دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، المجتمع الدولى، لتوفير جميع صور الدعم الممكن لدول القارة الأفريقية، لمجابهة تحديات أعباء الديون ومحاربة الفقر والأمراض المتوطنة، وظاهرة تغير المناخ والهجرة.
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، الثلاثاء، فى فعاليات الجلسة غير الرسمية للاستثمار فى أفريقيا بقمة العشرين وأفريقيا المنعقدة بالعاصمة الألمانية برلين.
قمة العشرين وأفريقيا جذب للاستثمارات لدول القارة
وأكد السيسي أهمية قمة العشرين وأفريقيا، لما تمثله قضية جذب الاستثمارات من ضرورة لدول القارة، مؤكدا أن القمة تعزز التعاون بين ألمانيا والقارة الأفريقية على نحو غير مسبوق.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن التقييم الأمين للعلاقات المصرية الألمانية يجعل منها مثالا يحتذى به للتنسيق والتشاور السياسي ولبناء الشراكات الاقتصادية والتجارية القائمة على المصالح والمنفعة المتبادلة.
فمن ناحية توفر مصر فرصًا استثمارية هائلة جراء ما تحقق من نتائج مشهود بها على صعيد الإصلاح الاقتصادى، إضافة إلى ما توفره كبوابة للنفاذ إلى قارات ومنافذ أخرى.
الجانب الألماني شريكًا استراتيجيًا موثوقًا على أصعدة متعددة
أضاف الرئيس السيسي، خلال فعاليات الجلسة غير الرسمية للاستثمار فى أفريقيا في قمة العشرين وأفريقيا المنعقدة بالعاصمة الألمانية برلين، أن الجانب الألماني بما لديه من خبرات وقدرات مالية وتكنولوجية متميزة شريكًا استراتيجيًا موثوقًا على أصعدة متعددة.
واعتبر الرئيس مبادرة ألمانيا بإنشاء صندوق لتشجيع الاستثمار فى أفريقيا تطورا مهما لتحقيق الغايات المشتركة.
وتابع الرئيس فى كلمته إن القارة الأفريقية تمتلك من المقومات والموارد المتنوعة والموقع الجغرافى المتميز جنبًا إلى جنب مع ما لديها من إرادة سياسية ورؤية واضحة المعالم لتنفيذ الإصلاحات وإقامة مشروعات الربط والاندماج الإقليمى وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية بما يؤهلها بأن تصبح أحد محركى النمو للاقتصاد العالمى، ومن أبرز وجهات أنشطة الاستثمار وهو ما يؤكد حفاظها على مدار السنوات الأخيرة على كونها واحدة من أسرع المناطق نموًا واقتران ذلك بارتفاع معدل نمو التجارة البينية وتنامى تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر.
التحديات المحيطة
وقال الرئيس السيسي: يجب أن نعى حجم ونطاق التحديات المحيطة بنا، ففى الوقت الذى تتزايد فيه حدة التوترات التجارية العالمية، وتتصاعد التوجهات الحمائية، وتتنامى المخاوف من مواصلة تباطؤ الاقتصاد العالمي، فإن دولنا النامية والأفريقية ستكون الأكثر تضررًا من استمرار هذه التطورات السلبية، لاسيما عند الأخذ فى الاعتبار التحديات القائمة فى الأساس، مثل أعباء الديون ومحاربة الفقر والأمراض المتوطنة، وظاهرة تغير المناخ والهجرة وغيرها، الأمر الذى يستلزم قيام المجتمع الدولى بتوفير جميع صور الدعم الممكن لدول القارة، لمجابهة تلك التحديات.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن قضية جذب الاستثمارات لا غنى عنها فى تحقيق التنمية الشاملة المنشودة فى القارة الأفريقية، وتمثل جزءًا لا يتجزأ من مكونات الاستقرار نظرا لآثارها الإيجابى والعابر لقطاعات الدولة وبما يصاحبها من فرص لزيادة فرص التشغيل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات فضلا عن إضفاء طابع من الثقة إزاء حالة الاقتصاد ككل وبما يعزز من مساهمة القارة فى سلاسل القيمة المضافة للعملية الإنتاجية على المستوى الدولى.
