تظاهر الآلاف من المواطنين في السلفادور، ضد الرئيس نجيب بوكيلي ، احتجاجا على السياسات الاقتصادية للدولة، خاصة قرار اعتماد “بيتكوين” عملة رسمية الثانية للبلاد.

خرج المتظاهرون بناء على دعوة منظمات وأحزاب سياسية عدة، حاملين لافتات كتبوا عليها “بتكوين الاحتيال” و”لا للدكتاتورية” و”الديموقراطية لا يمكن التفاوض عليها، بل يُدافَع عنها” و”تسقط السلطوية”.

أول دولة تُشرّع “بيتكوين”

في السابع من سبتمبر 2021، كانت السلفادور أول بلد في العالم يشرّع عملة بيتكوين إلى جانب الدولار، رغم التردد الشديد بين السكان، وانتقادات اقتصاديين ومنظمات مالية دولية.

رئيس منظمة سيستا البيئية، أحد منظمي التظاهرات، ريكاردو نافارو، قال لوكالة فرانس برس: “الناس بدأوا يتعبون من هذه الحكومة الاستبدادية غير الديموقراطية، إنها تقودنا إلى الهاوية مع هذه الأفكار السيئة التي تضر بالاقتصاد، مثل عملة بيتكوين”.

بالنسبة إلى الرئيس وحكومته، ستسمح عملة البتكوين لمواطني السلفادور بتوفير 400 مليون دولار من الرسوم المصرفية عند استلام أموال المغتربين، خاصة من الولايات المتحدة، التي تمثل 22% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

لكن أكثر من ثلثي سكان السلفادور البالغ عددهم 6.5 مليون نسمة، عارضوا للمرة الأولى قرار الرئيس بوكيلي – الذي يتمتع بشعبية كبيرة – وقالوا في استفتاءين منفصلين، إنهم يريدون الاستمرار في استخدام الدولار فقط، وهو العملة القانونية للسلفادور منذ 20 عاما.

أقر برلمان السلفادور – الذي يهيمن عليه أنصار الرئيس بوكيلي بغالبية ساحقة منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة – القانون في يونيو، الذي من شأنه تشريع بيتكوين في السلفادور، وإلزام قبول بيتكوين كوسيلة للدفع.

ينص القانون على أن قيمة بيتكوين سيحددها السوق.

لكن عددا من الاقتصاديين، عبروا إلى جانب البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ومصرف التنمية للدول الأميركية، عن شكوكهم، وحذروا السلفادور من مخاطر الإقدام على هذه الخطوة.

اتهم بوكيلي – الذي انتُقد لنزعته السلطوية وازدرائه فصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية – المعارضة بالرغبة في تخويف السكان من خلال انتقاد بيتكوين.

200 جهاز صراف آلي جاهز للاستخدام

في أواخر أغسطس الماضي، بدأت السلفادور في تثبيت أجهزة الصراف الآلي المخصصة لعملة بيتكوين، بغرض السماح لمواطنيها بتحويل العملة المشفرة إلى دولارات وسحبها نقداً.

كتب رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة على حسابه الرسمي بتويتر: “الحكومة ستثبت 200 من أجهزة الصراف الآلي بجانب محفظتها الرقمية لبيتكوين
“تشيفو”، و(Chivo) وهو مصطلح عام محلي بمعنى “رائع”.

وقال بوكيلي إن المعاملات ستكون بدون عمولة، مضيفاً أنه سيكون هناك أيضاً 50 فرعاً مالياً في جميع أنحاء البلاد لسحب الأموال أو إيداعها.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا