تواجه شركة “إنفيديا” الأمريكية الرائدة في صناعة الرقائق، تحديات غير مسبوقة في السوق الصينية، مع إعلانها عن خسائر محتملة تتجاوز 5.5 مليار دولار خلال العام الجاري، بعد فرض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قيودا صارمة على تصدير شريحتها الذكية “H20” إلى بكين، ما يضع أرباح الشركة ونموذجها التجاري على المحك في واحدة من أهم أسواقها العالمية.
جاءت هذه التطورات قبل إعلان “إنفيديا” نتائجها الفصلية، وسط ترقب حذر من المستثمرين بشأن مدى قدرة الشركة على تعويض خسائر السوق الصينية عبر أسواق بديلة.
قد قدّر الرئيس التنفيذي جينسن هوانج حجم سوق الرقائق الذكية في الصين بنحو 50 مليار دولار خلال عام 2025، كاشفا عن تخلّي الشركة عن صفقات بقيمة 15 مليار دولار هناك.
تُعد شريحة H20، وهي الوحيدة التي حصلت على تصريح تصدير إلى الصين، مسؤولة عن نحو 13% من إيرادات “إنفيديا” في العام الماضي، إلا أن الشركة امتنعت عن تقديم بيانات رسمية حول حجم مبيعاتها بعد القيود الجديدة.
بحسب تقارير محللي “ويدبوش”، فإن فقدان هذا السوق الحيوي يُشكل اختبارا لقدرة الشركة على تحقيق النمو في أسواق أخرى مثل الشرق الأوسط والهند.
تشير تقديرات “ساسكويهانا” إلى أن الخسائر المحتملة قد تتراوح بين 3 إلى 4.5 مليارات دولار في كل ربع مالي من العام، ما يهدد بهامش الربح الإجمالي الذي قد يتراجع بأكثر من 11 نقطة مئوية.
في المقابل، تراهن “إنفيديا” على إطلاق شرائح بديلة تعتمد على معمارية “بلاكويل” المتقدمة، مع خطط لبيع 18 ألف وحدة منها إلى شركة سعودية مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، في إطار توسّع استراتيجي مدعوم باتفاقيات أُبرمت خلال عهد ترامب.
في حين تستعد إدارة ترامب لمراجعة ما يُعرف بـ”قاعدة نشر الذكاء الاصطناعي”، التي قسّمت العالم إلى ثلاث مناطق رقابية، تأمل إنفيديا أن يسمح تخفيف القيود بفتح آفاق جديدة في الأسواق الناشئة، رغم أن العائدات المتوقعة في المدى القصير قد تظل محدودة مقارنة بالصين.
أكد الرئيس التنفيذي هوانج في تصريحات صحفية أن “القيود الأمريكية فشلت”، مشيرا إلى أنها دفعت المنافسين في الصين، وعلى رأسهم “هواوي”، لتسريع وتيرة تطوير الرقائق المحلية، ما يزيد من حدة المنافسة العالمية على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
