بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فرض رسوم جديدة على السفن الصينية التي ترسو في الموانئ الأمريكية، وفقاً لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الثلاثاء.

تأتي هذه الخطوة ضمن مساعي إدارة ترامب إلى مواجهة الهيمنة الصينية على صناعة بناء السفن التجارية، ودعم عودة النشاط إلى أحواض بناء السفن الأمريكية التي شهدت تراجعًا حادًا خلال السنوات الماضية.

الصين ترد بالمثل

قالت وزارة النقل الصينية إنها سترد بفرض رسوم مماثلة على السفن الأمريكية عند رسوها في الموانئ الصينية، ما يعمق التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

يأتي التصعيد الجديد بعد أسبوع واحد فقط من تهديد الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية 100% على السلع الصينية، إثر إعلان بكين قيودًا أكثر صرامة على صادرات المعادن الأرضية النادرة.

يقول مؤيدو القرار الأمريكي بشأن فرض رسوم على السفن الصينية، إن بكين استفادت من دعم حكومي واسع لتحقيق مكاسب ضخمة في قطاع بناء السفن، ويعتبرون الرسوم وسيلة لردع شركات الشحن عن شراء السفن الصينية.

أوضح الخبير الاقتصادي ميهير تورسيكار، كبير الاقتصاديين في تحالف ” من أجل أمريكا مزدهرة” الداعم لسياسات ترامب التجارية، أن هذه الخطوة تهدف إلى تقليص الفجوة بين الولايات المتحدة والصين في مجال صناعة السفن، بما يصب في مصلحة الاقتصاد الأمريكي.

الشركات تسعى لتجنب الرسوم الجديدة

من المقرر أن تدخل الرسوم الجديدة حيز التنفيذ خلال الشهر المقبل، بالتزامن مع فرض تعريفات على الأثاث وخزائن المطابخ والأخشاب المستوردة، كما سيتم تطبيق الرسوم على السفن المملوكة لشركات الشحن الصينية، وستُلزم الشركات الأجنبية بدفع رسوم إضافية إذا استخدمت سفنًا صينية الصنع في رحلاتها إلى الولايات المتحدة.

بدأت بعض شركات الشحن العالمية بالفعل في إعادة توزيع أساطيلها لتجنب استخدام السفن الصينية في الخطوط الأمريكية.

قال الشريك في شركة “نورتون روز فولبرايت” للمحاماة، أوتساف ماثور، إن شركات الشحن تعمل على تعديل نشر سفنها لتقليل الأثر المالي المتوقع لهذه الرسوم الجديدة، مشيرًا إلى أن هذه الشركات لا تخطط لرفع الأسعار على العملاء في الوقت الحالي.

رأى المدير المساعد في معهد “كاتو”، كولين جرابو، أن الرسوم الأمريكية على السفن الصينية ستخلق مزيدًا من عدم الكفاءة، وستؤدي لرفع الأسعار.

تقوم الصين بتصنيع نحو 60% من السفن الكبيرة عالميًا وفقًا لتقارير “BRS Shipbrokers”، مقارنة بـ44% قبل خمس سنوات فقط، بينما لم تُنتج الولايات المتحدة هذا العام سوى سفينة تجارية كبيرة واحدة مقابل 717 سفينة في الصين.

تعد شركة كوسكو الصينية من أبرز المتأثرين بالقرار، إذ قدرت تقارير مصرفية أن تصل قيمة الرسوم المفروضة عليها إلى 1.5 مليار دولار خلال العام المقبل، ما قد يخفض أرباحها التشغيلية بنسبة تصل إلى 75% بحلول عام 2026.

وصفت الشركة في بيان سابق هذه الرسوم بأنها تهديد مباشر لأمن واستقرار سلاسل التوريد العالمية.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا