أخبار

وسط منافسة إقليمية.. هل تجني مصر 30 مليار دولار من السياحة؟

وجهة سياحية

عوضت مصر خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 84% من إيراداتها السياحية خلال نفس الفترة من عام 2019 قبل تفشي وباء كورونا.
بشكل عام يعتبر 2019 عام قياسي للسياحة المصرية، إذ حققت أعلى إيرادات على الإطلاق بنحو 13 مليار دولار، لكن تراجعت الإيرادات السياحية لاحقا تحت ضغوط وباء كورونا.
تعتبر السياحة أحد أهم مصادر الدخل الأجنبي لمصر بعد الصادرات وتحويلات المصريين بالخارج، كما تتميز بإمكانية سرعة تحقيق العائد منها.
تطمح الحكومة المصرية للوصول بالإيرادات السياحية إلى 30 مليار دولار، وقال رئيس الوزراء في الأسابيع الأخيرة إن الحكومة مستعدة لتوفير “لبن العصفور” للمطورين السياحيين لتحقيق هذا الهدف.
السياحة المصرية

في المقابل يرى مجتمع السياحة أنه لا يزال هناك عدد من المطالب العاجلة التي ينتظرها من الحكومة ليتمكن القطاع من الانطلاق نحو توفير الدولار الذي تعاني مصر من نقصه حاليا.

ما هي المطالب؟

إيهاب عبدالعال، أمين صندوق جمعية السياحة الثقافية، قال لـ “إيكونومي بلس” إن القطاع الخاص السياحي يحتاج لعدد من المطالب ليتمكن من تحقيق هدف الـ30 مليار دولار سنويا، تتمثل في تجهيز المطارات التي تصل إليها الرحلات الدولية بشكل لائق بخلاف قدرتها على استيعاب أكثر من 20 مليون سائح سنويا.
وأكمل قائلا:” لابد من السماح بمهلة لا تقل عن عام لتجديد الفنادق والالتزام بالمواصفات العالمية، إضافة إلى أن تأجيل جميع الرسوم والضرائب حتى بداية 2024 وتحصيلها دون فوائد على عامين”.
طالب عبد العال أيضا بالسماح للقطاع السياحي باستيراد وسائل النقل المختلفة لمدة عامين سابقين بدلا من عام سابق نتيجة ارتفاع التكاليف .
تسمح مصر لشركات السياحة باستيراد سيارات معفاة من الجمارك، على أن تكون عمرها عام واحد كحد أقصى، كنوع من الدعم للقطاع.

يرى عبد العال أن مقومات مصر السياحية تمكنها من الوصول للمستهدف الحكومة من العائد السياحي سنويا مشيرا لأهمية الاهتمام السياحة الثقافية التي يرتفع عائد السائح بها إلى 3 أضعاف العائد من السياحة الشاطئية.
وقال إن نسبة السياحة الثقافية في مصر تتخطى النسب العالمية التي تتراوح بين 8 و9%، لكنه يرى وجوب العمل إلى الوصول إلى 20% في الفترة المقبلة خاصة وأن المقومات الطبيعية بداية من الموقع الاستراتيجي والآثار المختلفة من أهم عوامل جذب السائح الأجنبي، بحسب عبد العال.

الفرصة سانحة

ربما توفر الأزمة الحالية في أوروبا بسبب تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية إضافة إلى الشتاء القارص الذي ينتظر القارة العجوز وسط أزمة الطاقة الراهنة، لكن يتوقف هذا على توافر إدارة محترفة في استغلال الفرصة بداية من مؤتمر المناخ “COP 27” الذي تستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ الشهر المقبل يعقبه كأس العالم بقطر.

أعلنت الشركة المصرية للمطارات الأربعاء عن تسيير رحلات من مدينتي الغردقة وشرم الشيخ إلى الدوحة خلال فترة كأس العالم، وتعتبر فترة كأس العالم فرصة سياحية لجميع الدول المحيطة بقطر وسط شح العقارات المتاحة للإيجار نسبة إلى أعداد المشجعين المتوقعة خاصة في الأدوار الأولى للبطولة.

” علينا العمل الجاد خلال الأيام المقبلة ليتمكن القطاع الخاص مع الحكومة على عرض مقومات مصر السياحية سواء طبيعية وبشرية عبر بوابة مؤتمر المناخ بما يمثل أولى خطوات الترويج للمقصد المصري في الأسواق الخارجية”، بتلك الكلمات بدأ هشام خضر مدير عام مجموعة باروتيل شرم الشيخ حديثه.
وقال:” إن إعلان الحكومة عن استهداف 30 مليار دولار خلال السنوات الثلاثة المقبلة أمرا يدفع القطاع الخاص على استمرار تطوير الفنادق وتطوير وتنمية العنصر البشري الذي يعد واحدا من الأدوات الضرورية في نجاح المنظومة بأكملها والتي تضمن تكرار السائح زيارته لمصر أكثر من مرة”.
حققت السياحة في مصر عائد بلغ 9 مليارات دولار في العام الماضي بزيادة أكثر من ضعف الإيرادات المسجلة في العام 2020 عندما أدت جائحة كورونا إلى تراجع عائدات السياحة بنحو 70%.
تشير أيضا البيانات المتاحة إلى أن القطاع يتعافى بشكل تدريجي، حيث بلغت عائدات قطاع السياحة، الذي يعد أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، نحو 8.9 مليار دولار في العام 2021، وفقا لبيانات البنك المركزي المصري.

تأسيس شركة للطيران الشارتر؟!

اقترح خضر أيضا تعاون فنادق شرم الشيخ لتأسيس طيران شارتر خاص بها لتتمكن من تقديم أسعار برامج سياحية تنافسية وسط الأزمات الاقتصادية التي تواجهها دول العالم ومتغيرات الأوضاع العالمية، خاصة وأن أسعار الطيران تمثل العامل الأهم في توفير برامج سياحية تنافسية.
طالب أيضا وزارة الطيران بتوفير برامج مخفضة تمكن القطاع السياحي من المنافسة بين المقاصد السياحية خاصة مع الحالة الاقتصادية العالمية.
“السوق الإنجليزية وباقي الأسواق الأوروبية تعاني من زيادة أسعار الطاقة، وهي فرصة لجذبهم لمناخ مصر الدافئ”، قال خضر.
ويعد معرضLondon wtm”” المقرر انعقاده 7 نوفمبر المقبل فرصة لتسويق المقصد السياحي المصري خاصة في السوق الانجليزية والأسواق المختلفة المشاركة بالمعرض.

 

شركات الإدارة المحترفة

“الإدارة المحترفة العالمية هي واحدة من أهم شرايين زيادة تنافسية القطاع السياحي المصري”، هذا ما أكد خضر أهميته في طريق الـ 30 مليار دولار وسط الاستقرار الذي تشهده مصر حاليا وهو ما يعد فرصة لعودة الشركات العالمية المحترفة في إدارة منتجعات شرم الشيخ مرة أخرى بعد خروجها من السوق المصرية في السنوات الأخيرة.
وقال إن عودة الشركات العالمية يصب في صالح شركات الإدارة المصرية إذ يخلق تنافسية في السوق المحلية، ما يعود على البلاد في النهاية.

تأهيل العاملين

دعا محمد عباس، عضو جمعية مستثمري جنوب سيناء سابقا، إلى ضرورة تكاتف الحكومة والقطاع الخاص لتأهيل العاملين بالقطاعين للتعامل مع السائح بداية من المطار مرورا بجميع المحطات وصولا للفنادق لتحقيق رضا دائم للسائح، لافتا إلى أن القطاع يعانى منذ قرابة الـ8 سنوات من ندرة في العمالة المدربة التي خرجت من القطاع.

 

سياحة اليخوت ونظرة مختلفة

أعلن مجلس الوزراء المصري الشهر الماضي إصدار أول لائحة تنظيمية لسياحة اليخوت الأجنبية في المراين والموانئ المصرية.
أنشأت مصر نافذة رقمية موحدة تحت إشراف قطاع النقل البحري في وزارة النقل المصرية، جرى تفعيل العمل بها من شهر سبتمبر الماضي بهدف التسهيل على مالك اليخت أو من ينوب عنه، إدخال البيانات ورفع المستندات والوثائق المطلوبة، وكذلك الإخطار بتسلم الفواتير وكافة التعليمات والتوجيهات وتسلم الشكاوى والمقترحات.

من جانبه قال عباس، إنه لا يزال هناك ما يعيق تدفق العائد السياحي من اليخوت، فرغم قفزات البنية التحتية والموانئ التي تقوم بها الحكومة حاليا، “لا يعقل أن تنتظر اليخوت مدة لا تقل عن 4 ساعات حتى تتمكن من الدخول”، وهو ما لا يتماشى مع المنافسة الشديدة مع الدول المجاورة.

يتوافق رأي عباس مع تصريحات الملياردير المصري، نجيب ساويرس، بشأن المنافسة الشديدة وتأثر المقصد المصري سلبا :”ليس عندي أدنى شك في أن الاستثمارات السياحية السعودية على شواطئ البحر الأحمر ستهدد مقاصدنا السياحية سواء في الغردقة أو شرم الشيخ”.
ولكن سرعان ما رهن عباس حسم النجاح في المنافسة مع السعودية بضرورة توفير إدارة عالمية محترفة للمنظومة السياحية تنجح في إظهار ما نمتلكه كما يفعل الجانب السعودي خاصة أن مصر تمتلك مقومات سياحية تفوق الجانب السعودي.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

زادت 100 مرة.. الفراولة المصرية تزدهر في كازاخستان

ضاعفت مصر صادراتها من الفراولة الطازجة إلى سوق كازاخستان بما...

منطقة إعلانية