أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، تعيين الملياردير إيلون ماسك في منصب قيادي بوزارة جديدة أُطلق عليها اسم “وزارة كفاءة الحكومة”، وفقاً لما أفادت به وكالة رويترز.

يتيح هذا التعيين لماسك، الذي يُصنّف كأغنى رجل في العالم حسب تصنيف مجلة فوربس، تأثيراً واسعاً في إدارة ترامب بعد دعمه المالي القوي لحملة الرئيس الأمريكي وتقديم ملايين الدولارات لتعزيز فرص فوزه.

من المتوقع أن يتولى ماسك، إلى جانب السياسي والمرشح الجمهوري السابق فيفيك راماسوامي، قيادة الوزارة الجديدة.

يُشار إلى أن راماسوامي، وهو مؤسس شركة أدوية، كان قد خاض سباق الترشيح الرئاسي الجمهوري إلى جانب ترامب قبل أن يسحب ترشيحه ويؤيد ترامب علناً.

يعمل ماسك في هذا المنصب غير الرسمي من دون الحاجة إلى مصادقة مجلس الشيوخ، ما يتيح له البقاء في رئاسة شركاته الكبرى مثل تسلا، ومنصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، وشركة الفضاء “سبيس إكس”.

مهمة الوزارة الجديدة: تفكيك البيروقراطية

أشار ترامب إلى أن مهمة ماسك وراماسوامي ستتمثل في “فتح الطريق لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وخفض النفقات غير الضرورية، وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية”.

أضاف ترامب أن الوزارة الجديدة تهدف إلى تحقيق أهداف طويلة الأمد للحزب الجمهوري في كفاءة الحكومة، كما ستعمل بتوجيه وإرشاد من خارج الحكومة.

أكد ترامب أن الوزارة ستتعاون مع البيت الأبيض ومكتب الإدارة والميزانية لتحقيق إصلاحات هيكلية كبيرة وتقديم نهج ريادي غير مسبوق في إدارة الحكومة.

من المتوقع أن يتم الانتهاء من الإصلاحات بحلول الرابع من يوليو، والذي يصادف الذكرى 250 لتوقيع إعلان الاستقلال.

بداية جني الأرباح

لم يكن مستغرباً أن يبدأ إيلون ماسك بجني ثمار دعمه المالي الضخم لترامب بعد ظهوره إلى جانبه علناً وتقديم دعم مالي بملايين الدولارات.

يتوقع الخبراء أن تزداد استفادة ماسك وشركاته من المنصب الجديد، حيث قد تشهد القيمة السوقية لشركاته، إضافة إلى الأعمال التي يفضلها مثل الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية، انتعاشاً ملحوظاً بفضل ما يمكن أن تحققه هذه الوزارة.

وصف دانيال إيفز، محلل الأسهم بشركة ويدبوس للأوراق المالية، دور ماسك المتوقع في إدارة ترامب بأنه “ضخم”، مضيفاً أن تأثيره سيشمل العديد من الوكالات الفيدرالية.

علّق إيفز قائلاً: “هذه خطوة بوكر تاريخية”، في إشارة إلى لعبة البوكر التي تتطلب استراتيجية دقيقة، إذ أضاف قائلاً إن المكاسب التي سيحققها ماسك وشركة تسلا ستفوق بكثير أية سلبيات قد تترتب على تعيينه.

العملة الرقمية لـ ماسك

يُشار إلى أن “دوجكوين” (DOGE)، العملة الرقمية التي يروّج لها ماسك، تحمل نفس الأحرف المختصرة لاسم الوزارة الجديدة.

ارتفع سعر دوجكوين أكثر من الضعف منذ يوم الانتخابات، تزامناً مع توقعات بتخفيف الرقابة التنظيمية على العملات الرقمية في ظل إدارة ترامب.

كما قفزت أسهم تسلا بنسبة 30% بعد أن كانت قد شهدت انخفاضاً في وول ستريت قبيل إعلان نتائج الانتخابات.

في أغسطس الماضي، نجح ماسك وتسلا في الحصول على حكم برفض دعوى قضائية فيدرالية تتهمهما بالتلاعب في سوق دوجكوين والتسبب بخسائر ضخمة للمستثمرين، مما يعزز من موقف ماسك مع هذه العملة الرقمية.

انتقادات حادة

من جهة أخرى، أثارت هذه الخطوة انتقادات من منظمة “مواطنون”، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بالدفاع عن حقوق المستهلكين.

وصفت ليزا غيلبرت، المشاركة في رئاسة المنظمة، تعيين ماسك بأنه “فساد مطلق”، مشيرة إلى أن ماسك ليس لديه خبرة في تنظيم الحكومة وكفاءتها، وأن تاريخه الشخصي يشير إلى تعارض مصالح كبير مع دوره الجديد.

وعد ماسك بالشفافية

عبر منصة “إكس”، أعلن ماسك عن التزامه بالشفافية في الوزارة الجديدة قائلاً: “ستُنشر جميع إجراءات وزارة كفاءة الحكومة على الإنترنت لتحقيق أقصى درجات الشفافية”.

شبه ترامب جهود الكفاءة التي يقودها ماسك بـ”مشروع مانهاتن”، الذي أسفر عن إنتاج القنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية، مؤكداً على أهمية التغيير الجذري.

خفض الميزانية

من جانبه، صرح ماسك قائلاً: “سننشئ قائمة لأكثر الإنفاقات الحكومية غير الضرورية، ما سيساهم في التسلية والكشف عن أوجه القصور”.

أضاف في تجمع لدعم ترامب الشهر الماضي: “يمكن خفض الميزانية الفيدرالية بقيمة لا تقل عن 2 تريليون دولار”، مؤكداً على أهمية التوقف عن إهدار أموال دافعي الضرائب.

وفقاً لمكتب الميزانية في الكونجرس، يُقدر أن يصل الإنفاق الاختياري في الولايات المتحدة، بما في ذلك إنفاق الدفاع، إلى 1.9 تريليون دولار من أصل إجمالي الإنفاق الفيدرالي المتوقع لعام 2024، والبالغ 6.75 تريليون دولار

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا