أخبار

السودان.. من أرض الذهب إلى ثاني دول العالم تضخماً

السودان

بلد بإمكانه إطعام مليار شخص، ويملك من الثروات ما يكفيه لأن يكون الأغنى، لكن دائماً تأتي رياحه بما لا تشتهي السفن، إذ يشهد السودان أو أرض الذهب اضطرابات سياسية تقوِّض إمكاناته الاقتصادية.

ماذا حدث؟

شهد السودان صباح اليوم تحركات عسكرية أطاحت بالمجلس الانتقالي الذي يدير البلاد – مجلس السيادة – والحكومة وتم وضع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، تحت الإقامة الجبرية، واعتقال وزراء آخرين، كما تم فرض حالة الطوارئ بالبلاد.

تعتبر هذه التحركات هي الثانية في عامين فقط، بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019، بعد احتجاجات ضد حكمه.

ثاني الدول الأكثر تضخماً في العالم

يعاني السودان من أزمات اقتصادية طاحنة؛ فهو ثاني دول العالم من حديث الأعلى تضخماً في العالم بـ365.8%، تحت ضغوط الديون وتراجع سعر العملة أمام الدولار إلى 439 جنيه سوداني للدولار الواحد.

إصلاحات اقتصادية

في الأشهر الأخيرة، وبعد تولي حمدوك السلطة، بدأ السودان في تنفيذ إصلاحات هيكلية بإشراف من صندوق النقد الدولي، إذ ألغى دعم المحروقات في يونيو الماضي وقام بعدها بتحرير سعر صرف العملة.
عبد الله حمدوك شغل سابقا منصب الأمين العام السابق للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، كما عمل كخبير اقتصادي وخبير في مجال إصلاح القطاع العام، والحوكمة، والاندماج الإقليمي وإدارة الموارد وإدارة الأنظمة الديموقراطية والمساعدة الانتخابية.

ديون بـ56 مليار دولار

توصل السودان في يوليو الماضي للموافقة تقضي بإعفائه من أغلب ديونه حال نجح في برنامج إصلاحي يفتح اقتصاده على العالم.
في المجمل، وبحسب ما نشره موقع صندوق النقد الدولي في نهاية يونيو الماضي، فكان من المتوقع خفض أعباء الدين الخارجي في السودان من حوالي 56 مليار دولار أمريكي تمثل 163% من ناتجه المحلي في نهاية 2020، إلى 6 مليار دولار أمريكي، 14% من إجمالي الناتج المحلي، ضمن مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون “هيبيك”.

تعهد صندوق النقد الدولي بتخفيف أكثر من 50 مليار دولار من ديون السودان على مدى السنوات القليلة المقبلة.

وفي هذا الإطار أعلن نادي باريس في وقت سابق أكبر دائن للسودان أنه سيلغي معظم الديون المستحقة له للمساعدة في إعادة الخرطوم الى الساحة الدولية.
لكن هل ستستمر هذه التعهدات وسط الإضرابات السياسية الأخيرة؟

رفع السودان من قوائم الإرهاب

في عام 1993 صنفت الولايات المتحدة السودان كدولة راعية للإرهاب، بحجة أنها تدعم جماعات متطرفة، وهذا الأمر كان يحرمها من أي مساعدات مالية.
لكن في 2020، نجحت الخرطوم في رفع اسمها من القائمة بعد وصول الحكومة الانتقالية التي تمت الإطاحة بها حاليا، ما سمح للسودان بالعودة للمجتمع الدولي.
وتسلم رئيس الوزراء، المقيدة إقامته حاليا، في مارس الماضي أول بطاقة فيزا في السودان بعد رفع العقوبات عنه.

ثروات طبيعية غائبة

السودان الذي يعيش فيه أكثر من 40 مليون نسمة على مساحة 1.8 مليون كم، يمتلك العديد من الثروات الطبيعية الضخمة إضافة إلى تنوع مصادر الدخل الطبيعية، حيث الأراضي الخصبة وتعدد الأنهار.

أكثر من نصف مساحة السودان تحتوي على الذهب والكثير من المعادن الاستراتيجية النفسية والتي تدخل في أكثر من صناعة.

رحلة هبوط الناتج المحلي

شهد الناتج المحلي الإجمالي السوداني رحلة بشكل كبير منذ عام 2015 .

ففي عام 2015، سجل الناتج المحلي السوداني 64.5 مليار دولار، لينخفض إلى 52.8 مليار دولار في 2016، و 45.02 مليار دولار في 2017.
استكمل رحلة الهبوط في 2018 إلى 34.52 مليار دولار، ثم إلى 32.25 مليار دولار في 2019، حتى وصل إلى 26.11 في عام 2020، تحت ضغوط ضعف الإنتاج وهبوط سعر العملة.

بطالة وفقر

بالتبعية كلما ضاق الوضع الاقتصادي، كلما زادت معدلات الفقر والجوع، وتفاقمت حدة البطالة كما الحال في السودان حيث وصلت البطالة إلى 26.8% خلال عام 2020 ، في وقت يعيش فيه 46.5% من السودانيين تحت خط الفقر و96% منهم لا يتخطى دخلهم اليومي الـ10 دولارات.

الذهب

اشتهر السودان بالذهب منذ العصور القديمة حيث سميت منطقة الشمال – النوبة- بأرض الذهب وكان يستغلها الفراعنة والعثمانيون لإنتاج المعدن النفيس، ولكنها تتعرض لعمليات نهب كثيرة.

حصل السودان على عائدات بنحو 38.2 مليار جنيه (86 مليون دولار) من إنتاج الذهب في النصف الأول من 2021 ويستهدف الحصول على 104 مليارات جنيه من إجمالي 100 طن ذهب في نهاية العام.

ينتشر الذهب في أغلب مدن شمال السودان الصحراوي، وتحديداً من أقصى الشمال حتى قرب الخرطوم، ومن الساحل الشرقي على البحر الأحمر إلى أقصى الغرب، بالقرب من جبل عوينات والطينة وعامر في دارفور.

لكن رغم ذلك، إلا أن إنتاج البلاد الرسمي من الذهب لا يتجاوز 25 طناً سنوياً، عبر شركات معالجة المخلفات والتعدين الصغير وشركات الامتياز الكبيرة.
فمتى تنتهي مشكلات السودان التي تمنع أهله من عيش كريم يستحقه؟

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

“جوجل” تفصل 28 موظفا احتجوا على عقدها “نيمبوس” مع إسرائيل

فصلت شركة "جوجل" 28 موظفا بعد أن شاركوا في احتجاجات...

منطقة إعلانية