توقعت الحكومة الأسترالية أن يُصبح الذهب ثاني أكبر صادرات البلاد من حيث القيمة خلال العام المالي 2026/2025، متفوقا على الغاز الطبيعي المسال والفحم المعدني، بعد أن قفزت عائداته إلى نحو 60 مليار دولار أسترالي (39.6 مليار دولار)، مدفوعةً بارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية عالمية، بحسب بلومبرج.
قالت وزارة الصناعة والعلوم والموارد الأسترالية في تقريرها الفصلي، إن عائدات صادرات الذهب ارتفعت من 47 مليار دولار أسترالي في العام السابق، أي ما يقارب الضعف مقارنة بمستواها قبل عامين فقط، لتُصبح ثاني أكبر مصدر للعائدات بعد خام الحديد، الذي لا يزال يحتفظ بالصدارة.
قفزة تاريخية في عائدات المعدن النفيس
عزت الوزارة هذه الزيادة القياسية إلى الارتفاع الاستثنائي في أسعار الذهب المقوم بالدولار، مدفوعاً بعدة عوامل أبرزها: زيادة مشتريات البنوك المركزية العالمية، وخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية التي رفعت الطلب على الملاذات الآمنة.
أشارت إلى أن قوة أسعار الذهب جاءت في ظل بدء دورة خفض الفائدة الأمريكية، ما قلّل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، فضلاً عن المخاوف المتصاعدة بشأن المالية العامة الأمريكية ومعدلات التضخم.
الذهب يلمع مقابل تراجع الغاز والفحم
في المقابل، شهدت أسعار الغاز الطبيعي المسال تراجعاً ملحوظاً بسبب ضعف أسعار النفط الخام، كما انخفضت أسعار الفحم المعدني المستخدم في صناعة الصلب، لتفقد مكانتها أمام المعدن الأصفر الذي تحوّل إلى نقطة ارتكاز جديدة في الصادرات الأسترالية.
بحسب التقرير، يُتوقّع أن يرتفع إنتاج أستراليا من الذهب من نحو 340 طناً في 2026/2025 إلى 369 طناً في العام المالي التالي، لترسّخ البلاد موقعها كواحدة من أكبر منتجي الذهب عالمياً.
تحديات في قطاع الموارد الأخرى
قدّرت الوزارة أن يبلغ إجمالي عائدات صادرات الموارد والطاقة نحو 369 مليار دولار أسترالي خلال العام المالي الجاري، بانخفاضٍ 4% على أساس سنوي، مع تراجع إضافي متوقع إلى 354 مليار دولار في 2027/2026، بسبب تباطؤ الطلب الصيني وتزايد الحواجز التجارية العالمية.
رغم الضغوط، سيظل خام الحديد المصدر الأبرز للصادرات الأسترالية بعائدات تُقدّر بـ 113 مليار دولار أسترالي، بينما يستعد مشروع “سيمفير” في غينيا التابع لشركة ريو تينتو، لبدء شحن أولى صادراته من خام الحديد، ما يُعزّز المنافسة العالمية في السنوات المقبلة.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
