تعد المدينة واحدة من 15 مركزا حضريا تحاول إحداث قفزة فى نخبة البلاد، والتى تُعرف سوياً باسم مدن «الدرجة الأولى الجديدة»، وتشكل بالفعل حوالى خمس الناتج المحلى الإجمالى للصين.
وفى مدينة تقع جنوب تشانغشا مباشرةً، يوجد أحد مراكز التصنيع الرئيسية لشركة السكك الحديدية المملوكة للدولة فى الصين «سى.أر.أر.سى».
هذه الميزة تعنى أنه لا ينبغى أن تضطر إلى التنافس مباشرة مع المدن المجاورة مثل مدينة تشنغدو، التى تمتلك قاعدة كبيرة لتصنيع الطائرات، كما يقول وانج تاو، من بنك «يو.بى.إس».
يتمثل التحدى الأول الذى يواجهه المخططون فى تطوير الصناعة الحالية للمدينة من خلال الرقمنة والأتمتة، إذ قدمت الحكومة إعانات كبيرة لتشجيع شركات تكنولوجيا الإنترنت على التجمع حول شركات الآلات والبناء والنقل القائمة، بالتالى تم إنشاء الآلاف من الشركات المرتبطة بالأتمتة.
ويراقب المسؤولون ما سيحدث بعد ذلك، كما يقيس أحد الإصلاحات الأخيرة فى المجمعات الصناعية مقدار الضرائب التى تدفعها الشركات لكل 0.06 هكتار من الأرض التى تشغلها، وستؤدى فى النهاية إلى طرد أصحاب الدخل المنخفض.
غالباً ما تتضمن الترقيات الصناعية دمج أنظمة جديدة تماماً، مثل شبكات إنترنت داعمة للجيل الخامس أو لوجستيات مدعومة بالذكاء الاصطناعى، فى الشركات القديمة من أجل المساعدة فى تعزيز الكفاءة، كما يشير المحللون فى البنك الاستثمارى «جيفريز».
يمكن أن تستغرق هذه الأنواع من التغييرات أعواماً وتتطلب مزودى تكنولوجيا كبار وذوى خبرة، لكن معظم الشركات العاملة فى تشانغشا صغيرة، ولا تعتبر موطناً لأية شركات تقنية كبيرة، والتى مقرها الرئيسى يقع فى العادة فى مدن شرق الصين.
حتى أن بعض المحاور الصناعية المجاورة مثل تشنغدو تسجل نتائج أفضل على هذا الصعيد، وهذا يعنى فى النهاية أن وتيرة الرقمنة الصناعية ستكون أبطأ فى تشانغشا، كما يقول شو ديهونج، مؤسس شركة البرمجيات الصناعية المحلية «كادستار».
يدور التحدى الثانى حول تسريع ازدهار شركات التكنولوجيا الجديدة.
ومثل العديد من المدن المجاورة، تسارع تشانغشا لبناء مجمعات ذكاء اصطناعى ذكى، وقد أعلنت وزارة العلوم والتكنولوجيا العام الماضى أنها ستبنى منطقة ابتكار ذكاء اصطناعى وطنية فى المدينة.
يذكر أنه تم إنشاء حوالى 5180 شركة تدعى أنها تقدم خدمات متعلقة بالذكاء الاصطناعى فى تشانغشا فى الأشهر السبعة الأولى من عام 2022، ارتفاعاً من حوالى 3000 شركة فى عام 2021 بالكامل، بحسب شركة «كيتشاشا»، وهى شركة استخباراتية للشركات.
وانعكس هذا الاتجاه فى جميع أنحاء المدن الصينية الداخلية، لكن ما إذا كان هذا يعكس ريادة أعمال تقنية حقيقية، فإنه أمر مشكوك فيه، حيث يعتقد الخبراء أن العديد من شركات الذكاء الاصطناعى الجديدة تفعل القليل عندما يتعلق الأمر بالابتكار الحقيقى.
يحتاج المركز التكنولوجى المزدهر أيضاً إلى إمدادات ثابتة من المواهب، و أعلنت الحكومة فى أبريل عن قائمة من 45 إجراءً تهدف إلى إقناع المهنيين الشباب بالدخول إلى المدينة، بما فى ذلك منح تصل إلى 100 مليون يوان لكبار العلماء ومؤسسات التكنولوجيا.
ومن عوامل الجذب الأخرى، انخفاض مستويات المعيشة، إذ تتمتع مدينة تشانغشا ببعض من أدنى أسعار المساكن مقارنة بأى مدينة كبيرة فى البلاد، مما يجعلها جذابة بشكل خاص لرجال الأعمال الشباب.
ومع ذلك، فإن هذه الحوافز قد تكون غير كافية.
عن ذلك، يقول وانج بينج، من شركة «هويجيانغ أوتوميشن تكنولوجى»، وهى شركة تقنية شيدت مكتباً فى تشانغشا العام الماضى، أنه رغم الحوافز السخية، ما زال من الصعب توظيف الأشخاص المناسبين.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا