يعتقد البعض في أن البروتين البديل قد يكون أحد أطواق النجاة التي لو تمسك بها العالم لاستطاع أن يحد من الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية التي نواجهها مؤخرًا، في حين أن البعض كان قد آشار إليه على أنه صخب إعلامي ليس أكثر.
البروتينات البديلة هي بدائل نباتية وتكنولوجيا غذائية للبروتين الحيواني، تشمل المنتجات الغذائية المصنوعة من النباتات، على سبيل المثال، الحبوب والبقوليات والمكسرات والفطر والطحالب وحتى اللحوم المستزرعة (المزروعة في المختبر).
ما الجديد؟
يحد التوسع في إنتاج واستهلاك البروتين البديل، من الانبعاثات الضارة التي يُسأل عنها القطاع الغذائي العالمي، البالغة 26% من إجمالي الانبعاثات، ما يمنح آليات أفضل للتصدي للتغيرات المناخية التي نواجهها، ويُخفض درجة حرارة الكوكب، مع العلم بأن قطاع الزراعة الحيوانية وحده مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة بنحو 15% من التقديرات العالمية، لتتساوى مع انبعاثات قطاع النقل بالكامل، بحسب تقرير لـ BCG.
ما فائدة الاستثمار بالبروتين البديل؟
الاستثمار في البروتين البديل يضمن مدخرات أعلى على كل دولار بالمقارنة مع الصناعات الأخرى، إذ يُمكن اعتبار ما ستوفره من انبعاثات بمثابة مكاسب مالية عند تقييمها من حيث القيمة السوقية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يتم إنفاق استثمارات كثيرة عليها لتخفيف حدتها.
بالنظر إلى قيمة الانبعاثات المقدرة من 50 إلى 80 دولارًا للطن من ثاني أكسيد الكربون، فإن التحول الإجمالي للسوق بالكامل من شأنه أن يحقق وفورات في الانبعاثات تتراوح بين 303 مليار دولار و 484 مليار دولار.
أيضًا، كانت عوامل متعددة تغذي تقدم سوق البروتين البديل، إذ ارتفع رأس المال الاستثماري للقطاع بمعدل سنوي 124%، من مليار دولار في 2019 إلى 5 مليارات دولار في 2021، وفقًا لمعهد الغذاء الجيد.
الاستثمار في الشركات القائمة على التخمير والخلايا الحيوانية، وهما تقنيتان جديدتان، آخذ في الارتفاع، فبين أعوام 2019 و2021، ارتفع الاستثمار فى التخمير بأكثر من 137%، من 300 مليون دولار إلى 1.7 مليار دولار، وارتفع الاستثمار فى الخلايا بأكثر من 425%، من 50 مليون دولار إلى 1.4 مليار دولار.
كما أن شركات الأغذية التقليدية تستثمر في البروتينات البديلة أيضًا، وفي عام 2020، شاركت الشركات في حوالي 60٪ من جولات التمويل، ضمن مجهودات تحول البروتين كجزء من إعادة تشكيل أوسع للنظام الغذائي.
تأثير مناخي كبير
كل هذا التقدم يأتي في وقت حرج، ويعد الحد من الزراعة الحيوانية في سلسلة القيمة الغذائية حلاً عالي التأثير بشكل استثنائي لأزمة المناخ العالمية، إذ توقعت الأمم المتحدة أن تصل انبعاثات الغازات الدفيئة إلى 55 جيجا طن بحلول 2030، في غياب أي تغيير في السياسات الحكومية الحالية.
في تقرير “BCG” للعام الماضي، قدرت الشركة التحول إلى بدائل بديلة للحوم البقر ولحم الخنزير والدجاج والبيض سيؤدي لتوفير أكثر من 1 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035 – أو حوالي 0,85 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون في عام 2030، وهذا يساوي إزالة الكربون من صناعات الطيران أو الشحن أو حوالي 22% من صناعة البناء.
الفضل للمستهلك
بوتيرة مُطردة تتزايد أعداد المستهلكين للبروتينات البديلة، في صناعة تقدر قيمتها التجارية العالمية عند 290 مليار دولار، لكن المُغري لمتابعة القصة، هو أن الاستهلاك يأتي بغرض بيئي، فيما شجعت الفكرة أن يوافق مستهلكين جُدد على الانضمام لمن سبقهم، وفقًا لأحدث أبحاث شركة الاستشارات العالمية بوستون كونسالتنج جروب “BCG”.
أظهر استطلاع “BCG” أن المستهلكين يفهمون أهمية البتروتين البديل في التغير البيئي، وتوصل البحث إلى أن ما يزيد على 30% من المستهلكين يستخدمونها فقط لأنهم يعتبرون لأن يكون لهم تأثير إيجابي كبير على المناخ.
وفقًا للبحث، فالمستهلكين يتبنون هذا النوع من البروتين، ووهم سعداء جدًا في جميع أنحاء العالم حين يشترون البروتينات البديلة، على حد وصف البحث، والتوقعات تُشير إلى أن البروتينات البديلة ستمثل 11% من إجمالي سوق الأغذية بحلول 2035.
كشفت دراسة استقصائية أجرتها “BCG” و “Blue Horizon” عام 2022، شملت أكثر من 3700 مشارك في 7 بلدان، أن المستهلكين في معظم الأسواق يقدرون سمات المنتج للذوق والقيمة الغذائية والصحة أكثر من غيرهم، وأن التحسينات في 3 مجالات رئيسية، الصحة والذوق والسعر، بمثابة مفتاحًا لزيادة الطلب.
قال ما يقرب من 75% من المستجيبين إن اتباع نظام غذائي صحي هو الدافع الأساسي لهم لبدء استهلاك البروتينات البديلة، فعندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار شراء بين العديد من المنتجات، يظهر الذوق كمعيار رئيسي، لكن لا يزال السعر نقطة شائكة في جميع الأسواق، فالمستهلكين يبدو أنهم لن يدفعون علاوة لمنتج لا يقدم سوى تكافؤ الذوق مع المنتجات الحيوانية.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا