أخبار

حرب روسيا وأوكرانيا.. ما الآثار المتوقعة على اقتصاديات العالم؟

الأوكرانية

يلوح في الأفق شبح حرب شاملة بين روسيا وأوكرنيا، وقد تلقي بظلالها على اقتصاديات العالم من الغرب إلى الشرق.

ما يثار حالياً حول احتلال روسيا على كل أو جزء من مناطق أوكرانيا، ونشوب حرب عسكرية ربما تمتد إلى حرب عالمية ثالثة، هي تكهنات وترجيحات ليس إلا؛ منها ما هو قريب محتمل، ومنها ما هو بعيد جداً.

ودون الدخول في تفاصيل وأسباب الأزمة الروسية الأوكرانية، كونها تتطلب تقريراً منفصلاً، نتطرق إلى الحديث عن الآثار المتوقعة في حالة نشوب حرب حقيقية.

الأزمة الروسية الأوكرانية لها جذور تاريخية لكن ما فاقمها مؤخرا هو اتجاه الغرب لضم أوكرانيا -التي كانت يوما ضمن السوفيت- إلى حلف الناتو.

من المرجح أن تخلق الحرب في أوكرانيا مشاكل جديدة لدول أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وكذلك أمريكا.

إذا كنت تقرأ هذا التقرير لمعرفة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، فتلخيصاً وإيجازاً، فإنها تؤدي إلى أزمة حادة تؤثر على أسعار الطاقة والغذاء وتحديداً القمح.

وإذا أردت أن تعرف تفصيلاً وتوضيحاً الآثار الناجمة حال قرع طبول الحرب، فسبع دقائق كافية أمامك لمعرفة ذلك.

نقص حاد في الطاقة

بداية، تثير التوترات الجارية مخاوف كبيرة حول تعطل تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار الحالية للمستهلكين الأوروبيين الذين يعانون من أزمة حادة في تكاليف المعيشة.

اقرأ أيضاً: التضخم ينهش العالم.. لماذا ترتفع تكاليف المعيشة في جميع البلدان؟
روسيا تمد دول الاتحاد الأوروبي بأكثر من 40% من احتياجاتها للغاز الطبيعي الذي يمر عبر أوكرانيا.

أما فيما يخص النفط، فقد تؤدي التوترات إلى خفض إمدادات نفط روسيا –ثاني أكبر منتج في العالم- الأمر الذي ينذر بارتفاع كبير في سعر برميل البترول الذي شهد ارتفاعات قياسية خلال عام 2021.

تشير توقعات إلى أن البرميل قد يقفز إلى 120 دولاراً، ما يؤثر على الموازنات العامة لكثير من الدول والتي تضع سعراً للبرميل ما بين 65 إلى 70 دولاراً.

هل هناك بدائل بخصوص الطاقة؟

بالفعل، ثمة بدائل حول إمدادات الطاقة لدول أوروبا، لكن هي سهلة قولاً وصعبة تنفيذاً؛ إذ ينظر الغرب إلى قطر باعتبارها أحد أكبر منتجين الغاز الطبيعي المسال في العالم، كأحد الوسائل البديلة.

يعتبر أيضاً شمال أفريقيا حلولاً محتملة لمشاكل الطاقة في أوروبا، لكن كل ذلك سيأتي مع تعقيدات كبيرة، ومشاورات طويلة نظراً للقدرة التفاوضية التي يتمتع بها المنتجين بسبب الأزمة الراهنة.

ماذا يعني ذلك؟

ربما يشكل ذلك أمراً جيداً للدول الشرق أوسطية، أو الكائنة في شمال أفريقيا، فربما تخلق الأزمة فرصاً جيداً لهذه البلدان لتعزيز صادراتها وفتح خطوط أنابيب جديدة للطاقة، لكن قد لا تسمح الولايات المتحدة مرور مثل هذه الأمور مرور الكرام.

أزمة غذاء

من المتعارف عليه، أن أي اضطرابات جيوسياسية كانت أو اقتصادية، تهدد بمزيد من الصدمات في أسعار السلع الغذائية وغيرها.

وبالفعل أسعار السلع الغذائية آخذة في الارتفاع، ومع تصاعد التوترات بين الجانبين الروسي والأوكراني ستزداد أسعار الغذاء بشكل كبير ما يهدد الأمن الغذائي لعدد من البلدان.

كيف؟

تمثل روسيا وأوكرانيا نحو 29% من صادرات القمح العالمي، وبالتالي من المتوقع أن يؤثر الصراع بينهما بشكل كبير على صادرات القمح.

تعتمد دول كثيرة على القمح الروسي والاوكراني، على رأسهم مصر – أكبر مستورد للقمح في العالم-، وكذلك اليمن ولبنان وليبيا والجزائر وماليزيا وإندونيسيا إضافة إلى بعض دول أوروبا إلى جانب الصين.

شاهد: حبوب الغضب.. كيف يؤثر غزو أوكرانيا على خبز مصر؟

تدفع مثل هذه الأمور إلى زيادة سعر الخبز –السلعة الأساسية لشعوب العالم- إضافة إلى كل السلع المرتبطة والمشتقة من القمح.

لا يقصر التأثير الغذائي على القمح فقط، تعد أوكرانيا أحد أكبر مصدري الذرة والشعير وهي معروفة بسلة خبز أوروبا، فتعتبر صادراتها الزراعية وما تشملها من حبوب وزيوت نباتية ضرورية لإطعام البلدان.

يؤخذ في الاعتبار أن جزءًا كبيراً من الأراضي الزراعية الأكثر إنتاجية في أوكرانيا يقع في مناطقها الشرقية، وهي الأجزاء الأكثر عرضة لهجوم روسي محتمل.

هبوط حاد في الأسواق

ساهمت التوترات الأوكرانية الروسية إلى هبوط الأسواق العالمية بشكل حاد خلال الأسبوع الماضي، وانخفض مؤشرات : “داو جونز، وستاندرد آند بورز، وناسداك، وكذلك البورصات العربية”.

تشير التوقعات أيضاً إلى استمرار موجة الهبوط لأيام ممتدة ولحين الفصل في ذلك النزاع.

التضخم

يأتي ذلك وسط ارتفاع معدلات التضخم بشكل جنوني في مختلف الدول، وهو ما ينذر بتحركات أكثر تشدّداً من البنوك المركزية، بعد أن بلغ التضخم العالمي أعلى مستوياته منذ عام 2008.

وينتظر المستثمرون قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن رفع الفائدة تحوطاً من توغل التضخم في الولايات المتحدة الذي وصل لأعلى مستوى منذ أكثر من 40 عاماً، وفي حال ذلك سترتفع أسعار الفائدة بأسواق السندات.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

صندوق النقد: مستمرون في دعم مصر ولم نحدد موعد المراجعة المقبلة

أكدت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، خلال مؤتمر...

منطقة إعلانية