يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقاء نظيره الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية يوم 30 أكتوبر، في أول اجتماع مباشر بينهما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وسط مساعٍ لإعادة إحياء التعاون التجاري وكبح التوتر المتصاعد بين واشنطن وبكين.
من المقرر أن يبحث الرئيسان ملفات شائكة تشمل التجارة والمعادن النادرة ومادة الفنتانيل وتطبيق “تيك توك“، إلى جانب قضايا سياسية أبرزها مستقبل تايوان ومشتريات الصين من فول الصويا الأمريكي والمطالبة بالإفراج عن رجل الأعمال والإعلامي جيمي لاي المعتقل في هونج كونج.
كما ستسعى واشنطن إلى بحث سبل التنسيق مع بكين في ما يتعلق بعلاقاتها مع موسكو، وفق مصادر مطلعة.
تأتي القمة بعد يومين من محادثات مكثفة بين كبار المسؤولين الاقتصاديين من البلدين في كوالالمبور، شارك فيها وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون جرير من الجانب الأمريكي، ونائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفنج وكبير المفاوضين لي تشنج قانج من الجانب الصيني، وهي خامس جولة مباشرة منذ مايو الماضي. وقال بيسنت إن الجانبين “وضعا إطارًا ناجحًا للغاية” لبحثه بين الرئيسين في اجتماع الخميس المقبل.
وصل ترامب إلى ماليزيا في بداية جولة آسيوية تمتد خمسة أيام، عبّر خلالها عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الصين، مشيرًا إلى اجتماعات مقبلة ستُعقد في بكين والولايات المتحدة، سواء في واشنطن أو في منتجعه بمارالاجو.
تركزت المحادثات الأخيرة على احتواء التوتر ومنع تصاعد الحرب التجارية، عقب تلويح ترامب بفرض رسوم جديدة بنسبة 100% على السلع الصينية اعتبارًا من الأول من نوفمبر، ردًا على توسيع بكين قيودها على صادرات المعادن النادرة والمغناطيسات.
أزيلت معظم الرسوم المفروضة بموجب الهدنة التجارية المقرر انتهاؤها في 10 نوفمبر، فيما أشار بيسنت إلى إمكانية تمديدها بقرار من الرئيس، لتكون ثاني تمديد منذ توقيعها في مايو الماضي.
ورغم إعلان البيت الأبيض رسميًا عن اللقاء المرتقب، لم تؤكد بكين بعد موعد انعقاده. ويأتي ذلك في ظل تجدّد التوتر بين الجانبين بعد فشل الهدنة الموقعة في مايو والممددة في أغسطس في كبح تبادل العقوبات والقيود التصديرية.
كما تطرقت الجولة الأخيرة من المفاوضات إلى القيود الصينية على صادرات المعادن النادرة، التي تسببت في نقص عالمي، ما دفع إدارة ترامب إلى دراسة فرض حظر على بعض الصادرات التقنية إلى الصين، وفقًا لتقرير “رويترز”.
سبقت المحادثات بيوم تحقيق أمريكي جديد بشأن “إخلال الصين” باتفاق “المرحلة الأولى” التجاري الموقع عام 2020، في خطوة تعزز أوراق ترامب التفاوضية.
من المتوقع أن يبقى أي اتفاق جديد هشًا في ظل علاقة تجارية تبلغ قيمتها نحو 660 مليار دولار سنويًا، بينما أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن واشنطن “لن تتخلى عن تايوان مقابل مكاسب تجارية مع الصين”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