وأضاف في كلمته بالجلسة غير الرسمية في قمة العشرين وأفريقيا، أن إدراك هذا التأثير الإيجابى لا ينحصر على المحيط الأفريقى فقط بل يمتد أثاره عبر البحر المتوسط بالجوار الأوروبى فى ظل تنامى الطبيعة المترابطة والمتشابكة التى باتت تتسم بها العلاقات الدولية على نحو غير مسبوق وهو ما يفسر حرصنا جميعا على التحاور وتبادل الآراء بشكل متواصل فى مختلف الأطر الدولية.
ويشارك السيسي، في أعمال قمة العشرين وأفريقيا الذي يعقد في برلين بمشاركة عدد من القادة الأفارقة وممثلي القطاع الخاص في أفريقيا وعدد من المنظمات الدولية.
يرافق الرئيس السيسي، وفد مكون من السفير سامح شكري وزير الخارجية الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي والدكتور محمد سعيد العصار، وزير الإنتاج الحربى، والفريق عبدالمنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع
وأكدت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل أهمية المبادرة الألمانية لشراكة مجموعة العشرين وأفريقيا في قضايا السلام والهجرة والتغير المناخي ولاسيما أن الأفارقة والأوروبيين أمامهم تحديات مشتركة تحتاج تكثيف التعاون لما فيه مصلحة أفريقيا وأوروبا وألمانيا.
جاء ذلك خلال قمة الاستثمار التي انطلقت اليوم الثلاثاء في برلين ضمن أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة المشاركين في المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا.
وأضافت ميركل أنها زارت العديد من الدول الأفارقة ونحن مقتنعون أنه بإلاضافة إلى المساعدة التنموية علينا أن نصل إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي لذا أسسنا الشراكة مع أفريقيا لزيادة استثمارات القطاع الخاص في البلدان الأفريقية التي وضعت خطة طموحة منها إنشاء منطقة قارية للتجارة الحرة في أفريقيا.
وأشادت ميركل بهذه الخطوة التي تحتاج إلى تجاوز صعوبات جمركية، والاتحاد الأوروبي لم يصل حتى الآن إلى المثالية فيما يتعلق بالسوق الداخلي، وأضافت أن مبادرة مجموعة العشرين تأسست تحت رئاسة ألمانيا بالتعاون مع البنك الدولي وغيره من المؤسسات، مطالبة بتوفير الشفافية لتحسين الحوكمة الرشيدة وإدارة الديون لتشجيع وتحفيز الاستثمارات من ألمانيا وبلدان مجموعة العشرين في أفريقيا في ظل ظروف أفضل.
كما أكد وزير الخارجية سامح شكري أهمية قمة العشرين وأفريقيا والدور البارز الذي تقوم به المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل لوضع إطار مؤسسي للتعاون فيما بين مجموعة العشرين وأفريقيا بهدف الترويج للاستثمار في الدول الإفريقية وزيادة فرص التنمية الاقتصادية والتفاعل بين دول المجموعة والدول الإفريقية خاصة تلك التي تضطلع بدور مهم في إطار الإصلاح الاقتصادي والعمل على تحقيق معدلات التنمية.
وأشار وزير الخارجية في تصريحات له على هامش زيارة الرئيس السيسي الحالية لألمانيا – إلى أن هذه المبادرة في برلين في دورتها الثالثة، بدأت تؤتي ثمارها، حيث تم اتخاذ خطوات إيجابية خلال الدورتين السابقتين أدت إلى زيادة استثمارات دول مجموعة العشرين في عدد من البلدان الإفريقية في مقدمتها مصر التي كانت الجاذب الأول لهذه الاستثمارات تقديرا للجهود التي بذلتها في إطار خططها للإصلاح ونجاحها والعوائد الاستثمارية التي كانت أيضا محفزة لهذه الاستثمارات.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا