وقعت الصين اتفاقية مع زامبيا وتنزانيا لإعادة إحياء خط سكة حديد “تازارا”، الذي يربط منطقة حزام النحاس وسط أفريقيا بميناء دار السلام على المحيط الهندي، بتكلفة تقدر بـ1.4 مليار دولار، في خطوة تجسد تصاعد التنافس الجيواقتصادي بين بكين وواشنطن في القارة الأفريقية.
الاتفاقية – التي أعلنتها وزارة النقل الزامبية يوم الإثنين – تُعيد إلى الحياة واحدا من أقدم مشاريع التعاون الصيني – الأفريقي، إذ موّلت بكين الخط في سبعينيات القرن الماضي خلال عهد الزعيم الصيني ماو تسي تونج، بمشاركة آلاف العمال الصينيين والأفارقة.
يمتد الخط على طول 1860 كيلومترا بين زامبيا وتنزانيا، لكنه تدهور خلال العقود الماضية وأصبح يعمل بجزء بسيط من طاقته التشغيلية، ما دفع الحكومات الثلاث إلى تجديده في ظل الازدحام المتزايد بمعابر النحاس بين زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية نتيجة الاعتماد المفرط على الطرق البرية لنقل الصادرات.
بحسب الموقع الرسمي لخط “تازارا”، فقد شارك في بنائه نحو 38 ألف عامل من زامبيا وتنزانيا و13.5 ألف فني ومهندس صيني، فيما لقي أكثر من 160 عاملاً – بينهم 64 صينياً – حتفهم أثناء تشييده، ليصبح رمزاً للتعاون بين الصين وأفريقيا.
هذا المشروع الصيني الجديد سيُنافس مباشرةً “ممر لوبيتو”، وهو خط سكك حديدية مدعوم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يربط نفس المنطقة الغنية بالنحاس بميناء لوبيتو على المحيط الأطلسي في أنجولا.
يعد “ممر لوبيتو” جزءًا من استراتيجية واشنطن وبروكسل لتقليل اعتماد أفريقيا على البنية التحتية الصينية، إذ يمتد عبر مناطق غنية بالنفط والمعادن في أنجولا والكونغو الديمقراطية وزامبيا، موفراً منفذاً تجارياً إلى الساحل الغربي للقارة.
كان الخط قد بُني مطلع القرن العشرين وازدهر حتى السبعينيات، قبل أن يتضرر خلال الحرب الأهلية في أنجولا، وأعادت الحكومة الصينية في 2015 تأهيله ضمن عقد بلغت قيمته نحو ملياري دولار، لكن السيطرة التشغيلية عليه انتقلت عام 2023 إلى تحالف أوروبي من شركات الخدمات اللوجستية حصل على امتياز مدته 30 عاماً قابلة للتمديد.
تعتزم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضخ تمويلات جديدة في “ممر لوبيتو” ضمن مبادرة “الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية”، في مواجهة تصاعد نفوذ الصين التي تُقدّم نفسها كشريك رئيسي لتنمية القارة عبر مشاريع النقل والطاقة والتعدين.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
