حالة من الترقب تشهدها الأسواق نتيجة لما يحدث في أفغانستان، وسيطرة حركة طالبان على الدولة بشكل كامل، الأمر الذي حتم على المستثمرين متابعة هذه الأحداث عن كثب باعتبارها ضمن قائمة القضايا العالمية الجارية والأكثر أهمية.
ربما تكون هذه الأحداث لها بعض التأثير على أسواق العملات والذهب والنفط، وكذلك سندات الخزانة الأمريكية.
وثمة سيناريوهات مختلفة أشار إليها المحللون منها أن أفغانستان ستصبح أرضاً خصبة للهجمات الإرهابية الدولية مرة أخرى، لكنهم استبعدوا حدوث أي تأثيرات فورية.
يسلط ما يحدث في أفغانستان الضوء على الولايات المتحدة الأمريكية، والموقف السئ للرئيس جو بايدن، الذي قال الشهر الماضي، إن هناك فرصة ضئيلة لاجتياح طالبان للبلاد.
على صعيد الأسواق، شهد الأسهم في تعاملات الإثنين، تراجعا، قابله صعود الدولار، وسط مخاوف من أن متحول “دلتا” يبطئ التعافي من الوباء، مع أحدث موجة من التوتر الجيوسياسي، مما زاد من الحالة الحذرة.
يقول الرئيس التنفيذي لشركة Gavekal Capital “جافيكال كابيتال” لويس فينسينت غاف، إن ما يحدث في أفغانستان اليوم يضع أسئلة كثيرة حول الولايات المتحدة ودورها في العالم.
ويضيف: “إذا كان الأمر مثل “لحظة السويس” عام 1956 – في إشارة إلى الأزمة التي ميزت انحدار بريطانيا العظمى كقوة عالمية- فقد تكون هناك تداعيات بعيدة المدى”.
الدولار وسندات الخزانة الأمريكية يتراجعان.. والذهب والنفط أكثر المستفيدين
وتابع أن سقوط كابل بمثابة مؤشر هبوطي للدولار وسندات الخزانة الأمريكية، وكذلك هبوطيا للبلدان التي تستمد قوتها من مظلة الأمن الأمريكية.
على العكس من ذلك، سيكون سوق السندات الصيني وعملة الرينمينبي – عملة الجزء القاريّ من جمهورية الصين- صعودياً، حيث أن الصين هي القوة الصاعدة في آسيا.
أضاف غاف، سيكون الأمر صعودياً بالنسبة للروبل وسوق السندات في روسيا، وسيستفيد النفط كذلك، نظراً لاحتمال تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
وقال، إن الأمر سيشكل منحنى صعودياً للذهب، حيث أنه يمثل الملاذ الآمن في أوقات الصراع الجيوستراتيجي.
من جانبه، قال شين أوليفر، رئيس استراتيجية الاستثمار وكبير الاقتصاديين في AMP Capital “أيه إم بي كابيتال”، إن ذلك ربما يكون خسارة ماء الوجه للرئيس بايدن ، لكن حتى ترمب يسير في نفس المسار.
وأضاف أوليفر: “ما حدث يزيد الضغط على مساعي بايدن للحصول على أكبر قدر من برنامج الإنفاق الخاص به ليتم تمريره، للمساعدة في إبعاد التركيز عن أفغانستان”.
ضغوط كبيرة أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن
أما كبير محللي الاقتصاد الكلي في صناديق الاستثمار في نورديا، لسيباستيان جالي، يرى أن السؤال الأساسي في أفغانستان هو سوء التنفيذ وما يكشفه عن عملية اتخاذ القرار المعيبة في البيت الأبيض.
وقال: “سيظل الديمقراطيون يلتفون حول الرئيس حتى لا تكون تلك الأزمة، قضية للسياسة الداخلية”.
أما إيليا سبيفاك، رئيس قسم آسيا الكبرى لدى “ديلي إف إكس” DailyFX ، قال إن اتصالات أفغانستان بالأسواق الأوسع صغيرة إلى حد ما.
وأضاف: “سيتواجد التأثير عندما تصبح المنطقة نقطة انطلاق للإرهاب مرة أخرى”.
وتوقع، أن يتردد المستثمرون في التداول بكثافة بسبب هذا الأمر، ما لم يحدث شيء جديد في هذا الصدد.
البشر هم أكبر الصادرات من أفغانستان
وقال جيفري هالي ، كبير محللي السوق في “أواندا آسيا والباسيفيك”، إن الوجود المحدود للشركات العالمية في أفغانستان يقيد بالضرورة تأثيرها الأوسع على الأسواق.
وأضاف: “أشك بشدة في أن أي من الشركات الكبرى لديها أي عمليات على نطاق واسع هناك”.
وعلق: “للأسف، سيكون أكبر الصادرات من أفغانستان هم البشر”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا