قفزت أسعار الزيوت النباتية فى الأيام الأخيرة بصورة جنونية، مدفوعة بارتفاع الأسعار العالمية للخامات، إثر أزمة الطاقة العالمية، بخلاف استمرار نقص المعروض وارتفاع الطلب، وتأخر عمليات الشحن بسبب سوء أوضاع القطاع اللوجيستى حول العالم.
ما الذي يحدث؟
وفقًا لمؤشرات السوق، ارتفعت أسعار سلة الزيوت النباتية المحلية بما يتراوح بين 2000 و3000 جنيهًا فى الطن، وذلك لأصناف زيوت الذرة والأولين والصويا ودوار الشمس.
تُعد الزيوت، واحدة من أهم السلع التي يحتكم إليها جهاز التعبئة العامة والإحصاء أثناء تقييم معدلات التضخم، الذي ارتفع معدله السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية إلى 6.6% فى سبتمبر الماضى من 5.7% فى أغسطس السابق له.
ارتفعت أسعار زيوت “الذرة” بقيمة 2500 جنيهًا فى الطن وصولًا إلى 26.5 ألف جنيه، وارتفعت أسعار زيوت “الأولين” بقيمة 1300 جنيهًا فى الطن وصولًا إلى 22 ألف جنيه.
كما ارتفعت أسعار زيوت الصويا المكررة بقيمة 2300 جنيهًا فى الطن، لتصعد إلى 24 ألف جنيه، في حين ارتفعت أسعار زيوت الصويا الخام المستوردة بنحو 1000 جنيهًا فى الطن وصولًا إلى 22.7 ألف جنيه.
ارتفعت كذلك أسعار زيوت الصويا المنزوعة بقيمة 1200 جنيهًا فى الطن وصولًا إلى 23 ألف جنيه.
يدفع المستهلكون في مصر والعالم مزيدًا من الأموال مقابل زيت الطعام منذ بدء تفشي فيروس كورونا، تقريبًا نهاية ديسمبر 2019، إذ ارتفعت الأسعار فى البورصات العالمية مدفوعة بتفاقم تكاليف الشحن وانخفاض المعروض من الدول الرئيسية للإنتاج.
بناءًا على ذلك، يمر سوق الزيوت النباتية فى مصر بحالة سيئة مع تفاقم الوضع الصحى العالمى، مثل منتجات أخرى كثيرة، وأبرزها ضعف المبيعات مقارنة بالفترات الطبيعية للأسواق.
%10 نموًا بأسعار التجزئة
رصدت “نشرة الصناعات الغذائية من ايكونومي بلس” خلال الأيام الأخيرة ارتفاع أسعار الزيوت في أسواق التجزئة، بنحو 10% تقريبًا.
أزمة الطاقة العالمية تُعد من أبرز أسباب ارتفاع جميع الأسعار العالمية للسلع في الأسابيع الأخيرة، بعد أن ارتفعت إلى مستويات قياسية جديدة، وتسببت في غلق الكثير من المصانع حول العالم في مجالات مختلفة، بحسب ما قاله للرئيس السابق لشعبة الزيوت بغرفة الصناعات الغذائية، أيمن قرة.
الزيوت النباتية تستخدم آدميًا، لكنها أيضًا مصنفة ضمن سلة الوقود الحيوي، لذلك ارتفعت أسعاره مع زيادة الطلب عليه في السوق العالمي، أوضح قرة.
الشركات لم تعد قادرة على تحمل الزيادات
الشركات المصرية لم تعد تستطع تحمل زيادات الأسعار العالمية، إذ ظلت تحجب زيادات الأسعار العالمية عن أسواق التجزئة لفترة طويلة بسبب المحافظة على المبيعات، لكن لم يعد ذلك ممكنًا، وفقًا لرئيس شركة الحامد لاستخلاص الزيوت النباتية، حازم الشاذلى.
كما أن ارتفاع الأسعار العالمية، أصبح أكبر من قدرة الشركات على تحملها بالصورة القائمة، لذا كان من الضرورة إضافة زيادات سعرية بصورة تدريجية، ونأمل فى انضباط الوضع العالمى فى الفترة المقبلة لاستقرار الأسواق، قال الشاذلي.
تستورد مصر نحو 95% من احتياجاتها من الزيوت النباتية سنويًا، أغلبها فى صورته الخام ثم يتم تسييله محليًا، وتستورد مصر نحو 5.7 مليون طن زيوت وبذور زيتية سنويًا، 2 مليون طن منها زيوت، و3.7 مليون طن بذور، بتكلفة إجمالية تتجاوز 25 مليار جنيه وفقًا لتقديرات معهد بحوث المحاصيل الزيتية.
ووفقًا لتقارير دولية، زاد الطلب على الزيوت النباتية بقوة فى الفترة الأخيرة من قبل أسواق شرق آسيا، تزامنًا مع انتشار المتحور “دلتا” فى بلدان كثيرة، مع زيادة تكاليف الشحن وانخفاض المعروض.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا