في عام 2019، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله: “إيران قادرة على حل مشكلة الكهرباء في لبنان”، متهماً بعض السياسيين بعدم القبول بهذا الحل حتى لا يتسببوا للبلد المنهار اقتصاديا في نكد سياسي.
يعيش اللبنانيون أزمة محروقات حادة، ناتجة عن انقطاع المواد من الأسواق، وصعوبة استيرادها، بعد رفع مصرف لبنان للدعم الرسمي عنها، وعدم فتح اعتمادات كافية لتغذية حاجة السوق.
وزاد من حدة الأزمة، عجز كهرباء لبنان عن تأمين التغذية اللازمة للمناطق اللبنانية، وفرضها تقنيناً قاسياً أدى إلى اعتماد أكبر على المولدات الكهربائية الخاصة التي تعمل على مادة المازوت.
تأتي أزمة النقص الحاد في الكهرباء في الوقت الذي تكافح فيه البلاد أزمة اقتصادية طاحنة، ما اضطرها لرفع دعم الوقود الشهر الماضي.
في شهر أغسطس الماضي من العام الحالي 2021، قال الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، إن “سفينة الوقود الأولى، التي تم استيرادها من إيران، في طريقها إلى لبنان”، مؤكدا أن “هناك سفينة أخرى ستبحر خلال أيام”، وذلك لتخفيف أزمة نقص الوقود التي يعاني لبنان منها.
تابع: “الموضوع ليست سفينة أو اثنتين وهذا مسار سنواصله طالما هناك حاجة في لبنان”، مضيفا “نحن لسنا بديلًا عن الدولة ولا عن الشركات المستوردة ولا عن المحطات ولا نريد أن ننافس أحد”.
بعد أيام من هذه التصريحات، كشفت وكالة رويترز، عن وجود مباحثات بين مصر والولايات المتحدة والأردن، بشأن خطة يمكنها أن تخفف من أزمة الكهرباء التي تضرب المناطق اللبنانية.
الخطة التي نقلتها رويترز تتضمن شحن مصر الغاز الطبيعي إلى الأردن، الذي يستخدمه لتوليد الكهرباء، وبعدها ينقل إلى لبنان عبر سوريا.
لكن الولايات المتحدة ترى أن التعقيد في عملية النقل يكمن في سوريا، بحسب ما نقلته رويترز عن مصادر في الكونجرس الأمريكي.
تقريبا، توقفت الحياة بلبنان بشكل كامل، مع تفاقم أزمة الوقود، في أعقاب قرار المصرف المركزي اللبناني برفع الدعم عن الوقود، سعيا لحماية الاحتياطيات النقدية المتضائلة في البلاد، وهي خطوة تقول “سي إن إن” إنها ستحول الكهرباء والنقل إلى “كماليات” غير متاحة لشرائح واسعة من السكان.
أصبحت المستشفيات، والمخابز، ووسائل المواصلات، والأعمال التجارية، والجامعات، والمدارس، مهددة بالشلل التام في لبنان، في أشد أزمة تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية، بين 1975 و1990، بحسب رويترز.
على الجانب الآخر، جددت وزارة الخارجية الإيرانية، تأكيدها الاستمرار في إرسال شحنات الوقود إلى لبنان، موضحة أنه لا يمكن لأي دولة منع طهران من بيع النفط.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن “إرسال شحنات النفط الإيرانية إلى الزبائن هو حق إيران وهي التي تقرره ولا يستطيع أحد أن يتدخل في شؤونها التجارية ولا نقبل بمنع الشعب اللبناني من حقوقه أبدا”.
نقلت قناة العربية عن وزير الطاقة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، ريمون غجر، قوله، إنه لم يتلق طلباً لاستيراد وقود إيراني، موضحاً لدى سؤاله عما إذا كانت سفن وقود إيرانية قد حصلت على إذن بنقل الوقود إلى لبنان، أنه ليس لديه معلومات.
يقول البنك الدولي، إن أكثر من نصف سكان لبنان البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، واقعون في براثن الفقر.
وأضاف، أن أزمة لبنان تعد أحد أشد الانكماشات في العصر الحديث، حيث انخفضت العملة بنسبة تزيد عن 90% وشل النظام المالي.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا