أخبار

ميركل .. “النادلة” التي صنعت أقوى اقتصاد في أوروبا

ميركل

يصوت المواطنون الألمان اليوم الأحد، في انتخابات تشريعية محتدمة يختارون فيها خليفة للمستشارة أنجيلا ميركل، التي بدأت حياتها العملية كنادلة في حانة بدخل شهري يعادل 15 دولارا.

كانت ميركل تحلم أن تصبح معلمة، لكن هذا الحلم تبدد بعدما اعتبرت الحكومة الشيوعية أسرتها مشتبها بها.

درست المستشارة الألمانية الفيزياء بجانب العمل، وحصلت على درجة الدكتوراة في برلين الشرقية عام 1986 تحت اشراف البرفسور يواكيم زاور الذي أصبح فيما بعد زوجها الثاني.

لم تنخرط ميركل في الحياة السياسية الا بعد سقوط حائط برلين عام 1989، حيث عملت في البداية بمجال أجهزة الحاسوب في مكتب حزب ديمقراطي جديد، ثم التحقت فيما بعد بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قبل شهرين من توحيد ألمانيا.

صعدت ميركل بشكل سريع ومفاجي من متحدثة باسم آخر حكومة في ألمانيا الشرقية عام 1990 إلى زعيمة الحزب عام 2000 وصولا الى المستشارية في نوفمبر 2005.

امتد عهد ميركل لـ16 عاما، صعّبت خلالها المهمة على من سيخلفها، واحتفظت العام الماضي بصدارة قائمة فوربس لأقوى 100 امرأة في العالم للمرة العاشرة.

وصلت ميركل بحجم اقتصاد بلادها إلى 3.8 تريليون دولار في 2020 وهو خامس أكبر اقتصاد في العالم، وخفضت البطالة وحولت عجز الموازنة إلى فائض.

أقل معدلات بطالة

يمكن أن نلخص ما قامت به ميركل في 16 عاما أنها حولت ألمانيا من رجل أوروبا المريض إلى قوة اقتصادية عالمية.

سجلت معدلات البطالة في ألمانيا عند تولي ميركل السلطة عام 2005 نسبة 12.6% وهو أعلى معدل لها منذ وصول هتلر إلى السلطة عام 1933، لكن نجحت ميركل في نهاية 2019 بخفض البطالة لـ4.9%، وهو أدنى مستوى منذ إعادة توحيد ألمانيا عام 1990.

ارتفعت معدلات البطالة لاحقا، لكنها لم تتخطى الـ6% إلا مع قدوم الوباء، لتصل ذروتها عند 6.3% خلال شهري يناير وفبراير الماضيين ثم تعاود الهبوط لـ5.6% في أغسطس الماضي، وفق المكتب الفدرالي للإحصاء الألماني.

تجسد نجاح ميركل جليا عندما استطاعت ألمانيا في أسوأ أيام الوباء في تلقي مصابي كورونا من إيطاليا وفرنسا، وتقديم العلاج لهم في نظام صحي قوي بناه الألمان تحت إشراف المستشارة القوية.

فائض ميزانية ميركل يزعج ترامب

تولت ميركل السلطة وعجز الميزانية 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، حولت ميركل العجز إلى فائض منذ عام 2014، وهو ما استمر حتى 2019، قبل قدوم الوباء، لتسجل ألمانيا في 2020 أول عجز موازنة لها بعد 6 سنوات من الفائض.

خفف الإنجاز في الحد من البطالة الأثر الاجتماعي للإصلاحات التي تم القيام بها في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، خلقت هذه الإصلاحات ما يسمى بـ”الوظائف الصغيرة” ، بساعات محدودة وبدون حماية الوظائف العادية، مما جعل الكثير من الناس يضطرون إلى الجمع بين العمل بدوام كامل مع وظائف بدوام جزئي.

حققت ألمانيا في عهد ميركل فائضا بالحساب الجاري – ارتفاع الصادرات على الواردات- هو الأكبر في العالم، والذي تعرض للهجوم من داخل أوروبا وخارجها.

ترى أوروبا أن الفائض الضخم يؤدي إلى اختلال التوازن في منطقة اليورو، فيما تجادل دول أخرى بأن ألمانيا لا تستورد ما يكفي من جيرانها وتقوض منتجيها من خلال توفير الكثير من السلع التي يشتريها الناس.

بالنسبة لرد فعل العالم، فإن فائض ألمانيا هو أحد الأسباب التي جعلت دونالد ترامب يجادل بأن هناك علاقة تجارية غير عادلة بين الولايات المتحدة وأوروبا، ليفرض رسوما جمركية على السيارات المستوردة بشكل مباشر ألمانيا، لكن طالت الرسوم دولار أخرى في أوروبا منها انجلترا وفرنسا.

بقدر ما يتعلق الأمر بفائض الميزانية ، يتم حث الحكومة الألمانية على استخدامه لزيادة الإنفاق العام. تم إهمال البنية التحتية ، لا سيما في ألمانيا الغربية السابقة ، حيث تم ضخ الموارد في الشرق. إن تحقيق الفائض منصوص عليه في القانون الألماني ، لكن يعتقد الكثيرون أن الفائض الحالي كبير للغاية.

خطة التقاعد: “لا شئ”

قالت المستشارة الألمانية أنديلا ميركل: “أول شيء سأفعله بعد الخروج من الحكم هو لا شيء”.

لكنها أكدت على خوفها من “الفراغ القاتل”، وقالت: “لا أريد هذا”

وأوضحت ميركل أنها انخرطت في عالم السياسة قبل أكثر من 30 عاما، وهو ما جعلها لم تسأل نفسها أبدا عن الشيء الآخر الذي يمكن أن يثير اهتمامها “بلغت السابعة والستين، ولم يعد لدي وقت لا نهائي”.

“أريد التفكير بحرص شديد في المرحلة المقبلة من حياتي حول السؤال الذي يتردد بداخلي، هل أريد أن أكتب، أتحدث، أذهب في رحلات التخييم، أمكث في المنزل، أم أسافر حول العالم؟”، قالت ميركل خلال ندوة بمدينة دوسلدورف.

في النهاية، لا تزال ميركل تحظى بشعبية كبيرة في ألمانيا ما سيصعّب المهمة على من سيخلفها في المنصب، لا سيما أن أثر تلك المرأة الحديدية التي هيمنت على المشهد السياسي الألماني لمدة 16 عامًا، بالغ على الساحة الداخلية والدولية على السواء.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

رئيس الوزراء: 27% انخفاضا في أسعار السلع الأساسية حتى الآن

تراجعت أسعار السلع الأساسية في السوق المحلية، التي تتضمن الزيت...

منطقة إعلانية