعتبار ضرورة الاهتمام بالبعدين الطبيعي والجغرافي، فعلى سبيل المثال هناك محافظات تشتهر وتتميز بلعبات معينة مثل كرة السلة والمصارعة في الإسكندرية، ورفع الأثقال في الإسماعيلية، والألعاب القتالية في القاهرة والدلتا، وربما تكون السمات الشخصية لأبطال ألعاب القوى متناسبة مع البيئة في الصعيد، كل هذه أمور يجب وضعها بعين الإعتبار حتى لا ندع الصدفة تتحكم في مصيرنا.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

“بولد رووتس” للتسويق العقاري تدشن أول مكتب إقليمي لها في دبي

عقدت شركة "بولد رووتس" للتسويق العقاري أولى فعالياتها في ختام...

منطقة إعلانية