أخبار

أسعار الحديد المحلية لا تستجيب للتراجعات العالمية.. لماذا؟

الرخص الجديدة

كتب: سليم حسن

بينما ينتظر تجار حديد التسليح أن تخفض المصانع أسعارها بـ1000 جنيه في الطن خلال الأيام الأولى من أكتوبر المقبل، استبعدت المصانع ذلك، بدعوى ارتفاع تكاليف التشغيل وضعف توافر المواد الخام وسط أزمات الشحن.

تستند المصانع في تمسكلها بالسعر لتوقعات بعودة أسعار الخامات للارتفاع سريعا.

 

ما الذي يحدث؟

انخفضت أسعار خامات حديد التسليح من “المكورات” بنحو 40% منذ شهر مايو الماضي، ما دفع التجار لتوقع انخفاض الأسعار بـ1000 جنيه في الطن على أقل تقدير.

تؤثر أسعار خام الحديد العالمية في التسعير بمصر، إذ تعتمد مصر على توفير أغلب احتياجاتها من الخامات عبر الاستيراد بالإضافة لكميات ضعيفة منتجة محليًا من “الخردة”.

في المقابل، ترى المصانع أن الأسعار لن تتراجع بسبب أزمة ارتفاع تكاليف الشحن التي سببتها أزمة كورونا، بالإضافة لارتفاع فترات وصول البضائع، وبالتالي زيادة التلكفة، إضافة إلى توقعات عودة ارتفاع سعر الخامات.

 

الترجع سيكون طفيف

ترى ريهان حمزة، المحللة المالية بقطاع الصناعات بشركة العربي الأفريقي، في حديثها لـ”إيكونومي بلس” أن التراجع أسعار الحديد إن حدث سيكون “طفيف”.

فسرت حمزة رأيها بأن الصناعات التي ترتبط بالأسواق العالمية دائمًا ما تستجيب متأخرة لنزول الأسعار بالبورصات، بعكس الحال عند الارتفاع، والذي تستجيب له سريعًا.

بشكل عام تعاني كافة الصناعات من أزمات الشحن التي ظهرت متزامنة مع تفشي أزمة فيروس كورونا، ولكن في كل الأحوال “نتوقع أن تتراجع الأسعار بشكل طفيف الفترة المقبلة مع تراجع أسعار الحديد والخام في البورصات العالمية”، قالت ريهان.

تراجعت أسعار الخام المستورد لمصانع الدورة المتكاملة “مكورات الحديد” إلى 185 دولارًا في الطن مقابل أكثر من 300 دولارًا في شهر مايو الماضي، وفقًا لـ”حمزة”.

 

تحركات أسعار خام الحديد عالميًا

خسرت أسعار خام الحديد في بورصة لندن للمعادن نحو 50% من قيمتها خلال الأسابيع الـ6 الأخيرة.

تراجعت الأسعار العالمية للخام “أيرون أور” إلى 106 دولارات في الطن مقابل مستويات فوق 200 دولارًا في الطن نهاية يوليو الماضي.

على خلفية ذلك، خسرت أسعار المنتجات الوسيطة من الخام (بليت) نحو 100 دولار في المتوسط، ليهبط سعر الطن إلى 600 دولارًا فقط.

 

ماذا يجب أن يحدث لتنخفض الأسعار؟

يتطلب تراجع أسعار الحديد محليًا مجموعة محددات رئيسية، أبرزها هدوء وتيرة نمو تكاليف الشحن البحري، وتراجع أسعار الخردة لأقل من 500 دولارًا في الطن، وفقًا لمصادر في مصانع الحديد.

يبلغ سعر الخردة حاليًا 535 دولارًا.

يحتاج السوق أيضا لانخفاض أسعار الخام العالمي الوسيط “البليت” لأقل من 600 دولارًا “على أقل تقدير” لخلق فرصة للمصانع تسمح بتعديل الأسعار، وفقا لما يراه أصحاب المصانع.

يُسجل البليت حاليًا بين 610-615 دولارًا في الطن.

 

كيف يرى التجار السوق؟

يجب أن تتراجع أسعار البيع في السوق المحلية مع بداية شهر أكتوبر، وفقًا لرئيس شركة الفجر ستيل لتجارة حديد التسليح، وائل سعيد.

علق سعيد: “بدأ تراجع الأسعار العالمية بقوة قبل 8 أسابيع تقريبًا ولم تُعدل المصانع أسعارها بعد، رغم أن خفض الأسعار سيشجع المبيعات”.

يبلغ متوسط سعر بيع الطن حاليًا 14.5 ألف جنيه، والتقديرات تُشير إلى تراجع عند 13.5 ألفًا على أقل تقدير، فتراجع الخامات يدر أرباحًا أكثر على مصانع الحديد تصل قيمتها 1500 جنيهًا في الطن.. قال سعيد.

 

المصانع تستبعد خفض الأسعار

استبعدت مصادر في مصانع حديد تسليح محلية، أن تتراجع اسعار البيع مع بداية أكتوبر المقبل، وقالوا إن تراجع الأسعار جاء مدفوعًا بانخفاض الطلب العالمي منذ منتصف أغسطس الماضي، والتوقعات تُشير لزيادات خلال الفترة المقبلة.

انخفضت صادرات الدول الكبرى المنتجة لحديد التسليح إلى السوق الأوروبية الفترة الأخيرة، مدفوعة ببطئ وتيرة الاستهلاك بسبب الإجازات الصيفية في دول الاتحاد، وفقًا لرئيس القطاع التجاري بمجموعة شركات حديد عز، سمير نعمان.

تراجع الطلب الأوروبي خفض الأسعار إلى المستويات الحالية، لكن التوقعات العالمية تُشير إلى ارتفاع من جديد، وهو ما يمنع المصانع المحلية من تعديل الأسعار بالانخفاض حتى وقت التحقق من الاتجاهات المؤكدة للسوق العالمية، وفقًا لنعمان.

تتدخل ارتفاعات تكاليف الشحن المستمرة في عملية تسعير المنتجات المحلية، وإن انخفضت أسعار الخامات عالميًا، وفقًا للمدير التجاري لمجموعة العلا للصلب، محمد السويفي.

انخفض المعروض من خام الحديد محليًا خلال الفترة الأخيرة، مدفوعًا بالإضطرابات العالمية، ما يمنع المصانع من تعديل الأسعار الفترة الحالية، خاصة وأن تراجع الخام يرفع من تكاليف تشغيل المصانع، وفقًا للسويفي.

 

200 جنيه زيادة بطن الحديد رغم تراجع الأسعار العالمية

رفعت مصانع الحديد الاستثمارية “الصغيرة” أسعار البيع لديها بمتوسط 200 جنيهًا في الطن خلال الأيام الأخيرة رغم تراجع أسعار الخامات عالميًا.

ارجعت المصانع ذلك إلى نقص المتاح من الخامات رغم تراجع أسعارها، وهو ما انتقدته غرفة مواد البناء باتحاد الغرف التجارية على لسان رئيسها أحمد الزيني.

“الارتفاع غير مبرر في ظل تراجع حركة البيع والشراء”، وفقًا للزيني.

تتراوح متوسطات الأسعار لدى المصانع الاستثمارية حاليًا بين 13.7 و14.1 ألف جنيه في الطن.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

عجز مصر التجاري يرتفع بشكل طفيف إلى 2.7 مليار دولار في فبراير

ارتفعت قيمة العجز في الميزان التجاري لشهر فبراير الماضي بنسبة...

منطقة إعلانية