وضع معهد التمويل الدولي رؤيتين لحجم تأثير الهجمات الأخيرة على معامل التكرير التابعة لشركة أرامكو السعودية، على اقتصاد المملكة، ويرى المعهد في كل الأحوال أن الاقتصاد السعودي سيتحول للانكماش هذا العام، بنسبة تصل إلى 2.1%، كما سيتراجع إنتاج النفط 8.7%.
وأدت هجمات الطائرات بدون طيار يوم السبت الماضي على منشآت النفط السعودية إلى تعطيل 5.7 مليون برميل يوميًا من إنتاج النفط الخام السعودي، وهو ما يمثل أكثر من نصف متوسط الإنتاج اليومي للمملكة في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام.
وأشار تقرير للمعهد أن خسارة الإنتاج من الخام السعودي تمثل 6٪ من إمدادات النفط العالمية وتتجاوز من حيث القيمة فقدان الإنتاج الكويتي في أغسطس 1990 بسبب غزو العراق، أو انخفاض إنتاج النفط الإيراني في عام 1979 أثناء الثورة الإسلامية.
أضاف التقرير أن الهجمات على منشآت النفط السعودية أظهر ضعف إمدادات النفط العالمية في مواجهة اضطرابات الشرق الأوسط، التي تمثل 25 ٪ من إنتاج النفط الخام العالمي.
تأثير الهجمات على اقتصاد السعودية
سيتوقف تأثير هجمات الطائرات بدون طيار على اقتصاد السعودية على السرعة التي يمكن بها استعادة الإنتاج. نظرًا لعدم اليقين هذا، أعد معهد التمويل الدولي سيناريوهين.
افترض التقرير في السيناريو الأقرب للتنفيذ والأفضل أن إنتاج النفط سيتعافى إلى مستوى ما قبل الأزمة في غضون 4 أسابيع، ما يؤدي إلى أن يبلغ متوسط إنتاج النفط السعودي 9.75 مليون برميل يوميا خلال 2019، بانخفاض طفيف من 10.13 مليون برميل كما كان متوقعًا في السابق، بسبب الانخفاض الحاد في إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي، سينكمش الاقتصاد السعودي بنسبة 0.3% وسيرتفع العجز المالي المملكة مقارنةً بتوقعات قبل الهجوم.
في السيناريو الأسوأ، يرى المعهد أن الاستعادة الكاملة للإنتاج ستتطلب وقتًا أطول بكثير، يصل إلى شهرين. وبالتالي سينخفض متوسط إنتاج للنفط إلى 9.25 مليون برميل يوميًا، مما يتسبب في انكماش إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 2.1٪، حيث ينكمش الجانب المعتمد على النفط بنحو 9.2٪.
وأضاف التقرير أن المستثمرون الأجانب المحتملين في السعودية سيكونون أكثر حذراً في المدى القصير.
ماذا سيحدث لأسعار النفط؟
قال معهد التمويل أنه لا يزال نطاق عدم اليقين بشأن سعر النفط لبقية 2019 و 2020 كبيراً، وعلى الرغم من حالة عدم اليقين المرتفعة الناتجة عن هجوم الطائرات بدون طيار في السعودية، بقي سعر عقود نفط برنت الآجلة المنتهية في ديسمبر 2020 ثابتًا عند مستوى 60 دولارًا للبرميل.
وتمتلك كل من الولايات المتحدة والصين واليابان، أكبر 3 مستهلكين للنفط في العالم، احتياطيات استراتيجية وفيرة يمكنهم استخدامها في نطاق محدود استجابة لانقطاع الإمدادات الحاد.
ما هي العوامل التي ستؤثر في أسعار النفط؟
تراجع الأسعار:
(1) استعادة الإنتاج الطبيعي في المملكة العربية السعودية بشكل أسرع من المتوقع
(2) الانتقال السلمي للسلطة في فنزويلا ، مما قد يمهد الطريق لتجديد المشاركة الأمريكية في إنتاج النفط الخام في البلاد.
ارتفاع الأسعار:
(1) انخفاض الإنتاج الليبي بسبب الحرب الأهلية.
(2) توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق قبل نهاية العام، ما سيخفف من التباطؤ المتوقع للاقتصاد العالمي وبالتالي تعزيز الطلب على النفط.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا