ملفات

الصين تقلل من اعتمادها على تكنولوجيا الرقائق الأجنبية

الرقائق الإلكترونية

أظهرت الصين مرارًا وتكرارًا موهبة فى محاكاة التكنولوجيا الأجنبية المتطورة، بدءاً من الأدوات الاستهلاكية إلى السيارات.

ومع ذلك، أثبتت أشباه الموصلات التى تشغل الاقتصاد الرقمى أنها أكثر صعوبة فى إتقانها، وهذا كان المصدر للقلق الكبير بين النخب السياسية والتجارية فى الأعوام الأخيرة.

كان القرار الذى اتخذته أمريكا فى 2022 بوقف صادراتها من الرقائق وأدوات صنع الرقائق الأكثر شهرة إلى الصين سببًا فى تسليط الضوء بشكل كبير على قبضة منافسى الصين الجيوسياسيين على هذه الصناعة.

وارتفعت واردات الصين من آلات الطباعة الحجرية المستخدمة لطباعة الدوائر على رقائق السيليكون بنسبة %450 فى ديسمبر الماضى، مقارنة بالعام السابق، مع تسابق صُناع الرقائق المحليين لشراء تكنولوجيات متقدمة من شركة «إيه إس إم إل»، الشركة الرائدة فى السوق الهولندية، قبل بدء تنفيذ قيود التصدير التى فرضتها هولندا فى يناير.

وبالرغم من أن الحكومة الصينية كانت تقدم إعانات لدعم صناعة الرقائق المحلية لأعوام عدة، إلا أن المخاوف المتزايدة بشأن القيود التجارية التى تفرضها أمريكا وحلفاؤها دفعتها إلى مضاعفة جهودها.

فى 2022، عززت الحكومة الصينية الجهود الوطنية التى يشار إليها غالبا باسم مشروع «ابتكار المعلومات»، الذى يهدف إلى استبدال الموردين الأجانب لتكنولوجيا أشباه الموصلات، بجانب أمور أخرى.

وفى حين دفعت الدولة ذات يوم شركات تصنيع الرقائق إلى التعاون مع الموردين المحليين، فإن المستثمرين ومجالس الإدارة يطالبون بها الآن كشكل من أشكال التأمين ضد الحروب التجارية، ونتيجة لذلك، تتعمق سلسلة توريد أشباه الموصلات فى الصين بشكل مضطرد، لكن هل يمكنها أن تضاهى منافسيها؟.

تعمل صناعة الرقائق فى الصين تحت غطاء من السرية، فقد صدمت شركة «هواوى» الصينية الرائدة فى مجال التكنولوجيا فى أغسطس العالم من خلال إنتاج هاتف ذكى يضم معالج بحجم 7 نانومتر، مما يجعلها قادرة على توفير سرعات جيل خامس للإنترنت.

ويشاع الآن أن الشركة على وشك تصميم معالج بحجم 5 نانومتر، بالشراكة مع المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات، أكبر مسبك فى الصين، ويقال إن رقائق «أسيند» التى صممتها «هواوى» لتطبيقات الذكاء الاصطناعى، تُستخدم الآن من قبل شركات مثل «بايدو».

ومثلها مثل شركة «إنفيديا»، بطلة رقائق الذكاء الاصطناعى فى أمريكا، طورت «هواوى» منصة برمجية خاصة بها، تسمى «كان»، والتى تساعد المطورين على استخدام رقائقها لبناء نماذج الذكاء الاصطناعى، بحسب ما نقلته مجلة «ذا إيكونوميست» البريطانية.

كل هذا لايزال يضع صناعة الرقائق فى الصين بعيدًا عن الحدود التكنولوجية، وحتى لو نجحت «هواوى» و»المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات» فى إنتاج رقائق بحجم 5 نانومتر، فستظلان متخلفتين بشكل كبير عن عملاق التكنولوجيا الكورى الجنوبى «سامسونج»، وشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، وكلاهما بدأ فى إنتاج رقائق بحجم 3 نانومتر بكميات كبيرة فى 2022.

ولاشك أن افتقار الصين إلى معدات الطباعة الحجرية المتقدمة سيشكل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق المزيد من التقدم، وتعمل الصين بشكل مضطرد على التخلص من اعتمادها على تكنولوجيا أشباه الموصلات الأجنبية.

وتعمل شركة «هواوى»، التى تضررت فى 2019 بسبب العقوبات التى حالت دون وصولها إلى التكنولوجيا الأمريكية، على تنمية النظام البيئى الأوسع لصناعة الرقائق فى الصين.

ويقال إنها تتعاون بشكل وثيق مع عدد من مسابك الرقائق، إما عن طريق الاستثمار المشترك فى المشاريع أو تبادل الموظفين.

وفى مارس الماضى، أعلنت «هواوى» أنها حققت عددًا من الاختراقات التكنولوجية فى تطوير برامج أتمتة التصميم الإلكترونى، المستخدمة لإنشاء مخططات للرقائق، والتى قالت إنها ستحرر الصناعة الصينية من الحاجة إلى الاعتماد على الموردين الأجانب لأدوات

أشباه الموصلات بحجم 14 نانومتر وأكبر.

وارتفعت حصة المنتجين الصينيين من أدوات تصنيع الرقائق من %4 فى 2019 إلى ما يقدر بنحو %14 فى العام الماضى، وفقًا لشركة السمسرة «بيرنشتاين».

وسيطرت شركة «أميك»، وهى شركة صينية تستخدم أجهزتها لإزالة المواد المتبقية من الرقاقة، على %10 من السوق الصينية فى 2021، ومنذئذ اكتسبت الشركة حصة من المنافسين الأجانب مثل شركة «لام ريسيرش» الأمريكية.

وتعتقد شركة «برنشتاين» أن الحصة السوقية لـ«أميك» وصلت إلى %16 العام الماضى، وسترتفع إلى حوالى %30 بحلول 2025.
وضخت الصين بالفعل دعمًا بنحو 150 مليار دولار فى صناعة الرقائق خلال العقد الماضى، وفقًا لتقدير حديث لوزارة التجارة الأمريكية، حيث تشارك الحكومة الآن فى جميع أنحاء سلسلة توريد أشباه الموصلات فى البلاد من خلال الاستثمارات المختلفة.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية