ملفات

الأزمة المالية فى الأرجنتين تخلق فرصاً واعدة للصين

أمريكا اللاتينية

تعد مشروعات الطاقة الكهرومائية رئيسية فى الأرجنتين منذ ربع قرن من الزمان؛ حيث أصبح تسخير الأنهار لتوليد الطاقة أمراً شائعاً فى عصر تتصاعد فيه وتيرة الاستثمار فى الرياح والطاقة الشمسية والغاز الطبيعى بجميع أنحاء العالم.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن الأرجنتين تقع فى قبضة أزمة مالية تسببت فى إغلاق أسواق الائتمان وشلل قطاع الاستثمار.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أنه لم يكن أمام الرئيس الأرجنتينى ماوريسيو ماكرى، الذى عزم فى مرحلة ما أن يسحب استثمارات محطات الطاقة التى تمولها الصين، سوى خيار واحد وهو السماح للتدفقات الصينية بالمضى قدماً أثناء حملته لإعادة انتخابه فى أكتوبر المقبل.
وقال فرانسيسكو أوردينيز، الأستاذ المتخصص فى العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية، «لقد رهن ماكرى، رئاسته بتدفق الاستثمارات لكنه انتهى به المطاف بمحاربة الأزمات الاقتصادية واحدة تلو الأخرى».
وأضاف «أوردينيز»، أن أى نوع من المشاريع مهم للغاية بالنسبة للرئيس الأرجنتينى، وهذا ما تقدمه الصين فى الوقت الحالى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تولى فيه «ماكرى»، منصبه فى ديسمبر 2015 متعهداً بإلغاء العديد من السياسات الاقتصادية لسلفه الشعبوى كريستينا فرنانديز دى كيرشنر.
وكانت إدارة ماكرى، تتعاطف مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب؛ حيث اتخذ خطوات مبدئية للانعزال عن الصين.
وتحت ولاية فرنانديز دى كيرشنر، التى استمرت 8 أعوام التزمت الشركات الصينية باستثمار مليارات الدولارات فى البنية التحتية وارتفعت صادرات فول الصويا الأرجنتينى إلى الصين، على الرغم من نمو الواردات من العملاق الآسيوى بشكل أسرع.
وفى عام 2013 حصل ائتلاف تقوده مجموعة «جيزهوبا»، وهى شركة صينية مملوكة للدولة على عقد لبناء اثنتين من محطات توليد الكهرباء بطاقة مجتمعة تبلغ 1.3 جيجاوات.
وعندما انتقل ماكرى، إلى القصر الرئاسى كلف مستشاريه بمراجعة العقود، وأرسل وفداً إلى بكين للتدقيق فى شروط الائتمان الذى ادعى منتقدو المشروع أنها غير واضحة.
وفى الوقت نفسه حددت حكومته أهدافاً سامية لمصادر الطاقة المتجددة، وطلب عروضاً لمزارع الرياح والطاقة الشمسية، كما سعى إلى جذب شركات الطاقة الأجنبية لتطوير «فاكا مويرتا» ثانى أكبر مستودع للغاز الصخرى فى العالم.
لكن الجهود التى بذلها ماكرى، لإعادة تأهيل سمعة الأرجنتين بالنسبة للمستثمرين والتى هيمن عليها التخلف عن سداد ديون البلاد فى عام 2001 وسنوات من الصراع الحاد مع حاملى السندات، تراجعت فى العام الماضى.
وأثارت المخاوف بشأن عجز إدارته عن كبح التضخم وتقليص العجز المستمر فى الميزانية عمليات بيع فى الأصول الأرجنتينية التى بدأت فى أبريل 2018 واستمرت لعدة أشهر.
وكشفت البيانات، أن العملة المحلية (البيزو) فقدت نصف قيمتها مقابل الدولار، وحصلت على لقب العملة الأسوأ أداء فى عام 2018.
ودخل صندوق النقد الدولى، بخط ائتمانى قياسى بقيمة 56 مليار دولار لتجنب حدوث انفجار داخلى؛ بسبب الأزمات المالية المتصاعدة.
وأشارت الوكالة إلى أن الصين ساعدت الأرجنتين، أيضاً، على تعزيز اتفاقية تبادل العملات الحالية التى تسمح للبنك المركزى، بالاستفادة من اليوان لزيادة الاحتياطيات.
وفى قمة «مجموعة العشرين» التى عقدت فى مدينة بوينس آيرس، ديسمبر الماضى، التزم ماكرى ونظيره الصينى شى جين بينغ، بتعزيز العلاقات بين البلدين فى مجالات متعددة مثل التجارة والاستثمار والبنية التحتية.
وتعمل الصين على توسيع نطاق وجودها فى أمريكا اللاتينية وذلك جزئياً تحت رعاية مبادرة «الحزام والطريق» وهو مشروع ذو أولوية عالية؛ حيث تسعى بكين إلى تعزيز نفوذ البلاد بجميع أنحاء العالم.
ووفقاً لـ«أوردينيز»، فإنَّ تمويل الصين مشاريع الطاقة فى أمريكا اللاتينية أعلى بستة أضعاف من تمويل البنك الدولى.
وخلال العقد الحالى، قامت الشركات الصينية المملوكة للدولة ببناء السدود الكهرومائية فى الإكوادور وبيرو.
وفى الأرجنتين، تجرى شركة «تشاينا نويكلير» الحكومية الصينية مفاوضات لبناء محطة نووية بقيمة 8 مليارات دولار.
وقال جيمس إيليس، رئيس أبحاث أمريكا اللاتينية فى «بلومبرج»، إنَّ الأرجنتين لديها نقص حقيقى فى خيارات التمويل، لكنها تحتاج إلى مزيد من القوة لذلك فهى معرضة بشكل خاص للصين.
وتحفز المشاريع الكبرى للطاقة الكهرومائية، مثل مشروع شركة «جيزهوبا» الصينية فى باتاغونيا، على معارضة دعاة حماية البيئة والمجتمعات المحيطة.
جاء ذلك بعد أن لعبت «جيزهوبا» دوراً فى إقامة سد فى الصين على نهر اليانغتسى، أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص.
وعلى الرغم من أن الطاقة الكهرومائية لا تزال أكثر أنواع الطاقة المتجددة انتشاراً فى جميع أنحاء العالم، فإنها تأتى خلف الأنواع الأخرى. وتشير الأرقام التى جمعتها وكالة الطاقة الدولية، إلى أن معدل نمو توليد الطاقة المائية بلغ %0.5 فقط عام 2017 مقارنة بنسبة %40 للطاقة الشمسية و%32 للرياح البحرية.

المصدر: جريدة البورصة

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

البنك الأهلي يستحوذ على 24% من رأسمال “هايد بارك” العقارية

استحوذ البنك الأهلي المصري على حصة البنك العقاري المصري العربي...

منطقة إعلانية