كتبت: ولاء عدلان
تجددت المخاوف من احتمالية حدوث تسرب نووي بمياه الخليج العربي عقب استهداف الجيش الإسرائيلي لمحطة نطنز النووية الإيرانية فجر اليوم الجمعة.
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن الضربات الجوية التي استهدفت منشأة نطنز النووية الإيرانية أدت إلى إصابة البنية التحتية للمنشأة التي تحتوي على قاعدة تخصيب متعددة الطوابق تضم أجهزة طرد مركزي.
3 أيام فقط
في مارس الماضي، حذر رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مقابلة مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، من أن الاستهداف العسكري للمنشآت النووية الإيرانية يهدد بتلويث مياه الخليج على نحو يهدد الحياة في دول المنطقة وخاصة قطر والإمارات والكويت، التي تعتمد على تحلية مياه الخليج.
أضاف رئيس الوزراء القطري، أن أي هجوم على مواقع نووية إيرانية سيترك الخليج العربي بلا مياه صالحة للشرب ولا أسماك ولا حياة، لذا لا يمكن لقطر أن تدعم أي نوع من الخطوات العسكرية ضد إيران وتسعى لإيجاد حلول دبلوماسية.
أكد أنه وفق تقييمات أعدتها قطر في وقت سابق، فأي هجوم على مواقع نووية إيرانية يتسبب في تلوث إشعاعي لمياه الخليج، من شأنه أن يعرض الدولة لخطر نفاد المياه الصالحة للشرب في غضون ثلاثة أيام فقط.
تابع: “لهذا السبب بنينا في قطر 15 من أكبر خزانات المياه الخرسانية في العالم لتعزيز إمدادات المياه في حالات الطوارئ”.
تدمير قدرات إيران
قال نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا الدكتور علي عبد النبي لـ”إيكونومي بلس” إن إسرائيل تسعى لتدمير قدرات إيران النووية سواء من خلال استهداف العلماء أو منشآت تخصيب اليورانيوم مثل نطنز، لافتا إلى أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية قد يؤدي إلى تسرب إشعاعي إلا أن هذا التسرب تظل خطورته مرهونة بحجم الضرر الذي ستخلفه اي ضربة عسكرية.
أوضح أن أغلب المنشآت النووية تتواجد داخل عمق الأراضي الإيرانية وخطر التسرب النووي حال حدوثه لن يتجاوز تأثيره حدود إيران إلا حال استهداف مفعل بوشهر الواقع على ساحل الخليج العربي.
تعد محطة بوشهر هي محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران، وهي تقع على ساحل الخليج العربي الذي تطل عليه بالإضافة إلى إيران دول خليجية مثل الإمارات والكويت والسعودية والعراق.
أضاف عبدالنبي أنه حال استهداف بوشهر بضربة عسكرية تؤدي إلى انصهار قلب المفعل مثل ما حدث في فوكوشيما النووية أو تعرض مخازن الوقود المحترق لضرر كبير فهذا من شأنه التسبب في تسرب نووي يهدد مياه الخليج العربي بتلوث إشعاعي فضلا عن تسرب الإشعاعات في الجو وباطن الأرض.
خطر تلوث مياه الخليج
أكد عبدالنبي أن دول الخليج ستتأثر بشكل كبير حال تلوث مياه الخليج العربي نتيجة لحدوث أي تسرب نووي في بوشهر، كونها تعتمد على تحليه مياه الخليج العربي كمصدر رئيسي للمياه، لاسيما وانها لا تمتلك مخزونات كبرى من المياه، هذا فضلا عن تلوث الأحياء المائية بالإشعاع.
أفاد بأن تلوث مياه الخليج بالإشعاع النووي حال حدوثه سيحتاج لشهور على الأقل وتصل لعدة سنوات قبل أن تعود المياه لطبيعتها وفقا لنسبة التلوث وعمق الضربة.
حذر تقرير صادر اليوم عن المجلس الأطلسي، من أن الأعمال العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية لن تقتصر آثارها على إيران فحسب بل ستمتد إلى دول الخليج، حال حدوث تسرب نووي أو نفطي على نحو يهدد بتلوث مياه الخليج العربي ويشكل خطرا على البيئة والصحة العامة للمدنيين في منطقة الخليج.
ماذا حدث في نطنز؟
تقع منشأة نطنز النووية في محافظة أصفهان وسط إيران وتضم وحدات لتخصيب اليورانيوم بالإضافة إلى قاعدة تحت الأرض، لذا تعد محورية لبرنامج إيران النووي، وعقب استهداف إسرائيل لـ”نطنز” سارعت السلطات الإيرانية لنفي حدوث أي تسرب نووي نتيجة للضربات التي تسببت في تصاعد أعمدة من الدخان الأسود رصدتها الأقمار الصناعية أعلى موقع المنشأة.
من جانبها، أكدت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أنها رصدت تلوث إشعاعي داخل منشأة نطنز وأنه لا وجود لأي تلوث في الخارج، مؤكدة أنها ستجري تنظيف للإشعاعات داخل نطنز.
من جانبه أكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي في بيان، أن السلطات الإيرانية أبلغت الوكالة بأنه لم يتم تسجيل أي زيادة في مستويات الإشعاع عقب استهداف منشأة نطنز النووية، لافتا إلى أن طهران أكدت أيضا أن محطة بوشهر للطاقة النووية لم تتعرض لأي هجوم إسرائيلي.
فجر اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي، إطلاق عملية عسكرية لاستهداف مواقع عسكرية ومنشآت نووية داخل إيران، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن هدف العملية دحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل، مؤكدا أنها ستستمر إلى حين القضاء على هذا التهديد، في إشارة إلى برنامج إيران النووي.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
