كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مفاوضات سرية تجريها شركة “إكسون موبيل” الأمريكية مع شركة “روسنفت” الروسية، لبحث سبل عودتها إلى مشاريع النفط والغاز داخل روسيا، وفي مقدمتها مشروع “ساخالين-1” العملاق.
تأتي هذه المحادثات بعد لقاء الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، حيث أشار بوتين حينها إلى إمكانية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
تفاصيل المفاوضات
بحسب مصادر مطلعة للصحيفة، أجرى نيل تشابمان، النائب الأول لرئيس “إكسون موبيل”، محادثات مباشرة مع مسؤولي “روسنفت” بشأن عودة الشركة إلى الاستثمار في روسيا، وذلك بعد حصولها على تراخيص خاصة من وزارة الخزانة الأمريكية تسمح بمناقشة الأصول العالقة.
لم يكن على علم بهذه المفاوضات سوى دائرة ضيقة للغاية من قيادات الشركة، في ظل حساسيتها السياسية.
خلفية الانسحاب والخسائر
كانت “إكسون” قد انسحبت من روسيا عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، بعد أن صادرت موسكو حصتها في “ساخالين-1″، وهو ما كبّد الشركة خسائر تجاوزت 4 مليارات دولار.
رغم ذلك يبقى المشروع – الذي بدأ إنتاجه في 2005 – أحد أهم استثمارات “إكسون” في آسيا، حيث وُجّهت صادراته بالأساس إلى الصين والهند.
مكاسب محتملة للطرفين
عودة “إكسون” ستوفر لموسكو التكنولوجيا الغربية والخبرة الإدارية ورأس المال الأجنبي، وهي عناصر ضرورية للحفاظ على مستويات إنتاج مرتفعة في ظل العقوبات الغربية.
أما بالنسبة لواشنطن، فإن استئناف العمل مرهون بمدى تقدم محادثات السلام في أوكرانيا، مع بقاء احتمال فرض عقوبات جديدة قائما إذا تعثرت العملية.
إشارات سياسية داعمة
بوتين وقع خلال قمة ألاسكا مرسوما يسمح للشركات الأجنبية بامتلاك حصص في المشغّل الجديد للمشروع، شريطة توفير المعدات وقطع الغيار الأجنبية.
في المقابل، تشير تقارير إلى أن دارين وودز، الرئيس التنفيذي لـ”إكسون”، ناقش مع ترامب في البيت الأبيض فرص العودة، فيما تكثفت اللقاءات غير المعلنة بين الطرفين في عواصم إقليمية مثل الدوحة والرياض.
التحديات والمخاطر
رغم هذه المؤشرات، تبقى بيئة الأعمال الروسية معقدة بفعل التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، وتزايد تدخل الدولة في الاقتصاد، كما أن التحولات في الأسواق العالمية، مع توقف أوروبا عن شراء النفط الروسي مقابل توسع مبيعاته في آسيا، تضيف مزيدا من التعقيد أمام أي صفقة محتملة.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
