كتب: فاروق يوسف

انخفاض الليرة التركية وهبوطها لأدنى مستوياتها على الإطلاق ربما يشكل فرصة ذهبية لقضاء العطلة السنوية في إسطنبول أو أنقرة بدلاً من  القاهرة أو شرم الشيخ؛ تبدو هذه الزاوية في بدايتها مغرية لكن ثمة تفاصيل أخرى.

هكذا كان ملخص حديث رؤساء تنفيذيين وملاك فنادق ومنتجعات سياحية إلى “إيكونومي بلس”، في محاولة للتعرف على أثر انخفاض الليرة التركية على السياحة في مصر.

 بداية القصة

تواصل عملة تركيا الهبوط منذ أشهر عديدة؛ إذ تساوت الليرة مع الجنيه المصري، وتخطت 16 منها للدولار.

على جانب آخر، تعتبر السياحة أحد مصادر الدخل الرئيسية في تركيا، وتعتبر من الأسواق المنافسة لسوق السياحة في مصر، وكل منهما تشترك في عوامل عديدة سواء في الجغرافيا أو حتى على مستوى الدول الزائرة.

تعد دول روسيا وألمانيا وأوكرانيا من المتصدرين في زيارة مصر وتركيا.

يترجم الكثيرون انخفاض قيمة العملة التركية إلى هبوط سعر الصرف الرسمي لها أمام العملات وتحديداً الدولار، وهذا ما يعد جذباً وفرصاً للسائحين لقضاء نزهتهم السياحية في تركيا، نظراً لانخفاض الأسعار مقارنة بدخولهم وسعر عملتهم القومية.

الخدمات بالدولار.. وانخفاض العملة ينعكس على زيادة تسوق السائحين

استبعد رئيس مجلس إدارة مجموعة بيك الباتروس، كامل أبو علي، تأثير لانخفاض قيمة الليرة التركية على سوق السياحة في مصر، وقال: “لا يعني نزول عملة البلاد انخفاض أسعار الخدمات المقدمة للسائحين”.

فسر حديثه: “التعامل في مصر بالدولار، ولا أعلم الأمر مماثل في تركيا أم لا، لكن بشكل عام معظم الأسواق تتعامل بالدولار مع السائح”.

أكمل ذلك التفسير، العضو المنتدب لشركة “جراند آتون” لإدارة الفنادق، سامح سعد، وقال: “يعد ذلك فرصة جيدة للسائح عند ذهابه إلى التسوق فقط، لكن الأمر يختلف في  أسعار الخدمات الفندقية والبرامج السياحية”.

يعتبر التسوق جزء من التجربة السياحية، وبالطبع، سيكون لانخفاض “الليرة” أثر على خفض أسعار المنتجات التركية، وهو ما سيشكل عامل جذب للسائح، حسبما أضاف.

منظمو الرحلات يستغلون هبوط العملة التركية.. لكن الأفضلية لمصر

استغل منظمو الرحلات السياحية، انخفاض العملة التركية، وأصبحت الرحلة لتركيا بصفة عامة أرخص بكثير مما كانت عليه، وبات سعر تذكرة تركيا رخيص جداً بالنسبة للسائحين، وفق سعد.

“من الممكن أن تستفيد تركيا من ذلك نسبياً، لكن لفترة مؤقتة، فمصر ليس لديها أي منافس في فصل الشتاء”، قال رئيس شركة “جراند آتون” لإدارة الفنادق.

تتمتع مصر بمناخ معتدل تماماً طوال العام، وهو ما يميزها عن باقي دول العالم، فموسمها السياحي مفتوح وممتد طوال العام، على عكس المناخ الموسمي في تركيا؛ إذ تنشط حركة السياحة في فصل الصيف فقط، وفق أبو علي.

72% نصيب السياحة الشاطئية من قطاع السياحة في مصر

يبلغ نصيب السياحة الشاطئية من قطاع السياحة المستجلبة في مصر حوالي 72%، لذلك فإن المنشآت في الغردقة وشرم الشيخ عليهما توجه كبير نحو تعزيز الخدمات بما يضمن توفير تجربة جيدة داخل المقصد سياحي في مصر، بحسب سعد الذي شغل سابقاً رئاسة شركة مصر للسياحة التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام.

أسعار الغرف الفندقية في مصر أكثر جذباً

“رغم انخفاض عملة تركيا؛ إلا أنه مازال سعر الخدمة في مصر أكثر جذباً أمام السائحين في العالم، فالحد الأدنى للغرفة في فندق 5 نجوم يصل إلى 50 دولار، وهو سعر مناسب وجيد”، قال رئيس مجلس إدارة شركة “إمكو” للسياحة.

رفعت مصر مؤخراً قيمة الحد الأدنى لتكون 50 دولارا للفنادق “5 نجوم”، في الليلة الواحدة، و40 دولاراً للفنادق “4 نجوم”، و30 دولاراً للفنادق “3 نجوم”، و20 دولاراَ للفنادق “نجمتين”، و10 دولارات للفنادق ” نجمة واحدة”.

“مصر مقصد سياحي رئيسي في الشتاء لدول العالم، وباتت تنوع في أغراض الأماكن السياحية؛ فالسائح عندما يزور مصر، لابد أن يذهب إلى القاهرة لرؤية الآثار، وشرم الشيخ للاستمتاع بمياه البحر الأحمر”، قال الزيات الذي كان رئيساً للاتحاد العام للغرف السياحية.

لكن حالياً يستطيع أن يزور المدينة الساحلية فقط دون الحاجة للذهاب إلى القاهرة لوجود متحف شرم الشيخ الذي يضم مقتنيات أثرية وتاريخية متنوعة، كما أضاف.

المنافسة أكثر حدة.. ولابد من تكثيف الدعاية

سوق تركيا أغلى بكثير من السوق المصري، والفرصة الجيدة للسائح على صعيد الخدمة والأسعار هنا في فنادق ومناخ مصر، وفق الرئيس التنفيذي لشركة جاز كوليكشن لإدارة الفنادق والمنتجعات السياحية التابعة لمجموعة ترافكو، علاء عاقل.

أنهى عاقل قصتنا بقوله: “المنافسة في قطاع السياحة عالمياً باتت أكثر حدة، لذا يجب على الجهات المسئولة عن ترويج السياحة في مصر، أن تكثف من الدعاية ووسائل ترويج البرامج السياحية، لاجتذاب كبر عدد ممكن، ومحاولة الاستفادة من جراء ما يمر به العالم حالياً”.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا