تناقش الدول الغربية تشديد العقوبات على إيران ردا على هجومها على إسرائيل، وتهدف الخطوة جزئيا لإثناء تل أبيب عن تصعيد الصراع مع طهران ، وفقا لفاينانشال تايمز.
إيران هي ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، وتمثل حوالي 3% من إجمالي الإنتاج العالمي بنحو ثلاثة ملايين برميل يوميا، وفقا لرويترز.
دراسة الدول الغربية لفرض عقوبات على إيران تأتي في وقت لامست فيه صادراتها النفطية الإيرانية أعلى مستوياتها منذ الربع الثالث من العام 2018، إذ باعت طهران ما متوسطه 1.56 مليون برميل يوميا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، وفقا لشركة البيانات فورتيكس، ومنح النفط 35 مليار دولار سنويًا للاقتصاد الإيراني.
معظم النفط الإيراني الذي تم بيعه هذا العام ذهب إلى الصين، وفقًا لشركة كبلر، التي تتعقب الناقلات في جميع أنحاء العالم، وقد يؤدي فرض العقوبات بقوة إلى زعزعة استقرار سوق النفط، وهو ما لا يرغب فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية نهاية هذا العام.
العقوبات قد تتسبب أيضا في خلاف صيني أمريكي، إذ تعتمد الصين على إيران في نحو عُشر وارداتها النفطية، وهي تعالج النفط من خلال مصافي خاصة أصغر حجمًا من تلك المملوكة للدولة.
يسلط نجاح إيران في تصدير خامها الضوء على الصعوبات التي تواجه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في سعيهما لزيادة الضغط على طهران في أعقاب هجومها بالصوارية والطائرات المسيرة على إسرائيل.
صرحت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين هذا الأسبوع بأن إيران تواصل “بوضوح” تصدير نفطها، وأن هناك “المزيد مما ينبغي عمله” للحد من هذه التجارة.
لكن أسعار النفط تراجعت في أعقاب الهجوم الإيراني، حيث راهن التجار على أن الإمدادات من المنطقة لن تنقطع، وانخفض خام برنت بنسبة 3% إلى 87.37 دولاراً للبرميل يوم الأربعاء.
قال أرمين عزيزيان، كبير المحللين والمتخصص في العقوبات في “Vortexa”، إن الولايات المتحدة بدأت مؤخرًا في استهداف ناقلات فردية يشتبه في أنها تحمل الخام الإيراني، وفرضت عقوبات على اثنتين في فبراير و13 أخرى في أبريل، لكنه أضاف أن التأثير على الصادرات حتى الآن كان “ضئيلا”.
أشار أيضا إلى أن الإيرانيون جيدون جدًا في إيجاد الثغرات، وأضاف: “إنهم الآن يخدعون نظام “AIS”، وهو نظام تتبع السفن، ويتظاهرون بأنهم في موقع واحد عندما يكونون في مكان آخر، وهذا يجعل من الصعب تتبعهم”.
“نما حجم الأسطول الذي تستخدمه إيران لنقل النفط بمقدار الخمس العام الماضي إلى 253 سفينة، وتضاعف عدد الناقلات العملاقة التي تحمل ما يصل إلى مليوني برميل من النفط منذ عام 2021″، بحسب عزيزيان.
قال وزير النفط الإيراني جواد أوجي “إنه بينما يريد أعداء إيران وقف صادراتها، اليوم، يمكننا تصدير النفط إلى أي مكان نريد، وبأقل التخفيضات”.
تحايل إيران على العقوبات يهدد بايدن
يقول محللين إن واشنطن غير راغبة في التطبيق الصارم للعقوبات الذي فرضه الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2018، لتجنب التأثير على إمدادات النفط العالمية في عام الانتخابات الأمريكية.
في طهران، قالت وكالة تسنيم الرسمية للأنباء، الأربعاء، إن صناعة النفط في البلاد وجدت سبلا للالتفاف على العقوبات، مضيفة أنه بما أن الصين هي العميل الرئيسي لها، فإنها محمية إلى حد كبير من الضغوط الغربية.
قال فرناندو فيريرا، رئيس خدمة المخاطر الجيوسياسية في مجموعة رابيدان للطاقة في الولايات المتحدة: “أتقن الإيرانيون فن التحايل على العقوبات، وإذا كانت إدارة بايدن تريد حقًا أن يكون لها تأثير، فعليها تحويل التركيز إلى الصين“.
أدى ارتفاع إنتاج النفط الصخري على مدى العقد الماضي إلى تحويل الولايات المتحدة إلى أكبر منتج في العالم، وأطلق العنان لواشنطن لتكون أكثر عدوانية في فرض عقوبات على مصدري الخام الآخرين، كما أعادت فرض العقوبات على فنزويلا، وهي عضو آخر في منظمة أوبك.
كانت إدارة بايدن أيضًا على استعداد للإفراج عن النفط الخام من مخزونها الاستراتيجي، وأشارت إلى أنها يمكن أن تفعل ذلك مرة أخرى إذا ارتفعت الأسعار العالمية ودفعت تكاليف البنزين المحلية إلى الارتفاع، رغم أنها تعتبر خطوة صورية.
ومع ذلك، هناك ضغط جمهوري متزايد على البيت الأبيض لاتخاذ إجراءات ضد مبيعات النفط الإيرانية، إلى جانب انتقادات للإدارة بسبب تخفيفها للإجراءات الحالية.
قالت حليمة كروفت، الرئيس العالمي لاستراتيجية السلع الأساسية في “RBC Capital Markets”: “السؤال بالنسبة لإدارة بايدن هو ما إذا كان لديهم أي حافز للاستفادة من هيكل العقوبات الذي استخدمته إدارة ترامب لخفض صادرات إيران بمقدار مليون برميل يومياً”.
أسقطت القوات الإسرائيلية وابلًا من حوالي 300 صاروخ وطائرة مسيرة أطلقتها إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع. لكن الهجوم – وهو المرة الأولى التي تستهدف فيها طهران إسرائيل بشكل مباشر – زاد من المخاوف من أن المنطقة تنزلق نحو صراع أوسع، حيث تدرس إسرائيل كيفية الرد.
شنت إيران الهجوم ردا على غارة إسرائيلية على قنصليتها في دمشق أسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة الإيرانيين.
في المقابل، ساعدت التوترات المتصاعدة منذ بداية حرب إسرائيل على غزة في 7 أكتوبر في دفع أسعار النفط إلى الارتفاع بنسبة تزيد على 15% هذا العام لتصل إلى نحو 90 دولاراً للبرميل.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا