تتوالى التوقعات باندثار عادة التدخين التقليدية، ليس إلى الإقلاع؛ لكن إلى بديلتها إلكترونيا، أو كما يطلق عليها السيجارة الإلكترونية أو “التبغ المُسخن”.
كان أخر تلك التوقعات ما قاله أحد المحللين ببنك “جيفريز” الأمريكي، مطلع أبريل الماضي، بإنه لن يكون هناك مدخِّنون تقليديون في غضون 10 إلى 20 عاماً، في ظل التحول في صناعة النيكوتين.
تحولات عديدة في عادات التدخين بالعقد الأخير
شهدت عادات التدخين تحولا ملحوظا، خلال السنوات الأخيرة، إذ تراجعت معدلات التدخين التقليدي، بينما زاد الإقبال على بدائل التدخين الحديثة، وهي وجهة النظر التي تتبناها مجموعة “سيتي جروب”.
قالت المجموعة العالمية الشهيرة، إن السجائر التقليدية قد تصبح متقادمة، متوقعة اختفاء التدخين بحلول عام 2050 من الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا وأستراليا، وأجزاء كبيرة من أمريكا اللاتينية، إذا استمر الاتجاه النزولي الذي شوهد في العقود الأخيرة.
1.3 مليار مدخن في العالم
يبلغ عدد المدخنين 1.3 مليار شخص في العالم، وفقا لآخر إحصائية صادرة عن منظمة الصحة العالمية في نهاية يوليو 2021، نحو 80% منهم يعيشون في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
يتسابق على هذا العدد، الشركات العاملة في صناعة التبغ حول العالم، إذ يقدمون لهم العديد من المنتجات ذات النكهات المختلفة، تشجيعا منهم على الاستمرار في التدخين، لضمان مواصلة تحقيق الأرباح.
بداية انتشار السجائر الإلكترونية
ظهرت السجائر الإلكترونية، كلاعب جديد ومؤثر في سوق التبغ العالمي منذ عام 2012، حيث نجحت في استقطاب الكثير من غير المدخنين في الأصل إلى استعمالها، هذا فضلا عن نجاحها أيضا في تحويل سلوك بعض المدخنين من التدخين التقليدي إلى الإلكتروني.
في العام ذاته، بدأت شركات التبغ في شراء العلامات التجارية للسجائر الإلكترونية، وتطوير منتجات السجائر الإلكترونية الخاصة بها.
قفزة في حجم سوق السجائر الإلكترونية
في ذلك الوقت، كان سوق السجائر الإلكترونية العالمي مجزأً للغاية، وتهيمن عليه شركات السجائر الإلكترونية المستقلة، مع تقدير فاينانشيال تايمز في يونيو 2013، أن السوق كان بقيمة 3 مليارات دولار.
جاء عام 2020، ليقفز حجم سوق السجائر الإلكترونية إلى أكثر من 15 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتوسع بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 28.1% من عام 2021 إلى عام 2028، وفقا لـ “grandviewresearch”.
السجائر التقليدية مهيمنة.. وحجم سوقها تريليون دولار
في المقابل، تجاوز حجم سوق السجائر التقليدية تريليون دولار في عام 2020، حيث تمثل السجائر أحد منتجات التبغ الأكثر شعبية، التي يتم استهلاكها في جميع أنحاء العالم.
إلى هذا، تشير الإحصاءات السابقة إلى أن السجائر التقليدية لا تزال تحظى بالأفضلية عند المدخنين، رغم التوسع الذي شهده سوق السجائر الإلكترونية، في الأنواع والنكهات المستخدمة.
عائق آخر أمام انتشار السجائر الإلكترونية
تقول منظمة الصحة العالمية، إن منتجات التبغ المُسَخَّنة، شأنها شأن جميع منتجات التبغ الأخرى، فلا يوجد حاليا بيانات كافية، تفيد بأنها أقل ضررا من السجائر التقليدية.
في أغسطس الماضي، قالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إنها رفضت طلبات التسويق لنحو 55 ألف منتج من منتجات السجائر الإلكترونية ذات النكهات المتعددة، لعدم تقديم أدلة كافية على أنها تحمي الصحة العامة بشكل مناسب.
عوامل قد تدفع سوق السجائر الإلكترونية للنمو
منذ بداية جائحة كورونا، تبنى بائعو السجائر الإلكترونية العديد من استراتيجيات التسويق لزيادة مبيعاتهم.
بدأ البائعون في تقديم منتجاتهم من خلال منصات الإنترنت، وقدموا مطهرات اليد وأقنعة الوجه، كهدايا عند شراء هذه المنتجات، للتغلب على ندرة إمدادات السجائر الإلكترونية في المتاجر، ومحطات وقود السيارات.
منذ 2016، تطور سوق السجائر الإلكترونية بشكل كبير، حيث أصبحت الأجهزة أكثر كفاءة من حيث عمر البطارية، وعدد النكهات المتوفرة في السوق.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن تساعد بعض خصائص السجائر الإلكترونية مثل التحكم في درجة الحرارة، وتركيزات النيكوتين، في زيادة الطلب على المنتج، كما أن التحسين المستمر في تطوير المنتجات الجديدة من قبل البائعين، قد يؤدي إلى دفع نمو السوق.
مع ذلك، فإن اللوائح التي تفرضها السلطات المحلية في مختلف الدول مثل الولايات المتحدة والهند، بشأن بيع منتجات السجائر الإلكترونية، والسوائل الإلكترونية، قيّدت نمو السوق.
في سبتمبر 2019، حظرت حكومة الهند التصنيع والإنتاج والاستيراد، والتصدير والبيع والنقل والتخزين والتوزيع والإعلان عن السجائر الإلكترونية، علاوة على ذلك، جعلت قوانين التجارة الصارمة من الصعب على مستهلكي التجزئة استيراد أجهزة السجائر الإلكترونية للاستهلاك الشخصي.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا